حافظت (شعوة) على طقسها اليومي، من إعداد خمرة القشر، والخروج إلى ركن سقف بيتها تتشمس كل صباح، وترصد حركة القادمين إلى القرية، والخارجين منها، مع تعليقها على كل صغيرة وكبيرة، متندرة، ومنذّرة (انفروا بها) (آهي لكم) (ألمحو تياك كنّها جمل البدو).
أيام تندب حظها، لأن زوجها غادر الحياة، وتركها وحيدة بلا سند ولا مدد، ولم يسلم الزوج الراحل من شتيمة خاثرة (الله يرحم الحصى، مات وخلّف لي خشبان ملأ البيت لا شفعة لهم ولا نفعة منهم).
لمحت سيدة مقبلة من الجنوب.على رأسها بقشة، وتشد في يدها طفلاً في السابعة، صاحت في أكبر أولادها (معيض) وهو غاطس في سابع نومة، لم يرد، فأخذت عصاتها ونغزته بطرفها مرددة «قم يالمخور» تلكأ، فصبت عليه من جحيم لسانها، وتساءل: وشبك مع صبح العالمين تصيحين؟ قالت: افلح ألمح لي من هي تياك الحرمة اللي دخلت القرية.
كانت السيدة (حسينة) منهكة، أقسمت للعريفة أنها تمشي منذ ثلاث ليال، خوفاً على نفسها، وعلى صغيرها، ولم تسترد أنفاسها إلا في منزله الآمن. رحّب بها، وأخذ الصغير في حضنه، وسقاه بيده، فيما معيض يتشاوع عليهم من خلف الباب، ويرصد الصوت والصور لينقل ما جرى لأمه.
لم تكد تمضي أيام حتى كانت أخبار (حسينة) تعم القرية، فهي مزينة عرائس، ومفلّجة أسنان، وبائعة بخور عدني رائحته تفنّك الأنوف، وفي المناسبات تطبخ وتغسل، وأكثر ما أذهل شيبان وشباب القرية أنها جميلة جداً وكفوفها خشنة، تصرم الركيب كاملاً بمفردها في ضحوة.
بلغ قهر شعوة مبلغه من الوافدة، وبدأت تتحرش بها، سرحت تصرم فزعة حتى تكيدها، وتحت بالمحش السنابل وتشل بالصوت (خبّريني علميني، قصتك يا البربرية)، وترد حسينة (ما تجارين المساقي، يا ركيبة عثّرية) وتبدع شعوة (قصي شرعك يا الدواجة، والمحي للشمس فيّه) فترد حسينة (يا حليلك قل حيلك، يا عجوز المكرهيه).
تيقنت شعوة أن حسينة لا تجارى، وغدت حديث الفقيه مع العريفة كل عصرية. الفقيه إذا سمع اسمها يزفر ويقول «والله لن عشت لادسّمك يا شاربي» ويرد العريفة «ليتك بحملك تقوم، ولا يعلوى عليك». أطلقت عليها شعوة لقب (المجمهر).. للحديث بقية. علمي وسلامتكم.
أيام تندب حظها، لأن زوجها غادر الحياة، وتركها وحيدة بلا سند ولا مدد، ولم يسلم الزوج الراحل من شتيمة خاثرة (الله يرحم الحصى، مات وخلّف لي خشبان ملأ البيت لا شفعة لهم ولا نفعة منهم).
لمحت سيدة مقبلة من الجنوب.على رأسها بقشة، وتشد في يدها طفلاً في السابعة، صاحت في أكبر أولادها (معيض) وهو غاطس في سابع نومة، لم يرد، فأخذت عصاتها ونغزته بطرفها مرددة «قم يالمخور» تلكأ، فصبت عليه من جحيم لسانها، وتساءل: وشبك مع صبح العالمين تصيحين؟ قالت: افلح ألمح لي من هي تياك الحرمة اللي دخلت القرية.
كانت السيدة (حسينة) منهكة، أقسمت للعريفة أنها تمشي منذ ثلاث ليال، خوفاً على نفسها، وعلى صغيرها، ولم تسترد أنفاسها إلا في منزله الآمن. رحّب بها، وأخذ الصغير في حضنه، وسقاه بيده، فيما معيض يتشاوع عليهم من خلف الباب، ويرصد الصوت والصور لينقل ما جرى لأمه.
لم تكد تمضي أيام حتى كانت أخبار (حسينة) تعم القرية، فهي مزينة عرائس، ومفلّجة أسنان، وبائعة بخور عدني رائحته تفنّك الأنوف، وفي المناسبات تطبخ وتغسل، وأكثر ما أذهل شيبان وشباب القرية أنها جميلة جداً وكفوفها خشنة، تصرم الركيب كاملاً بمفردها في ضحوة.
بلغ قهر شعوة مبلغه من الوافدة، وبدأت تتحرش بها، سرحت تصرم فزعة حتى تكيدها، وتحت بالمحش السنابل وتشل بالصوت (خبّريني علميني، قصتك يا البربرية)، وترد حسينة (ما تجارين المساقي، يا ركيبة عثّرية) وتبدع شعوة (قصي شرعك يا الدواجة، والمحي للشمس فيّه) فترد حسينة (يا حليلك قل حيلك، يا عجوز المكرهيه).
تيقنت شعوة أن حسينة لا تجارى، وغدت حديث الفقيه مع العريفة كل عصرية. الفقيه إذا سمع اسمها يزفر ويقول «والله لن عشت لادسّمك يا شاربي» ويرد العريفة «ليتك بحملك تقوم، ولا يعلوى عليك». أطلقت عليها شعوة لقب (المجمهر).. للحديث بقية. علمي وسلامتكم.