خالص جلبي
خالص جلبي




سليمان الهتلان
سليمان الهتلان




لمياء باعشن
لمياء باعشن




أحمد التيهاني
أحمد التيهاني




عبدالله الكعيد
عبدالله الكعيد




عبدالسلام الوايل
عبدالسلام الوايل
-A +A
علي فايع (أبها) ، alma3e@ علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
لم تكن القاعدة الثالثة التي استخلصها «خالص جلبي» من ضمن الــ(28) قاعدة حياتية من وحي تجربته في الحياة شافعة له أمام أهل الخليج الذين عاش بينهم (30) عاماً، وختمها بأن مسح تلك الحياة بقوله: «عشتُ بين قوم ليس لديهم إلاّ فائض من المال». إذ كانت هذه الكلمات صادمة لطيف كبير من السعوديين والخليجيين على حدّ سواء الذين طالبوا «جلبي» بتطبيق العديد من المقولات التي كان يرددها طوال الـ (30) عاما التي عاشها بين السعوديين متنقلاً في وظائف كبيرة ومهمة لم يحصل عليها السعوديون المؤهلون وبكفاءات أعلى من تلك التي كان يملكها «جلبي» نفسه!

فيما طالب متابعون آخرون «جلبي» الالتزام بالقاعدة الثامنة التي كتبها وسوّقها على قرائه طوال سنوات كثيرة والتي تقول: «في مواجهة أيّ مشكلة تعوّد ألا تلوم أحداً، إذا كنت جادّاً في اللوم فتوجّه به إلى نفسك فقط»!. كلام «جلبي» استفز العديد من الكتاب والأدباء والمثقفين السعوديين الذين رأوا فيه نكراناً للجميل ولؤماً؛ إذ قال الكاتب خالد السليمان: «‏أجل ندمت أيها اللئيم، صدقني نحن أكثر ندماً على فتح أبوابنا وقلوبنا لأمثالك، وأشد حسرة على تسامحنا مع من يحتلبون أموالنا وهم يضمرون أشد العداوة والبغضاء لنا».


فيما قال الكاتب والأكاديمي عبدالسلام الوايل: «إنّ التعميم المسيء الذي أطلقه خالص جلبي بحقنا كشف عن أنه كان يعيش بين أناس لا يحبهم ولا يحترمهم، وهذا من خوارم المروءة، إذ من حسن طبائع الإنسان الامتنان لمجتمع استضافه، لكن للتذكير هذا النمط شائع بيننا، البعض قضى سنوات في مجتمع غربي متعلما و«يستحي» أن يمدحهم أو يعبر عن امتنانه لهم».

كما تساءل الكاتب وحيد الغامدي لماذا يختم خالص جلبي مسيرته بهذا الرخص؟

وأضاف الغامدي: ‏كنا نتداول مقالاتك وكانت تشدنا أفكار التجديد التي كانت تتضمنها، فما الذي أجبرك على هذا المستوى من اللؤم ؟! يا للأسف ويا للسقوط المريع!

الكاتب خالد العضاض أكد لـ «عكاظ» أنّهم عرفوا «جلبي» مرتزقاً ومتزلفاً بلا مبدأ في بريدة، وأنه كان يثني ثناء المنبطح المنافق على أحد كتاب صحيفة الرياض الكبار في وجهه ثم يثلبه في حين غفلة من سمعه في ذات المجلس، وأضاف «العضاض» أن «جلبي» كان ‏مادياً من طراز غريب، و‏متضخم الأنا ومن أراد أن يعرف مدى مرضه النفسي فليقرأ ما كتبه هو عن نفسه في الويكيبيديا!

من جهة أخرى، أكد الأكاديمي الدكتور أحمد عبدالله التيهاني أن ما يصدر عن خالص جلبي ومن هو على شاكلته ليس مستغرباً، كونهم لا يقيمون للقيم والمبادئ أي قيمة، وما يقوله عن المغرب سبق وأن قاله عن المملكة عندما قدم إليها مشرداً ومطارداً، وعدّه التيهاني مرتزقاً؛ إذ سبق أن كتب في صحيفة الوطن وكان يتقاضى 15 ألف ريال شهرياً، مشيراً إلى أن مقالاته لا تعدو اجتزاءات من كتبه، وقال التيهاني: «هذه النوعية من الكتبة المرتزقة لا مبادئ لهم أصلاً حتى نعتب عليهم»، موضحاً أنه لما كان جلبي بين مواطني الخليج لم يقل هذا الكلام إلا أنه عندما أثرى مالياً وتمكن من شراء منزل في المغرب وانتفت الحاجة إلينا أخرج ما في داخله على خطى عدد من الحاقدين الذين سبقوه بشتم الخليج وأظهروا ما تمليه عليهم أدبيات الأحزاب السياسية التي ينتمون إليها، وعزا الشاعر إبراهيم طالع ما ورد على لسان جلبي إلى إنهاء التعاقد معه، وانقطاع ثدي الدفع كونه وأمثاله يتخلون عن كل نقد موضوعي أمام المال، فلا غرابة أن يكون متقلباً وحربائياً ويعيش بأكثر من وجه، مؤكداً أنه يجهل أن سكان الجزيرة العربية ينتمون لليمن ولم تكن اليمن تاريخياً خارج جزيرة العرب، لافتاً إلى أن هناك من هم على شاكلة جلبي من مثقفين وكتاب أكرمناهم بحكم القيّم التي ينكرونها اليوم فتنكروا لنا وقلبوا ظهر المجن.

أما الدكتور سليمان الهتلان فقد طالب «جلبي» بالاعتذار، وأضاف: ظننت مخطئاً أنّك كمثقف وطبيب وعربي أكبر من أن تنزلق إلى لغة التعميم والتعالي والاستهزاء ونكران الجميل مع مجتمع عاملك بكل إجلال وتقدير!

فيما أكدت الدكتوره لمياء باعشن على أنّ «جلبي» لم يكن مسيئاً للسعوديين بكلماته المشينة بل كان مسيئاً لنفسه المنحطة، فقد أزال قناع التملّق عن وجهه القبيح، وأضافت أننا عاملناه بأصلنا الكريم ولكن النفس الخبيثة لا تنبت إلاّ الخبث. وقطعت أمل الهزاني بأنّ «جلبي» ليس الأول ولن يكون الأخير من جيله، لكن نتمنى ألا يظهر جيل جديد من المرتزقة ذوي الجلود الملساء واللسان المعسول ثم يأتي من سيخلفنا ليعيد كلامنا!

ولم يستبعد الكاتب الدكتور عبدالله الكعيد دخول جلبي مرحلة الخرف، بسبب الشيخوخة، مشيراً إلى أن بعض اللؤماء العرب يحملون متلازمة العداء والحقد على الخليج وشعبه دون مبرر سوى أننا نحسن الظن بهم ونمكنهم من مشاركتنا في خيرنا دون منّة ولا أذى، مبدياً دهشته أن يتحول من يدّعي أنه مفكّر إلى ناكر معروف ومتشفٍ وشامت، ولم يتحفظ الكعيد على مديح جلبي لأهل المغرب كونهم على ذات المستوى الأخلاقي لشعوب الجزيرة العربية وامتداداً لهم، داعياً جلبي إلى البحث عن طبيب شعبي ليداوي حالته بميسم في مؤخرة الرأس يمكنه من استعادة ذاكرته والتخلص من دور الفتّان وباذر بذور الشر بين عرب المشرق وعرب شمال أفريقيا المعتدّين بروابطهم وانسجام مواقفهم وزهدهم في النخبة المتوهمة والمريضة بتورم الذات.

أما المغردون السعوديون في «تويتر» فقد استعادوا العديد من مقالات سابقة لـ «خالص جلبي» كتب فيها عن إحدى المدن السعودية التي زارها: «هل تعلمون ما هو أعظم شيء في هذه المنطقة ؟ الطبيعة لا جدال فيها، ولكنّ أجمل ما فيها شعبها العريق اللطيف المضياف، ما سلمتُ على واحد واقتربت منه إلا ودعاك إلى الطعام»!

كما استعاد آخرون ما كتبه عن «النماص» التي قال فيها: «لكِ الحب يا مدينة النماص وأهلها إلى آخر نسمة من حياتي»، ويبدو أنّ آخر نسمة من حياته كانت لمجرد تسويق كذبه!

فيما أشار المغرد متعب حامد إلى أنّ خالص جلبي استخدم العبارة التي قالها في مديح «المغرب» لا يرون فيها شمساً ولا زمهريرا، لمدح أهل النماص في عام 2012 م وتساءل: ما الذي حمل نادم على العيش في مكان أن يقول في حقه «عشقته وتمنيت أن أعيش فيه بقية عمري» إلاّ النفاق الذي يهلك صاحبه قبل أن يهلك المجتمع!