-A +A
عبدالله محمد الفوزان
كلمة غريبة الواردة في عنوان المقال نطق بها لساني فجأة وبدون وعي مني من هول الصدمة وأنا أرى رجال دورية مرورية كانت تسير أمامي في زحمة شارع التحلية بمدينة الرياض يرون بأم عيونهم مخالفات عديدة ارتكبها أحد الشباب المتهور بمركبته؛ فكان يقفز من فوق الرصيف على الجانب الأيمن من الطريق ليسابق غيره من المنتظمين بمركباتهم في المسار الأيمن ثم انحرف من أمام دورية المرور نفسها لينخرط في ذات المسار ثم قفز مرة أخرى على الرصيف ليسابق السيارة التي أمامه ثم نزل من الرصيف وعلى مرأى الجميع. فعلا غريبة ومعي كامل الحق في أن أردد هذه الكلمة (غريبة) ملايين المرات إذا كانت اللامبالاة قد وصلت برجال دورية مرورية إلى هذا الحد. كنت اتساءل في نفسي: ترى متى يتدخل هؤلاء إذا لم يتدخلوا في مثل هذا الموقف الاستهتاري من قبل قائد تلك المركبة بأنظمة المرور وأمام أنظار المعنيين بحمايتها؟ ثم هل سيجرؤ هذا الطائش على انتهاك الأنظمة المرورية بتلك الطريقة البشعة والمقززة للمشاعر لو كانت لديه ذرة إيمان بصرامة الجهاز المروري؟. ترى هل كان هذا الطائش سيجرؤ على القيام بممارساته الطائشة تلك لو كان في دولة أخرى؟ إذن لماذا تمارس المخالفات المرورية لدينا من قبل البعض ببرودة أعصاب لا نظير لها وأمام أنظار رجال المرور أنفسهم؟ ولماذا فقد رجل المرور هيبته إلى هذه الدرجة؟ ولماذا ساهم رجل المرور نفسه بفقدان هيبته حين يقف متفرجا على المخالفات المرورية التي تقع أمام عينيه دون أن يحرك ساكنا تجاهها؟. أدهشني منظر بعض رجال المرور وهم يقودون دورياتهم دون أن يربطوا حزام الأمان؟ وأدهشني أكثر أن أرى البعض يسير بدوريته في اتجاه مخالف لحركة السير دون سبب مقنع سوى اختصار المسافة؟ أليس من المفترض أن يكون رجل المرور قدوة لغيره في احترام الأنظمة المرورية؟ هل هو قصور في إعداد رجل المرور لدينا؟. نعم رجال المرور لدينا بحاجة ماسة للإعداد الجيد للمهمة التي يقومون بها، يحتاجون إلى دورات متخصصة في أخلاقيات المهنة ومهارات الاتصال الناجح، يحتاجون إلى دروس مكثفة في أهمية دورهم كقدوات لغيرهم في احترام الأنظمة المرورية والانضباط المروري وهم يقودون دورياتهم، ويحتاجون أكثر لدورات مكثفة في استشعار مسؤوليتهم في تطبيق الأنظمة المرورية وعدم التهاون في ذلك، وأيضا يحتاجون إلى دورات مكثفة في القيافة والاهتمام بالمظهر الشخصي. لا ينبغي أن نبحث عن مبررات لحالة بعض رجال المرور إزاء ما يقع أمام أنظارهم من مخالفات مرورية، ولا ينبغي السكوت عن المخالفات المرورية التي يرتكبها بعض رجال المرور أنفسهم كعدم ربط حزام الأمان أو السير في اتجاه مخالف لحركة السير أو قطع الإشارة المرورية دون سبب مقنع، ولا ينبغي الصمت على عدم اهتمام بعض رجال المرور بقيافتهم ومظهرهم الشخصي. رجل المرور يجب أن يكون قدوة لغيره في الانضباط المروري واحترام الأنظمة المرورية والاهتمام بالمظهر الشخصي.
أتمنى من القيادات المرورية أن تأخذ كلامي هذا على محمل الجد، كما أتمنى من تلك القيادات أن تكثف الدورات التدريبية لرجال المرور من أجل صناعة الكوادر المرورية المؤهلة لحفظ النظام المروري في شوارعنا وطرقاتنا على الوجه المطلوب.. فهل تفعل؟ أرجو ذلك.. هذا وللجميع أطيب تحياتي.

Dr_Fauzan_99@hotmail.com