رعى أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز اليوم (الأحد)، إطلاق مبادرة زراعة مليون شجرة التي تنظمها أرامكو السعودية في مناطق أعمالها، في إطار رؤية السعودية 2030م، للمحافظة على المقدّرات الطبيعية في المملكة، وذلك بمتنزه أرامكو البيئي في الظهران.
وتستهدف مبادرة الشركة التي تتوافق مع مبادرة وزارة البيئة والمياه والزراعة، زراعة عشرة ملايين شجرة في مختلف مناطق المملكة، حيث تأتي مبادرة المليون شجرة ضمن تفعيل إسهامات أرامكو السعودية في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030م، من خلال دعم التشجير وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي في المملكة، ومناطق أعمالها للمحافظة على البيئة، ودعم الحياة الفطرية، وتقليل آثار زحف الرمال على الطرق والمنشآت الحيوية للشركة.
وتهدف المبادرة إلى تحسين التنوع الإحيائي والمناخ من خلال إعادة استزراع أنواع الأشجار التي كانت متواجدة في المنطقة، وتقليل انجراف التربة وزحف الرمال، وتعمل على خفض درجة الحرارة وامتصاص ثاني أكسيد الكربون للحد من التلوث، وإيجاد بيئة طبيعية للحياة الفطرية المحلية والمهاجرة، وتأمين الهواء النقي والمناظر الخلابة، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض من المنطقة.
و تم اختيار مواقع ذات بيئات مناسبة لنمو الأشجار المستهدفة بزراعتها في مبادرة المليون شجرة، التي تستمر لمدة 7 أعوام تكتمل في 2025م، حيث سيتم توفير المياه لها دون الاعتماد على مصادر المياه الجوفية، وستجري أعمال الري باستخدام مياه الصرف المعالجة للمحافظة على مصادر المياه الجوفية، بطريقة تقنية حديثة تسهم في تخفيض كمية المياه في أعمال الري بنسبة تصل إلى70%، وتسريع عمليات الإنبات.
فيما سيتم خلال المبادرة زراعة 26 نوعاً من الأشجار والشتلات التي لا تستهلك كميات كبيرة من المياه، ويمكنها النمو في عدة أنواع من التربة، وتتميز أغلبها بمعدلات استهلاك قليلة للمياه، ولا تحتاج لمتابعة مستمرة في نموها.
ونوه رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين بن حسن الناصر، برعاية أمير المنطقة الشرقية لهذا الحفل، مؤكداً حرص أرامكو السعودية على أن تكون نموذجاً متميزاً في المحافظة على البيئة، ومبادرتها نموذجاً علمياً وعملياً لتعزيز توازن البيئة الطبيعية لمستقبل الأجيال، كون طبيعة المملكة الصحراوية موطناً لبيئات متعددة وفريدة تتطلب عناية فائقة.
وأضاف أن مبادرة زراعة مليون شجرة بحلول العام 2025م، تتسم بعدة عناصر لتعزيز الاستدامة وجودة الحياة، منها أن تكون جميع أنواع النباتات المستخدمة تتطلب حداً أدنى من مياه الري، وأن تكون المياه المستخدمة معاد تكريرها بحيث لا تؤثر على مصادر المياه الجوفية الثمينة، إضافةً إلى استخدام التقنية والابتكار لتقليص مياه الري اللازمة بنسبة تصل إلى70%، وأن تسهم في توفير غطاء نباتي للحد من آثار العواصف الرملية وامتصاص 20 ألف طن متر من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وأن تساعد في توفير بيئات للتنزه ذات لمسة جمالية يستفيد منها أهالي المناطق للمشي وممارسة الرياضة، مما يرتقي بجودة الحياة، وهذا ينسجم إلى حد بعيد مع رؤية السعودية 2030م.
وأشار الناصر إلى أن "محمية الشيبة للحياة البرية وبيئات المانجروف، من الأمثلة الجيدة لمشاريع أرامكو السعودية البيئية التي تسهم في تعزيز الاستدامة والتوازن البيئي والتنوع الإحيائي.
وعلى هامش المبادرة، وقع نائب الرئيس لشؤون أرامكو السعودية ناصر بن عبدالرزاق النفيسي، ووكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون الزراعة أحمد بن صالح العيادة، مذكرة تفاهم وتعاون لتعزيز التنسيق بين أرامكو السعودية ووزارة البيئة والمياه والزراعة، يعملان خلالها بشكل منظم لتفعيل الإجراءات والتدابير اللازمة للمحافظة على النظام البيئي، والغطاء النباتي الطبيعي، ودعم التشجير، مع التركيز على تشجير مناطق أعمال الشركة في مختلف مناطق المملكة.
يذكر أن أرامكو السعودية بدأت خططها لزراعة عدد من الأشجار في منطقة بقيق، على أن تُستكمل زراعة 25,000 شجرة بنهاية عام 2018م، مساهمة في تنمية الغطاء النباتي الطبيعي وتنمية المتنزهات الوطنية ومواجهة ظواهر التصحر والرعي الجائر والاحتطاب.