-A +A
ريم العسيري reemeta22@
في وقت تعاني فيه القدس ألماً كبيراً نتيجة متاجرة أمريكا بها والسعي لجعلها عاصمة لإسرائيل، فضلا عن انتهاكات العدو المحتل، انهمرت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في القمة العربية الـ29 في الظهران «قمة القدس» كالمطر على قلوبنا، وهو ينطق بلسان كل عربي شريف، ويؤكد أن «القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى»، ليجدد الوفاء لفلسطين وأهلها ويعلن عن دعم السعودية لها ووقوفها إلى جانبها كما هو ديدنها دائما.

أراد الملك سلمان أن تنطلق هذه القمة متشحة بقدسية القدس، محفوفة بمسجدها الأقصى وأغصان زيتونها ليباركها الله، أراد لها أن تعلق في الأذهان العربية والعالمية وأن يخلدها التاريخ مرتبطة باسم القدس الشريف، ويدون اسمها في صفحات الصحف العربية والعالمية بـ«قمة القدس»، ليدرك العدو المحتل والوسيط الخائن أننا لا ننسى القدس، ولن نتخلى عنها، وأنها حاضرة في قلوبنا وأذهاننا وأنها كانت ولم تزل وستظل عاصمة فلسطين.


ما قام به الملك سلمان في «قمة القدس» يترجم موقف السعودية الثابت تجاه فلسطين، ويضاف إلى مواقفها السابقة حكومة وشعبا في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين ودعم قضية فلسطين والدفاع عن القدس، ومن تلك المواقف المشرفة موقف الملك فيصل في خطبته الأخيرة التي قال فيها: «إن القدس يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته ومما ابتلي به»، وموقف وزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل في الأمم المتحدة عام 1975 حين قال: «إن أي بحث يجري في فلسطين وأي حل يطرح لا يؤدي إلى تحرير القدس الشريف، ويزيل العدوان الأثيم عنها وعن المقدسات فيها، ويعيدها عربية لأصحابها الشرعيين هو حل غير مقبول».

«قمة القدس» نجحت في أن تكون بادرة خير عظيمة انطلقت من السعودية بكل حب ووفاء وإخلاص باسم القدس لتصنع الأمل في وطننا العربي، وتخفف من بعض مآسينا وتزيدنا قوة وتماسكاً وألفة، وتنعش حلمنا المشترك وحقنا الإنساني وهمنا الأكبر الذي يتلخص في كلمة «سلام».