من نعم الله علينا في هذه البلاد المباركة، ما نلمسه كل عام من تدشين العديد من المهرجانات التي تحمل ما وهبه الله لنا في بلاد الحرمين من خيرات عظيمة، ففي القصيم مهرجان التمور الشهير، والذي يرتاده أعداد غفيرة من أبناء المملكة ودول الخليج، وبعض الدول الأخرى، وفي الطائف مهرجان الورد الطائفي ومهرجانات الحريد والمانجو والبن في جازان والرمان في الباحة، وفي رجال ألمع مهرجان العسل، وفي الشمال مهرجان زيتون الجوف، إضافة إلى العديد من المهرجانات في بقية المناطق. وفي مدينتي الحبيبة الحالمة بجمالها وطبيعتها البكر في قمم جبال السروات (اثنين بللسمر) والواقعة شمال أبها بـ 90 كيلو مترا، أقيم مهرجان البر (الحنطة) في عامه الأول قبل ثلاث سنوات، بحضور مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أمين عام مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير، وذلك بناء على موافقة رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، خلال زيارته لمركز بللسمر ووقوفه على منتوجات المزارعين وجودة حبوب البر، إضافة إلى إقامة مهرجان للأسر المنتجة، من ذلك المحصول. ويتم خلال المهرجان المقام سنويا في سوق الاثنين الشهير عرض ما ينتجه المزارعون في المنطقة، وأبناء القبائل المجاورة لها في بللحمر وبني شهر من الحبوب بكافة أنواعها ومسمياتها وتسويقها. ويهدف المهرجان الذي يقام بجهود مشكورة من أخي رئيس المهرجان عضو لجنة التنمية السياحية بالمركز العميد سعيد بن أحمد بن يعن الله الأسمري ومعاونيه من إعلاميين وغيرهم، وفي مقدمتهم سعد بن محمد آل سحيم، وتعاون وتفاعل من كافة أعيان ووجهاء القبيلة خصوصا طراد بن علي آل مصعفق إلى التعريف بمنتوجات المنطقة الزراعية حتى أصبح البر الأسمري علامة تجارية مقترنة بسوق الإثنين، يقصده المتسوقون من كافة مناطق المملكة، والسؤال عن ذلك المنتوج لجودته وقيمته الغذائية العالية نظرا لزراعته في حقول ذات تربة خصبة وخلوه من السماد الكيماوي أو أي محسنات زراعية خلاف السماد الحيواني المتعارف عليه محليا. ويشير أحد الإخوة إلى أنه تم العثور على وثيقة تاريخية لأحد المستشرقين الغربيين أشار فيها إلى أنه زار بللسمر ووجد بها حنطة تعد الأجود في الوطن العربي. ويتطلع الأهالي من هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير دعم ذلك المهرجان بما يحقق استمراريته وإظهاره وفق ما سبق ووجه به رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني. وكون المهرجان سيفتتح في عامه الرابع يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر يوليو الحالي فإنه يسرني نيابة عن القائمين عليه دعوة القارئ الكريم للحضور والمشاهدة عن قرب لما تحويه بلادنا من خيرات عديدة والاستمتاع بأجواء المنطقة المعتدلة وغاباتها وحقولها الخضراء. كما أدعو الإخوة المزارعين لتسويق منتوجاتهم مهما كان حجمها وإبراز جهودهم ودعم المهرجان. ومع تقديري لكافة القائمين على المهرجان لقاء ما يقومون به من مجهودات مقدرة وما يواجههم من عناء ومشقة. وختاما أقول لزوار المهرجان من خارج المدينة: «مرحبا ألف».