توقفت كثيرا أمام المقال الذي نشر في صفحة نبض في «عكاظ» بعنوان «معلم الأحساء.. العقوبة أكبر من الذنب» حول فصل معلم في الأحساء لتعنيفه أحد الطلاب وأقول إن الطالب قبل دخوله المدرسة يعيش في أسرته وهي حجر الزاوية بالنسبة له، يتلقى فيها التربية فهو في مرحلة الطفولة المبكرة، كالإسفنجة يمتص كل ما يسمع ويرى ما حوله، ويقول بعض علماء التربية والنفس إن الطفل وهو جنين في بطن أمه قد يحس ويشعر ما يدور حوله، فإذا كان هذا الوسط وسط تربية وموروث شعبي صحيح إسلامي من قول وعمل فهو سيمتص ويرضع هذه التربية ومن ثم ينتقل إلى المجتمع الثاني (المدرسة) مرحلة الطفولة المتأخرة فتجده هو وأقرانه في المدرسة كل يحمل على وجدانه وفؤاده موروثه، فنجد هناك ثقافات وموروثات قد تختلف ولا تنسجم مع بعضها البعض، فنجد هذا الطالب هادئا في طبعه وآخر شديد الغضب في سلوكه، وثالثا شرسا وشقيا فقد يحصل من البعض منهم ويأتي ويمارس بسلوك مضاد للمدرسة وأنظمتها، وآخر ضد بعض زملائه أو ضد بعض المعلمين، وهذا ما حصل من طالب الأحساء ضد معلمه الذي تطور إلى أن وصل إلى فصل وشطب قيد هذا المعلم وفقا لما أوردته «عكاظ» على صفحاتها. هنا أقول يأتي دور الأخصائي الاجتماعي المدرسي والمختص بعلاج مثل هذا السلوك، لأنه درس العلوم الاجتماعية (من خدمة اجتماعية - علم اجتماع - علم نفس - علم السلوك... إلخ) وليس مرشد الطلاب غير المتخصص، وهذه الوظيفة مع الأسف منتشرة في أغلب مدارسنا، فلو كان هناك مختص اجتماعي واحتوى الموقف والمشكلة في بدايتها ودرسها من قبل الطالب والمعلم لوضع التشخيص والعلاج، وأنا هنا أكتب من خبرة ميدانية لسنوات عدة، في هذا المجال دون أن يصعد الموقف إلى اعتداء المعلم على الطالب وفصل الأول، دون أن يأخذ مجراه في القنوات النظامية حتى يصل إلى أعلى سلطة (وزارة التعليم) دون الركون والاعتماد على رأي إدارة التعليم بمنطقة الأحساء مما سيقلل من مكانة المعلم التي اهتزت مؤخراً بعدم الاحترام والمكانة، ونحن في هذا المقام لا نؤيد العنف والايذاء من قبل بعض المعلمين. والله من وراء القصد.