-A +A
محمد داوود (جدة)
يبحث مجموعة من المختصين الأربعاء القادم الجوانب الأخلاقية للبنوك الحيوية والتوجهات الوطنية في هذا المجال وذلك في حلقة نقاش تعقدها اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ، وتهدف حلقة النقاش إلى مواكبة التطورات في مجال التقنية الحيوية ومناقشتها من جوانبها الأخلاقية والعلمية عبر ثلاث جلسات رئيسية تتضمن كل جلسة محاضرتين يقدمهما نخبة من العلماء والباحثين والمهتمين بأخلاقيات البحث الحيوي في المستشفيات وكليات الطب في المملكة. تقدم الجلسة الأولى التي يرأسها الدكتور محمد بن علي الجمعة استشاري أعصاب وأمراض وحدة العضلات بمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني بالرياض تعريفاً بالبنوك الحيوية أو ما يسمى بنوك المادة الوراثية، حيث يحاضر في هذه الجلسة الدكتور إبراهيم بن برجس العبد الكريم، في حين يقدم الدكتور عبد الله بن محمد الدهمش المحاضرة الثانية تعريفاً ببنوك الخلايا الجذعية.
اما الدكتور علي بن سيد الشنقيطي في الجلسة الثانية فيحاضر عن التوجه الوطني في مجال البنوك الحيوية، فيما يلقي الدكتور فياض بن أسعد دندشي محاضرة بعنوان " القطاع  الخاص والبنوك الحيوية "، ويرأس الجلسة الدكتور عبدالله بن زامل الدريس وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون المختبرات وبنوك الدم.

 وتسلط الجلسة الثالثة الضوء على التنظيمات الدولية المتبعة في هذا المجال من خلال محاضرة  يلقيها عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الملحم، بينما يقدم الدكتور أمين بن صالح كشميري محاضرة عن الجوانب الأخلاقية للبنوك الحيوية، ويرأس هذه الجلسة الدكتور عبدالعزيز بن محمد السويلم رئيس اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية.وتهدف اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية إلى وضع ومتابعة تنفيذ معايير و أخلاقيات البحوث الحيوية والطبية في المملكة، وتكون شاملة للأخلاقيات البحثية والتطبيقية التي تجرى من قبل جهات طبية مثل المستشفيات ومراكز الأبحاث الملحقة بها وكذلك للأبحاث الحيوية بشكل عام التي تُجرى في الجامعات ومعاهد البحوث ذات العلاقة.وجاء إنشاء اللجنة تزامناً مع ما شهدته الأبحاث الحيوية المرتبطة بصحة الإنسان من تطورات عديدة في السنوات الأخيرة، سواء كانت هذه الأبحاث ذات تأثير مباشر على الإنسان في صحته وجسده كالأبحاث التي تجرى على الإنسان مباشرة أو الأبحاث التي تؤثر عليه بصورة غير مباشرة كالأبحاث على الحيوان والنبات. وكان لاكتشاف الخريطة الوراثية عام 2000 الأثر البالغ في تغيير الكثير من المفاهيم وفتح مجالات واسعة في أفق البحث على الإنسان كما كانت المدخل للتوسع في إنشاء "البنوك الحيوية"، ومع السباق المحموم من قبل الباحثين والشركات لتحقيق السبق العلمي أو الأرباح المجزية فقد تنوعت أساليب إجراء الأبحاث.وتعطي البنوك الحيوية للباحثين القدرة على معرفة طبيعة الخلايا المريضة ومقارنتها بالخلايا السليمة، ويمكن بواسطتها ربط الأنماط الوراثية والجزيئية وتحديد مدى الاختلاف بينها، كما تمكن الأطباء والباحثون في المجال الصحي من المساعدة في إعطاء تقييم عن احتمالية الإصابة بالأمراض والطريقة المثلى للوقاية منها وعلاجها.وتسهم البنوك الحيوية في مساعدة العلماء لتعقب الأسس الجينية للأمراض الشائعة مثل السرطان وأمراض القلب وداء السكري والاختلال العقلي ومشاكل المفاصل، وعلى المدى الطويل يعتقد العلماء أن البنوك الحيوية يمكن أن تحسن طرق الوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجها.