تابعنا عدة حلقات من مسلسل العاصوف (المثير للجدل) منذ مشهده الأول - مشهد اللقيط - بل قبل أن يبدأ ومنذ عرض برومو المسلسل العام الماضي، وفي كل يوم تنتهي الحلقة أعرّج على «تويتر» لأرصد ماذا كتب عن هذا المسلسل فأجد هجوماً لايمت للنقد الموضوعي بصلة، هجوما وكيل تهم تعودناه بعد أو خلال أو حتى قبل أي عمل ينبش فيعمق المجتمع ويرسم إسقاطاً حقيقياً على أي حقبة زمنية.
المسلسل دراما اجتماعية إنسانية بسرد تاريخي يواكب تفاصيل المجتمع السعودي في الفترة التاريخية الممتدة من عام 1970 إلى 1975 وكتبه الراحل المبدع الدكتور عبد الرحمن الوابلي وقد تم تسليط الضوء فيه على أحداث أنكرها البعض وأكدها البعض الآخر، أحداث وحياة اجتماعية عامة وخاصة وواقع ثقافي واجتماعي واقتصادي تخيلت لوهلة لو امتد على نفس وتيرته فهل سنحتاج كل هذا الوقت لننهض من كابوس الصحوة الذي رزح على تلك الحياة الطبيعية؟
اعترض كثيرون و«سنوا سكاكينهم» قبل بدء العمل في محاولات لتشويه هذا الرصد الدقيق لهذه الحقبة الزمنية والتي غرق فريق العمل في تفاصيلها لتخرج -في رأيي- بهذا الشكل الطبيعي، وقد كان الاعتراض يتمحور حول تشويه متعمد لحياة الآباء كما يزعمون، فنمط حياة ناصر القصبي -خالد الطيان- في المسلسل مثلاً كان لشاب «زكرت» خريج قسم سياسة واقتصاد ومحب للحياة يقطن «الروشن» في بيت عائلته ويسمع أغاني محمد عبده ويحضر السينما وله علاقاته السرية وهذا ما أثار حفيظة البعض، الذي تعود أن يدفن كل نزواته ويظهر الفضيلة ... والفضيلة فقط!
من المبكر جداً الحكم على المسلسل رغم مؤشرات نجاحه، ومن الخطأ أيضاً أن نستمر في إنكار ظواهر اجتماعية في بيئة حتماً ستحتضن كل الشرائح وكل السلوكيات من أصناف البشر بعاداتهم ونزواتهم وأخطائهم وإيجابياتهم.. فالأجدى أن ندرب أنفسنا على مواجهة واقعنا وواقع من عاشوا تلك الحقبة فهم بشر مثلنا تماماً، الفارق فقط أنهم لم يتلوثوا بأيديولوجا الصحوة فكانت حياتهم أكثر بساطة وترابط، وعلاقات الجيران مثال صارخ على كم الود والنقاء والترابط، وإذا كنا نتحدث عن الفضيلة والرذيلة فتربية اللقيط في كنف عائلة بهذه الإنسانية الطاغية هو بحد ذاته فضيلة، فلنتابع بهدوء وموضوعية فنهاية المسلسل ستكون مفتوحة لأجزاء أخرى ترصد التحولات الكبرى للمجتمع السعودي ولا شك ستكون أكثر جدلاً وإثارة «وأكشن»!
ألف وردة لروح كاتب العاصوف الدكتور عبدالرحمن الوابلي، وألف ثناء لهذا الرجل الذي غادرنا وعبق حرفه مازال مثار جدلنا... ومحركا لوجداننا، بأعمال كخلاصة الياسمين يصعب إخفاؤها.
المسلسل دراما اجتماعية إنسانية بسرد تاريخي يواكب تفاصيل المجتمع السعودي في الفترة التاريخية الممتدة من عام 1970 إلى 1975 وكتبه الراحل المبدع الدكتور عبد الرحمن الوابلي وقد تم تسليط الضوء فيه على أحداث أنكرها البعض وأكدها البعض الآخر، أحداث وحياة اجتماعية عامة وخاصة وواقع ثقافي واجتماعي واقتصادي تخيلت لوهلة لو امتد على نفس وتيرته فهل سنحتاج كل هذا الوقت لننهض من كابوس الصحوة الذي رزح على تلك الحياة الطبيعية؟
اعترض كثيرون و«سنوا سكاكينهم» قبل بدء العمل في محاولات لتشويه هذا الرصد الدقيق لهذه الحقبة الزمنية والتي غرق فريق العمل في تفاصيلها لتخرج -في رأيي- بهذا الشكل الطبيعي، وقد كان الاعتراض يتمحور حول تشويه متعمد لحياة الآباء كما يزعمون، فنمط حياة ناصر القصبي -خالد الطيان- في المسلسل مثلاً كان لشاب «زكرت» خريج قسم سياسة واقتصاد ومحب للحياة يقطن «الروشن» في بيت عائلته ويسمع أغاني محمد عبده ويحضر السينما وله علاقاته السرية وهذا ما أثار حفيظة البعض، الذي تعود أن يدفن كل نزواته ويظهر الفضيلة ... والفضيلة فقط!
من المبكر جداً الحكم على المسلسل رغم مؤشرات نجاحه، ومن الخطأ أيضاً أن نستمر في إنكار ظواهر اجتماعية في بيئة حتماً ستحتضن كل الشرائح وكل السلوكيات من أصناف البشر بعاداتهم ونزواتهم وأخطائهم وإيجابياتهم.. فالأجدى أن ندرب أنفسنا على مواجهة واقعنا وواقع من عاشوا تلك الحقبة فهم بشر مثلنا تماماً، الفارق فقط أنهم لم يتلوثوا بأيديولوجا الصحوة فكانت حياتهم أكثر بساطة وترابط، وعلاقات الجيران مثال صارخ على كم الود والنقاء والترابط، وإذا كنا نتحدث عن الفضيلة والرذيلة فتربية اللقيط في كنف عائلة بهذه الإنسانية الطاغية هو بحد ذاته فضيلة، فلنتابع بهدوء وموضوعية فنهاية المسلسل ستكون مفتوحة لأجزاء أخرى ترصد التحولات الكبرى للمجتمع السعودي ولا شك ستكون أكثر جدلاً وإثارة «وأكشن»!
ألف وردة لروح كاتب العاصوف الدكتور عبدالرحمن الوابلي، وألف ثناء لهذا الرجل الذي غادرنا وعبق حرفه مازال مثار جدلنا... ومحركا لوجداننا، بأعمال كخلاصة الياسمين يصعب إخفاؤها.