في أول زيارة له للمملكة كوزير للخارجية الأمريكية وخلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع وزير الخارجية عادل الجبير قال السيد مايكل بومبيو «إن أمن المملكة أولوية للولايات المتحدة الأمريكية، وسنستمر في العمل عن كثب مع شركائنا السعوديين لمحاربة الأخطار التي تهدد أمنهم، وهذا طبعاً يبدأ بإيران حيث إنها تعمل على زعزعة استقرار المنطقة، وتدعم الميليشيات التي تعمل بالوكالة والمجموعات الإرهابية، وتسلح المتمردين الحوثيين في اليمن، وتقوم بأعمال القرصنة السيبرانية، وتدعم نظام الأسد المجرم».
حسناً، أمريكا إذاً تعرف جيداً كل هذه الحقائق وتصرح بها على لسان وزير خارجيتها، فما المانع الذي يجعلها لا تتصرف عملياً كدولة عظمى أو أقوى دولة في العالم لمنع تصرفات إيران أو الحد منها على الأقل بما يضمن تقليص خطرها وعدم تمكينها من تعقيد الأوضاع في منطقتنا والدفع بها إلى مزيد من التأزيم. بالنسبة لأمن المملكة فإنه عندما يكون أولوية لأمريكا فإنها بذلك تساعد دولة حريصة على أمن الجوار وغير الجوار، دولة ساعية للسلم وتعمل بكل أدواتها ووسائلها لإرسائه في منطقتنا، دولة تحترم سيادة الدول الأخرى وشؤونها الداخلية وتساعد الجميع على تنمية شعوبهم والاحتفاظ معهم بعلاقات احترام متكافئة، لكنها في الوقت ذاته لا تقبل المساس بأمنها أو تهديده أو التدخل في شؤونها السيادية.
ولكن عندما تكون أمريكا على معرفة تامة بممارسات إيران السيئة التي لم يذكر السيد بومبيو سوى نزر يسير منها، فلماذا لا تتعامل معها ومع الميليشيات التي تدعمها بما يجب. نعرف أن أمريكا في النهاية ليست حمامة سلام ولا فاعل خير ولا وسيطاً إنسانياً بين الشعوب، وأن لها مصالح كما لغيرها من الأزمات في المناطق الحيوية بالنسبة لها، ولكن عندما تصرح رسمياً بمثل ما قاله السيد بومبيو فإن السؤال البديهي الفوري المباشر: ولماذا لا تتصرف تجاه من عنتهم بحديثها. لماذا التسامح مع الميليشيات المدعومة إيرانياً كالحوثيين وحزب الله وغيرهم، بل لماذا التسامح مع إيران ذاتها وهي راعية الإرهاب في الشرق الأوسط؟ إنها أسئلة مشروعة لا بد من طرحها عندما نسمع أي مسؤول في الإدارة الأمريكية يقول مثل ما قاله السيد بومبيو، أسئلة تجعلنا نستدعي المثل الشعبي العربي:
أسمع كلامك أصدقك، أشوف عمايلك أتعجب!
حسناً، أمريكا إذاً تعرف جيداً كل هذه الحقائق وتصرح بها على لسان وزير خارجيتها، فما المانع الذي يجعلها لا تتصرف عملياً كدولة عظمى أو أقوى دولة في العالم لمنع تصرفات إيران أو الحد منها على الأقل بما يضمن تقليص خطرها وعدم تمكينها من تعقيد الأوضاع في منطقتنا والدفع بها إلى مزيد من التأزيم. بالنسبة لأمن المملكة فإنه عندما يكون أولوية لأمريكا فإنها بذلك تساعد دولة حريصة على أمن الجوار وغير الجوار، دولة ساعية للسلم وتعمل بكل أدواتها ووسائلها لإرسائه في منطقتنا، دولة تحترم سيادة الدول الأخرى وشؤونها الداخلية وتساعد الجميع على تنمية شعوبهم والاحتفاظ معهم بعلاقات احترام متكافئة، لكنها في الوقت ذاته لا تقبل المساس بأمنها أو تهديده أو التدخل في شؤونها السيادية.
ولكن عندما تكون أمريكا على معرفة تامة بممارسات إيران السيئة التي لم يذكر السيد بومبيو سوى نزر يسير منها، فلماذا لا تتعامل معها ومع الميليشيات التي تدعمها بما يجب. نعرف أن أمريكا في النهاية ليست حمامة سلام ولا فاعل خير ولا وسيطاً إنسانياً بين الشعوب، وأن لها مصالح كما لغيرها من الأزمات في المناطق الحيوية بالنسبة لها، ولكن عندما تصرح رسمياً بمثل ما قاله السيد بومبيو فإن السؤال البديهي الفوري المباشر: ولماذا لا تتصرف تجاه من عنتهم بحديثها. لماذا التسامح مع الميليشيات المدعومة إيرانياً كالحوثيين وحزب الله وغيرهم، بل لماذا التسامح مع إيران ذاتها وهي راعية الإرهاب في الشرق الأوسط؟ إنها أسئلة مشروعة لا بد من طرحها عندما نسمع أي مسؤول في الإدارة الأمريكية يقول مثل ما قاله السيد بومبيو، أسئلة تجعلنا نستدعي المثل الشعبي العربي:
أسمع كلامك أصدقك، أشوف عمايلك أتعجب!