المطوع
المطوع
-A +A
علي أحمد المطوع alaseery1990@yahoo.com
يحسب لوزارة الصحة ووزيرها الربيعه أنها من أكثر الأجهزة الخدمية تعاطيا واستفادة من الإعلام الجديد وتطبيقاته المختلفة، ففي موسم الحج الماضي انبرى أحد الناشطين (السنابيين) في رصد وتتبع خدمات وزارة الصحة المقدمة لضيوف الرحمن، كان رائعا في نشاطه وصدقه ومعلوماته الغزيرة والسريعة التي نشرها تباعا لمتابعيه ومتابعي تابعيه. هذه الطريقة اختصرت الكثير من الأساليب التقليدية وعطلت أو أنهت الكثير من وسائل التغطية القديمة، وأصبح الهاتف المحمول والمحترف الذي يحمله كافيين ليجسدا وباقتدار منظومات العلاقات العامة فى كل الوزارات.

فى بيئة عملي الصغيرة، طرحت هذا الأمر على نطاق ضيق، البعض رحب بالفكرة على استحياء وآخرون لم يستوعبوها حتى الآن!.


كان اقتراحي يقوم على فكرة استبدال كتائب العلاقات العامة والعاملين عليها أو تقليل أعدادهم، بناشطين مهرة يجيدون التعامل مع الإعلام الجديد، هؤلاء يكونون موظفين داخل أروقة الأجهزة الخدمية، لديهم الحس الإعلامي، ولديهم الرسالة والرؤية اللتان تخولهما التعاطي والتعامل مع الأحداث والمناسبات والتغطيات كافة.

كل ما يحتاجه الناشط من هؤلاء نظام ومنظومة عمل محكمة التنظيم، وهاتف محمول يعينه على التصدي لكل أشكال وإشكالات جهازه الخدمي ونقلها على جناح السرعة إلى المواطن المستهدف الأول والأولى بالخدمة، الذي يعد رضاه هدفا أولا وأخيرا.

فى الصحة مثلا تتكاثر الإشاعات فى مواسم معينة من السنة، والسبب غياب المعلومة الموثقة الصحيحة السريعة، وكثرة الاجتهاد المغلوط، واجتزاء الحقائق وتسويقها كحقيقة كاملة وهي ليست كذلك، مما يجعلها الشغل الشاغل للمجتمع والمسؤول.

كذلك المنجز الخدمي يتجاهله الإعلام التقليدي، وإذا نشر فيظل خبرا صغيرا نسيه الزمن قبل أن يصافح المواطنين في زمنه ووقته اللازمين. من هنا أؤكد على ضرورة استحداث فريق عمل يعنى بنقل وتوثيق منجزات القطاعات الخدمية، وأولها الصحة، وكذلك التواصل مع العاملين وربطهم في بيئة معلوماتية فاعلة، تتيح لهم المعلومة الصحيحة وفي زمن قياسي، هذا بدوره ينعكس على المجتمع وإنسانه، وتصبح المعلومة الصحيحة حاضرة وبقوة وتدحض الإشاعة فى مهدها قبل أن تصبح حديث الركبان والسبق (المثير) الذي تنتظره وسائل الإعلام التقليدية.

الإعلام الجديد لا يستشعر أهميته إلا صاحب مهارة فذة ورؤية سابقة لمرحلة أسسها التقليديون في مرافقنا الخدمية، لذلك نحن بحاجة إلى أسلوب تواصلي جديد، يسوق للخدمات ويبرزها كواجهة تنموية تقدمها الدولة للمواطن، أما أساليب العلاقات العامة وسدنتها الحاليين، فالمرحلة ورجالها وخططها الطموحة تثبت أنها تتطلب أسلوب عمل يصل بسرعة وفاعلية ويلغي كل بروتوكولات العجز والتقليدية صناعة ورعاية وعجزا.