-A +A
يحيى أبو طالب (جدة)
من غرفهم يكتبون قصائد الألم ويحاولون التصالح مع الحياة، أقسى اللحظات لديهم حينما يخضعون إلى جلسات الغسيل "البريتوني" لتنقية دمائهم. أنهم مرضى الفشل الكلوي، مرضى من الجنسين وكافة الشرائح العمرية، أطفال وشباب ومسنون ورغم معاناتهم مع المرض الا انهم غير "منسيون" علاجياً وانما منسيون من الفرح والابتسامة الصافية والتواصل مع حراك الحياة وطقوسها المختلفة. تلتقي بهم في مراكز الغسيل الكلوي أو في منازلهم فـ"يفضفضون" عن رحلتهم مع الألم. البداية كانت مع فاطمة ذات الخمسة عشر عاماً التي اصيبت بالفشل الكلوي منذ طفولتها وتعايشت مع المعاناة وأصبح جسمها نحيلاً. تقول والدة فاطمة ان ابنتها تعيش "منسية" من الفرح فهي لا تنام في الليل أو النهار وحالتها الصحية تتدهور باستمرار لدرجة انها لم تتمكن من مواصلة دراستها، وتضيف في أحيان كثيرة أشعر ان مرض ابنتي كابوس وحلم سرعان ما يزول ولكن حينما انظر لحالتها اعود إلى الواقع واسأل الله ان تتعافى وتعود وردة يانعة تملأ البيت بالضحك والابتسام.
وفي مشهد آخر تلتقي خالد محمد الشهراني الذي تجرى له عملية غسيل كلوي على فترات في احد المستشفيات، يقول خالد ان المرض لم يطفئ خيوط الأمل لديه فهو يحلم كثيراً ان يتجاوز مرضه ويطل على الحياة بوجه أكثر اشراقا.

وفي ذات السياق قال والد خالد الذي يرافقه باستمرار إلى مشوار الغسيل انه يلمح الحزن في عيني ابنه ويزيد هذا الحزن اثناء عملية الغسيل المرهقة، ومن ناحية أخرى قال حسن المسعودي ان احدى كليتيه فاشلة منذ سنوات طويلة وهو يخضع للغسيل باستمرار، وأضاف ان مرض الفشل الكلوي في حاجة الى افتتاح المزيد من المراكز المتخصصة لأن المريض في بعض الاحيان لا يجد سريراً لاجراء عملية الغسيل ما يضاعف معاناته.
وفي ردهة احد مراكز الغسيل الكلوي كان محمد حسن الحسني برفقة ابنته أماني المصابة بالفشل الكلوي.
يقول والد الطفلة ان صغيرته لا تنام في الليل من شدة الألم وهو يراجع بها المستشفى باستمرار لاجراء الغسيل الكلوي لها.
وتقول أم ناصر ان ابنها ناصر كان يعاني من آلام مبرحة في أسفل البطن فراجع المستشفى فاتضح ان احدى كليتيه لا تعمل وان في الأخرى ضمور.
وأضافت ان ابنها يخضع حالياً للغسيل الكلوي باستمرار.
واضافت انه مع ازدياد مرضى الفشل الكلوي فإن الضرورة تقتضي زيادة معدات وكراسي الغسيل لتخفيف المعاناة لدى المرضى.
ومن جانبه قال الدكتور فيصل شاهين مدير عام المركز السعودي لزراعة الاعضاء ان مرضى الفشل الكلوي في المملكة وصل عددهم حتى الآن 9532 مريضاً منهم 8640 مريضاً يتابعون الغسيل الكلوي على أجهزة الديلزة و892 مريضاً على الغسيل البريتوني.
وأضاف ان عدد مرضى الفشل الكلوي في المملكة يظل قليلاً مقارنة بالدول الأخرى ولكن عدم التشخيص المبكر للحالة المرضية يفاقم من معاناة المريض.
واستطرد ان تكاليف علاج مرضى الفشل الكلوي تصل إلى أكثر من مليار ريال سنوياً.
وفيما يتعلق بمصادر الحصول على الاعضاء المزروعة قال: المصدر الاول هو المتبرع الحي القريب للمريض مثل الأب أو الأخ أو الاخت أو من المتوفين دماغياً.
وفي سياق مرض الفشل الكلوي أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي ان الجمعية بدأت بتشغيل المرحلة الثانية لبرنامج رعاية مرضى الفشل الكلوي المحتاجين وذلك بتطوير 79 مركز غسيل كلوي خلال (5) أعوام قادمة.
وأضاف سموه ان البرنامج الوطني لمرضى الفشل الكلوي سيكون نقلة نوعية غير مسبوقة في المملكة لعلاج مرضى الفشل الكلوي.