-A +A
خالد الجارالله (جدة)
لطالما وضع السعوديون القضية الفلسطينية أولوية على رأس واجباتهم الإنسانية والأخلاقية، وتبنوا حمل الهم الفلسطيني على أكتافهم وفي قلوبهم، لمقاومة المحتل الإسرائيلي والدفاع عن الأرض العربية ومقدساتها لمواجهة الطغيان الصهيوني. فبذلوا النفيس الغالي في سبيل تخفيف معاناة الفلسطينيين والوقوف معهم في محنتهم بلا مقابل، ودون أن يستغلوا ذلك في أي شأن غير إنساني أو يتاجروا بالقضية لمصالحهم، بشعارات زائفة وخطب رنانة كما هو حال بعض الأنظمة التي ما انفكت تسوق الشعارات والأكاذيب في وقت غابوا فيه فعلياً عن قوائم الدعم المادي واللوجستي، بل تفرغوا لتشويه ماقدمته المملكة للفلسطينيين وقضيتهم.

تبنت المملكة على المستويين الشعبي والحكومي هذه القضية، عبر مواقف سياسية ومبادرات تاريخية ودعم مالي متواصل هو الأضخم عربياً وإسلامياً وتشهد بذلك قوائم الأونروا، التي كشفت وثائقها الرسمية ضخامة الدعم السعودي في مقابل خداع دول مثل إيران وقطر ظلت تتشدق بنصرة القضية الفلسطينية، وأنها تقدم الدعم للفلسطينيين، بينما في الحقيقة جاءت خارج قائمة الداعمين للوكالة الأممية، بل تفرغت لبذل الأموال الضخمة لدعم الميليشيات الإرهابية وتشويه دعم الآخرين لفلسطين بحملات كاذبة لا يصدقها إلا السذج.


ترسخت قضية فلسطين لدى السعوديين بصفتها أولوية ثابتة في قضايا الأمة، فعمدت الدولة منذ بداية القضية إلى تشكيل اللجان الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني فساهمت ولا تزال تساهم في جمع التبرعات للشعب الفلسطيني من أبناء الشعب السعودي الذي تجاوب معها تجاوبا كبيرا، وقد بلغت إيرادات اللجنة الشعبية بحسب "وزارة الخارجية" حوالي ملياري ريال سعودي ، وقدمت المملكة في الانتفاضة الأولى عام (1987م) دعماً شعبياً بلـغ أكثر من (118) مليون ريال ، وفي الانتفاضة الثانية عام (2000م) قدمت المملكة دعما سخيا بلـغ نحو (240) مليون ريال إضافة إلى التبرعات العينية مثل السيارات وسيارات الإسعاف والعقارات والمجوهرات والمواد الطبية والغذائية .

نأى السعوديون حكومة وشعباً عن ربط دعمهم لقضية القدس بأي أمر سياسي أو الزج به في أي مساومات ومزايدات بل كانوا ولازالوا يتعاطون معه على أنه فرض إنساني وعروبي إسلامي سيبقى مابقيت القضية.