-A +A
زياد عيتاني – فادي الغوش (بيروت)
لم تمنع الأمطار الغزيرة ولا العواصف الرعدية أكثر من مليون ونصف المليون لبناني من الزحف من كل المناطق والقرى إلى ساحة الشهداء في وسط بيروت أمس تلبية لدعوة قوى 14 آذار للاحتفال بالذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وللتأكيد على الشعارات التي أطلقها زعماء الاكثرية من رفض لأية وصاية خارجية وصولاً إلى التأكيد على انتخاب رئيس للجمهورية وهو الرئيس العماد ميشال سليمان.
فمنذ ساعات الصباح الأولى بدأت قوافل السيارات والشاحنات بالإنطلاق باتجاه بيروت وفقاً للمسالك التي حددها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، فيما بلغت الذروة بين الساعة التاسعة والعاشرة بتوقيت بيروت حيث أقفلت الطريق الساحلي بمواكب السيارات والباصات .

قال رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري مخاطبا الجماهير الغفيرة : "جئتم مطالبين بالعدالة، فكانت المحكمة الدولية ولتقولوا إن لبنان لن يركع وأن رفيق الحريري باق في كل ساحة منّا. وها أنتم اليوم مرة جديدة تلبون نداء الحرية والسيادة والاستقلال، تعودون إلى هذه الساحة تحت المطر لتمنعوا مرة جديدة محاولة اغتيال لبنان، ولتقولوا بأعلى الصوت نريد رئيساً للجمهورية، ونحن نقول لكم سيكون لنا رئيس للجمهورية باذن الله، فلا قيمة لقمة عربية من دون رئيس لبناني. والحقيقة أن لبنان يتعرض لمحاولة اغتيال مرة جديدة بعدما اغتالوا قافلة الشهداء، اغتالوا بواسطة إرهابهم في نهر البارد مئات الأحرار وحاولوا اغتيال الأكثرية النيابية وحكومة فؤاد السنيورة. ، واغتيال المحكمة بإقفال مجلس النواب، واغتيال شرف الجيش، وها هم يحاولون اغتيال المبادرة العربية من أجل عدم انتخاب ميشال سليمان رئيساً توافقياً وختم الحريري: "نحن مصممون على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية لفتح مرحلة جديدة من التوافق والحوار ونحن هنا لنقول لشركائنا في الوطن إن اليد المدودة ستبقى ممدودة مهما بلغت الصعوبات والمؤامرات".فيما شنّ رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط هجوماً عنيفاً على النظام السوري رافضاً التسوية معه، مؤكداً ان كل ما يقدمه هذا النظام من مناورات هدفه تأمين انعقاد القمة العربية في دمشق.واكد أن هذا الجمع الكبير جاء ليؤكد للعالم أن خيارهم السيادي هو بانتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية.
من جهته قال الرئيس الأسبق أمين الجميل: "نقول لهم لن نسمح أن تمرّ الخيارات الغريبة على حساب مصالحنا الوطنية واستقرارنا ومؤسساتنا، لن نقبل أن يمرّ مشروع النظام البديل الشمولي على النظام الديمقراطي الحرّ، لن نقبل أن يفرضوا علينا ثقافة الموت والدمار والقهر على ثقافتنا، ثقافة الحياة والسلام. نحن لا نريد أن نفرض رأينا على أحد إنما نريد الحوار المتكافئ من أجل مصلحة لبنان ومن أجل لبنان الإنسان والحرية والكرامة. ونقول لهم قريباً سننتخب رئيسا للجمهورية وسننتخب العماد ميشال سليمان". من جانبه قال رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع: "لن نقبل ببقاء بعبدا رهينة بأيديكم، تريدون المشاركة أهلاً وسهلاً بكم، شاركونا نضالنا وسعينا لترسيم حدود بلادنا وترشيح سيادتها واستقلالها، لا تتحالفوا مع قتلة شهدائنا، شاركونا سلاحكم وبقرار السلم والحرب، هذه هي المشاركة الحقيقية". اما رئيس حركة التجدد الديمقراطي النائب نسيب لحود فقال في كلمته: "ليفهم القاصي والداني اننا نريد الرئاسة فوراً ونريد رئيساً حراً، طليق اليدين لا يحمل ديناً ولا منّة من أحد، ثم أهلاً بحكومة الوحدة الوطنية وفقاً للدستور وما ينص عليه، حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية المبنية على الثقة. وليكن معلوماً ان المحكمة ليست للمساومة، ومطالب العمال والمزارعين ليست للمتاجرة، ثم كانت كلمات لكل من المفتي الجعفري في جبل عامل الشيخ علي الأمين والنائب عاطف مجدلاني وعلي الشيخ عمار أمين عام الجماعة الإسلامية، والنائب الياس عطا الله الذي هاجم النائب ميشال عون في كلمته حيث قال: "يعجز اللسان عن الكلام أمام الشهداء الآمنين، قبل فوات الاوان، تعالوا لكلمة سواء دفعنا الفدية من دمنا من أجل لبنان ومن أجل دولة حرّة أبية مستقلة.