ولي العهد خلال لقائه وزير الخزانة الأمريكي أمس الأول. (واس)
ولي العهد خلال لقائه وزير الخزانة الأمريكي أمس الأول. (واس)
-A +A
فهيم الحامد (الرياض) FAlhamid@
إذا اعتبرنا المحطة الأولى لعاصمة صناعة القرار العالمي واشنطن؛ في إطار سلسلة زيارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لعدد من الولايات الأمريكية، حققت نتائج إستراتيجية متنوعة لمصلحة تعزيز الشراكة السياسية والعسكرية والأمنية بين البلدين الحليفين؛ فإن المحطات الست القادمة لهذه الجولة الاستثنائية ستكون لها أهمية كبرى في إطار تفعيل الشراكة في جوانبها الاقتصادية والاستثمارية والتقنية والنفطية، وذلك بما يدعم رؤية ٢٠٣٠ لتنويع الاستثمارات وإنهاء مرحلة الاعتماد على النفط.

وفي بوسطن المحطة الثانية التي وصلها أمس الأمير محمد بن سلمان تقيم جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حفلات لاستقباله حيث ستكون هذه المحطة فرصة لبحث تعزيز التعاون في المجالات التعليمية والأكاديمية، فيما يغادر ولي العهد بوسطن إلى نيويورك المحطة الثالثة التي يصلها غدا (الإثنين)، وتنقسم محطة نيويورك إلى محورين الأول: اقتصادي استثماري حيث سيجتمع مع كبار المسؤولين التنفيذيين ورؤساء وول ستريت، كما يشارك في منتدى الرؤساء التنفيذيين الذي يستضيفه رئيس البلدية السابق مايكل بلومبرغ، وفي الشق السياسي لمحطة نيويورك سيبحث ولي العهد مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في أول لقاء بينهما سبل إحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط، وتعزيز الدور الأممي لإيجاد حلول لأزمات المنطقة خصوصا الأزمتين السورية واليمنية وتقوية الأمن والسلم العالميين.


ومن نيويورك سينتقل ولي العهد إلى الساحل الغربي في 30 مارس، حيث يلتقي في سياتل عددا من القيادات في المجال التقني وعلى رأسهم بيل غيتس وسيزور شركة أبل وكبار المسؤولين في غوغل وأوبر في سان فرانسيسكو، قبل أن يستقبله المنتجون والمسؤولون التنفيذيون رفيعو المستوى في لوس أنجليس لعقد اجتماعات حول مشاريع الترفيه في المملكة. كما يلتقي المسؤولين في شركة لوكهيد مارتن لتصنيع الأسلحة.

وفِي الرابع من أبريل، يزور ولي العهد هيوستن، حيث شركات الصناعات النفطية ويجري سلسلة لقاءات مع قياداتها، إذ تنتظر الأوساط النفطية والاقتصادية منها الكثير خلال الفترة القادمة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر أمريكية أهمية جولة الأمير محمد بن سلمان لعدد من المحطات في الولايات القادمة وعقده جلسات عصف ذهني مع كيانات علمية وبحثية واقتصادية وتقنية ضخمة، لافتتة إلى أن هذه المحادثات ستسهم في تعزيز الاستثمارات وتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار في السعودية وطمأنة المستثمرين على جدية المملكة في محاربة الفساد والقضاء عليه، وتوسيع آفاق الشراكة بين البلدين.

ويأتي أحد المحاور الرئيسية لزيارة ولي العهد بشأن الإدراج المزمع لـ 5 % من عملاق النفط (أرامكو)، والتي يتوقع أن تكون من خلال الطرح العام الأولي أكبر شركة نفط في العالم من حيث القيمة السوقية.

وعندما يؤكد ابن سلمان في لقائه مع صحيفة «الواشنطن بوست» أمس الأول أن الإسلام دين عقلاني، ومعتدل وسهل وهناك من يحاول اختطافه فإنه يرسل رسالة للمجتمع الأمريكي ومؤسسات المجتمع بوسطية الإسلام، وأنه ليس له علاقة بالإرهاب الذي يعتبر دخيلا على هذا الدين الحنيف.. وعندما يتحرك ولي العهد باتجاه عدد من الولايات الأمريكية فإنه يبعث برسائل طمأنة تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن الأجواء الاستثمارية آمنة ومطمئنة، وأن هناك أرضية خصبة للاستثمار في السعودية التي تحمل ثقافة الوسطية والاعتدال.

إنها قاطرة ٢٠٣٠ تتحرك صوب الولايات الست لدعم الاستثمارات وحرق المراحل وتحقيق الإنجاز «الإعجاز».