قد تكون عبارة «أهلا بعودتك ميسي، اعتقدنا أننا خسرناك» التي خرجت بها صحيفة «دايلي ميرور» الإنجليزية، أفضل تلخيص لما حصل مساء أمس (الثلاثاء) في سان بطرسبورغ حين قال ليونيل ميسي كلمته ورد على المنتقدين بالمساهمة في قيادة الأرجنتين إلى ثمن نهائي مونديال روسيا 2018.
وكان ماركوس روخو صاحب هدف النجاة في مواجهة نيجيريا (2-1)، الذي قاد الأرجنتين إلى ثمن النهائي وجنبها الخروج من الدور الأول، إلا أن ميسي تصدر العناوين بالهدف الأول الذي سجله في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة، ليعود السبب البديهي كونه النجم والقائد الذي كان تحت ضغط التشكيك المستمر منذ نهائي كوبا أمريكا 2007 بقدرته على نقل تألقه مع ناديه برشلونة الإسباني إلى الساحة العالمية.
دخلت الأرجنتين إلى مباراتها الأخيرة في المجموعة الرابعة وهي في وضع لا تحسد عليه، بعد أن كانت مهددة بالخروج من الدور الأول للمرة الأولى منذ 2002 بعد تعادلها في مباراتها الأولى مع إيسلندا (1-1) ثم خسارتها بنتيجة مذلة أمام كرواتيا (صفر-3).
الضغط الهائل على ميسي قبل المباراة ضد نيجيريا، في ظل تفويته على فريقه فرصة الفوز في مباراته الأولى بإهداره ركلة جزاء دون أن يسجل أي هدف في المباراتين الأوليين، لكن نجم برشلونة كان على الموعد في سان بطرسبورغ وافتتح التسجيل بهدف رائع بعدما سيطر على الكرة بحنكة ثم سددها بهدوء أعصاب في الشباك النيجيرية.
لم يكن هدف (الثلاثاء) سوى السادس لميسي في رابع مشاركة له في كأس العالم (واحد في كل من 2006 و2010 و3 في 2014)، لكنه قد يكون الأهم، بعد أن حرره من الضغط ما قد يساعده على استعادة بريقه اعتبارا من (السبت) والمباراة الأولى في ثمن نهائي النسخة الـ21 التي تجمع «البيسيليستي» بفرنسا، في إعادة لمواجهتيهما في الدور الأول لنسختي 1930 و1978 حين فاز المنتخب الأمريكي الجنوبي 1-صفر و2-1. وأشار ميسي في تعليق لشبكة «بي بي سي» البريطانية إلى الفوز الذي تحقق في الدقيقة 86 بهدف رائع لروخو بعدما أدرك فيكتور موزيس التعادل لنيجيريا من ركلة جزاء في بداية الشوط الثاني، بـ"كنا واثقين بأننا سنفوز، من الرائع أن نفوز بهذه الطريقة. إنه فرح نستحقه، كنت أعلم بأن الرب معنا ولن يدعنا نسقط، أشكر كل الذين كانوا هنا، على كل تضحياتهم، كل الذين في الأرجنتين وكانوا دائما إلى جانبنا، قميص المنتخب الوطني فوق كل اعتبار".
وبعد التحرر «المؤقت» من الضغط بعد ضمان بطاقة ثمن النهائي، سيكون في إمكان ميسي والأرجنتين الحلم مرة أخرى بإحراز اللقب العالمي للمرة الأولى منذ 1986.