لم يأسف معظم الناس، حول العالم، عندما انهار التطبيق السوفيتي للماركسية، في شرق أوروبا، وفي ما كان يعرف بـ(الاتحاد السوفيتي)، في عام 1991م، وفي أجزاء أخرى من الأرض. وقد سقط ذلك التطبيق، وانهارت (الشيوعية) المنسوبة إليه، نتيجة لعدة عوامل؛ أهمها: كون الإدارة العليا لذلك التطبيق: ديكتاتورية، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية. هذا بالإضافة إلى (خيالية) الفكرة الماركسية، وحرب (الغرب) (الرأسمالي) الضروس ضدها.
أما (الإشتراكية)، خاصة «الإشتراكية الديمقراطية»، فما زالت باقية.. وبعض أنصارها يحكمون ـ الآن ـ دولاً كثيرة، منها بعض دول العالم الغربي. ويندر أن يوجد برلمان في العالم، لا يضم عدداً كبيراً، من النواب «الإشتراكيين».. (الحزب الديمقراطي الأمريكي) ـ مثلاً ـ هو ـ في الواقع ـ حزب شبه اشتراكي، وكذلك (حزب العمال البريطاني)...
وأكثر من هلل لانهيار التطبيق السوفيتي لـ(الماركسية)، كان ـ بالطبع ـ الرأسماليون، في كل مكان، خاصة في العالم الغربي. ولم يكتف هؤلاء بالتهليل وإعلان الابتهاج، لغروب التطبيق السوفيتي للماركسية، بل أخذوا، منذ ذلك الحين، يتغنون بكل ما يمت بصلة للرأسمالية.. ويبشرون العالم بميلاد عهد جديد.. (أسماه بعضهم: “النظام العالمي الجديد، القائم على الازدهار واحترام القانون”؟!).
حاول أولئك (وما زالوا) إقناع البشرية بأن: “الرأسمالية (غير المقيدة).. هي الطريق”.. ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل إن غلاة الرأسمالية كانوا ـ ومازالوا ـ يحاولون “فرض” الحل الرأسمالي (المتطرف في رأسماليته) على كل العالم.. ناسين ـ أو متناسين ـ أن الرأسمالية المطلقة (الخالية من الضوابط والقيود اللازمة) ليست بأفضل ـ كثيراً ـ من غيرها، من المذاهب الوضعية. وقد شهد مفكرو الغرب، قبل غيرهم، بذلك.
وانبرى عتاة هذا الاتجاه لإقناع العالم بأن أهم وسائل الرأسمالية (وهي: «الخصخصة») هي شيء لا بد منه، إن كان المطلوب هو: «الرفاه» و«التقدم».. لذا، اجتاحت العالم موجة محمومة، من الخصخصة، التي لم يكن لكثير منها من مبرر سوى: مجاراة القوى، وتضخيم (ثروة) أساطين المال، والنفوذ.. ورفع درجة إحكامهم، وسيطرتهم، على اقتصاد (وسياسة) شعوبهم.
* * *
والآن، وبعد انهيار النموذج السوفيتي (الماركسي) عقب فشله الذريع.. لا بد (مع تذكر المآسي المفجعة التي جلبتها الماركسية السوفيتية، لشعوب عديدة، على مدار أكثر من نصف قرن) من التساؤل عن: ماذا استفاد العالم، من البديل اللاحق؟! هل الأمن والسلام الدوليان أكثر استتباباً، من ذي قبل؟! هل خفّت حدة حلقة «الفقر ـ الجهل ـ المرض» في العالم، أو في معظمه؟! وبمعنى آخر: هل العالم أفضل ـ اجتماعياً وأمنياً واقتصادياً وسياسياً ـ في ظل سيادة المذهب الرأسمالي وأنصاره، خاصة بشقه المتطرف والجامد؟!
وللعلم، فإن أغلب المراقبين المنصفين المعاصرين، للنظام العالمي (الاقتصادي ـ السياسي) الراهن، والمعايشين له، لديهم إجابات سلبية (في معظمها) على هذه التساؤلات، فمنذ حوالى العقد والنصف، لم يشهد العالم تطورا عالميا مبهجا يذكر، بل تضاعفت معاناته، وزاد كبده، وتفاقمت أعباؤه.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك: تدهور دور منظمة «الأمم المتحدة» في استتباب الأمن والسلم والرفاه العالمي، وتحول هذه المنظمة إلى أداة لتنفيذ سياسات دولية ظالمة وقاهرة. ومع ذلك، لنجتهد في استقراء واقع العالم، في هذه الفترة، لنعرف ـ بصفة جد عامة ـ بعض تفاصيل هذا الجواب، سواء من هذا الواقع العالمي ذاته، أو ممن يمكن اعتبارهم «مراجع».. من المفكرين المعبرين عن أحواله، والمتحدثين بآماله وآلامه. وليكن ذلك في المقال المقبل.
أما (الإشتراكية)، خاصة «الإشتراكية الديمقراطية»، فما زالت باقية.. وبعض أنصارها يحكمون ـ الآن ـ دولاً كثيرة، منها بعض دول العالم الغربي. ويندر أن يوجد برلمان في العالم، لا يضم عدداً كبيراً، من النواب «الإشتراكيين».. (الحزب الديمقراطي الأمريكي) ـ مثلاً ـ هو ـ في الواقع ـ حزب شبه اشتراكي، وكذلك (حزب العمال البريطاني)...
وأكثر من هلل لانهيار التطبيق السوفيتي لـ(الماركسية)، كان ـ بالطبع ـ الرأسماليون، في كل مكان، خاصة في العالم الغربي. ولم يكتف هؤلاء بالتهليل وإعلان الابتهاج، لغروب التطبيق السوفيتي للماركسية، بل أخذوا، منذ ذلك الحين، يتغنون بكل ما يمت بصلة للرأسمالية.. ويبشرون العالم بميلاد عهد جديد.. (أسماه بعضهم: “النظام العالمي الجديد، القائم على الازدهار واحترام القانون”؟!).
حاول أولئك (وما زالوا) إقناع البشرية بأن: “الرأسمالية (غير المقيدة).. هي الطريق”.. ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل إن غلاة الرأسمالية كانوا ـ ومازالوا ـ يحاولون “فرض” الحل الرأسمالي (المتطرف في رأسماليته) على كل العالم.. ناسين ـ أو متناسين ـ أن الرأسمالية المطلقة (الخالية من الضوابط والقيود اللازمة) ليست بأفضل ـ كثيراً ـ من غيرها، من المذاهب الوضعية. وقد شهد مفكرو الغرب، قبل غيرهم، بذلك.
وانبرى عتاة هذا الاتجاه لإقناع العالم بأن أهم وسائل الرأسمالية (وهي: «الخصخصة») هي شيء لا بد منه، إن كان المطلوب هو: «الرفاه» و«التقدم».. لذا، اجتاحت العالم موجة محمومة، من الخصخصة، التي لم يكن لكثير منها من مبرر سوى: مجاراة القوى، وتضخيم (ثروة) أساطين المال، والنفوذ.. ورفع درجة إحكامهم، وسيطرتهم، على اقتصاد (وسياسة) شعوبهم.
* * *
والآن، وبعد انهيار النموذج السوفيتي (الماركسي) عقب فشله الذريع.. لا بد (مع تذكر المآسي المفجعة التي جلبتها الماركسية السوفيتية، لشعوب عديدة، على مدار أكثر من نصف قرن) من التساؤل عن: ماذا استفاد العالم، من البديل اللاحق؟! هل الأمن والسلام الدوليان أكثر استتباباً، من ذي قبل؟! هل خفّت حدة حلقة «الفقر ـ الجهل ـ المرض» في العالم، أو في معظمه؟! وبمعنى آخر: هل العالم أفضل ـ اجتماعياً وأمنياً واقتصادياً وسياسياً ـ في ظل سيادة المذهب الرأسمالي وأنصاره، خاصة بشقه المتطرف والجامد؟!
وللعلم، فإن أغلب المراقبين المنصفين المعاصرين، للنظام العالمي (الاقتصادي ـ السياسي) الراهن، والمعايشين له، لديهم إجابات سلبية (في معظمها) على هذه التساؤلات، فمنذ حوالى العقد والنصف، لم يشهد العالم تطورا عالميا مبهجا يذكر، بل تضاعفت معاناته، وزاد كبده، وتفاقمت أعباؤه.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك: تدهور دور منظمة «الأمم المتحدة» في استتباب الأمن والسلم والرفاه العالمي، وتحول هذه المنظمة إلى أداة لتنفيذ سياسات دولية ظالمة وقاهرة. ومع ذلك، لنجتهد في استقراء واقع العالم، في هذه الفترة، لنعرف ـ بصفة جد عامة ـ بعض تفاصيل هذا الجواب، سواء من هذا الواقع العالمي ذاته، أو ممن يمكن اعتبارهم «مراجع».. من المفكرين المعبرين عن أحواله، والمتحدثين بآماله وآلامه. وليكن ذلك في المقال المقبل.