أطلق مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، النسخة الحادية عشرة لحملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» تحت شعار «الحج رسالة سلام».
وعن آخر إحصاءات القادمين لأداء الحج العام الحالي، أبان الأمير خالد الفيصل، أن إجمالي الحجاج القادمين حتى يوم أمس بلغ قرابة 558 ألف حاج قدموا عبر مختلف منافذ المملكة، حيث جاءت إندونيسيا في مقدمة الدول الأكثر وصولاً، إذ بلغ إجمالي الحجاج القادمين منها نحو 103 آلاف حاج، ومن الهند وصل قرابة 93 ألف حاج، ومن باكستان 82 ألف حاج، وجاءت تركيا في المرتبة الرابعة بقرابة 45 ألف حاج منها، ومن العراق وصل أكثر من 12 ألف حاج، فيما لم يصل أي حاج من قطر، مؤكداً أن الحملات التي تُشنّ ضد المملكة لتشويه صورتها يكفي الرد عليها بالأفعال والأعمال التي تُقدّم لضيوف الرحمن.
وجدد الفيصل التأكيد على أن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على إنشاء هيئة ملكية لمكة المكرمة والمشاعرالمقدسة، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، يعكس حرص القيادة على تطوير هذه البقاع وتقديم أفضل الخدمات لقاصديها.
ووصف الأمير خالد الفيصل إنشاء الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر بالحدث التنموي الكبير الذي تشهده هذه البقاع، في وقت حرصت فيه المملكة على تطويرها وتسخير كافة الإمكانات لخدمة قاصديها.
وأضاف: «بعد الاجتماع الأول لمجلس الهيئة، أستطيع القول بأني متفائل بشأن مستقبل مكة والمشاعر المقدسة، ونتطلع خلال الأعوام المقبلة لبلورة رسالة الهيئة ومشاريعها، والأسلوب والطريقة التي ستدرس وتنفذ وفقها المشاريع».
ورفع أمير منطقة مكة المكرمة الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، على ما يوليانه من رعاية واهتمام بمكة والمشاعر المقدسة، ولضيوف الرحمن منذ قدومهم للمملكة وحتى مغادرتهم لأوطانهم سالمين غانمين.
كما قدّم شكره لوزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف رئيس لجنة الحج العليا، على متابعته لكل استعدادات موسم الحج الحالي والتي بدأت بعد انتهاء حج العام الماضي، مثمناً الجهود التي يبذلها العاملون في كافة القطاعات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، مؤكداً أن هذه الجهود والأعمال تأتي استجابة لأمر الله عز وجل، ثمّ طاعة لولي الأمر الذي اختار لنفسة لقب خادم الحرمين الشريفين.
وخصّ الأمير خالد الفيصل رجال الأمن بالشكر، واصفاً الأعمال التي يقومون بها بالاستثنائية.
وقال أمير مكة: «منذ أن تشرفت بخدمة هذه المنطقة وأنا أُتابع أعمالهم في الحج، وفي كل عام ازداد فخراً بما يقومون به من واجب إسلامي ووطني وإنساني، وأشكر إخواني في لجنتي الحج العليا والمركزية على كل ما قاموا به من متابعة للتقارير التي قدمت لهم العام الماضي وتطويرهم لأسلوب العمل والخدمة استعداداً لموسم حج العام الحالي 1439هـ».
وتابع: «الشكر موصول أيضاً لوزارة الحج والعمرة على جهودها وللجمعيات الخيرية ولمؤسسات وشركات الحج، كما أشكر بصفة خاصة المتطوعين والمتطوعات الذين يساهمون في الخدمة التي شرف الله بها هذه البلاد».
ورداً على سؤال لإحدى وسائل الإعلام عن نجاح الحملة خلال السنوات الماضية، قال أمير مكة: «الحملة اليوم هي امتداد لجهود الأعوام العشرة الماضية، وطموحنا في هذا العام أن نتفوق على أنفسنا ونكون أفضل».
وأشاد الفيصل بمشاركة القطاع الخاص ودوره في إنجاح حملة الحج.
وعن تسيس الحج قال مستشار خادم الحرمين: «إن الحملات التي تُشنّ ضد المملكة لتشويه صورتها يكفي الرد عليها بالأفعال والأعمال التي تُقدّم لضيوف الرحمن».
ثم كرم أمير منطقة مكة المكرمة الجهات الداعمة والمشاركة والرعية لحملة «الحج عبادة وسلوك حضاري».
وتأتي حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» في موسمها الحالي بتوجيه من أمير منطقة مكة المكرمة، ومتابعة نائبه الأمير عبدالله بن بندر، ومشاركة 30 جھة تمثل القطاعين الحكومي والخاص، وتواصل تنفيذ خطتها لتعزيز السلام عبر الحج بأربع مراحل، تُعنى الأولى باستقبال ضيوف الرحمن واستشعار مسؤولية وشرف خدمتهم، وتستهدف سكان منطقة مكة المكرمة، والعاملين في موسم الحج، فيما تحمل المرحلة الثانية رسالة «لماذا التصريح؟» وتهدف للتوعية بأهمية إصدار تصريح الحج وعواقب عدم إصداره، وتستهدف المواطنين والمقيمين في المملكة، ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
وتهدف المرحلة الثالثة التي تحمل رسالة «سلوكيات الحج»، إلى التنويه بأبرز السلوكيات السلبية خلال تأدية فريضة الحج، وتستهدف عامة الحجاج، وأخيراً المرحلة الرابعة التي تحمل رسالة شكر للعاملين في موسم الحج، والحجاج على التزامهم بالتوجيهات.
يذكر أن الحملة ومنذ انطلاقها حققت نجاحات كبيرة، إذ سجلت الحملة بحسب الإحصاءات انخفاضاً في المخالفات والمخالفين أثناء موسم الحج في المواسم الماضية، وتناقصاً في الحملات الوهمية، وكذلك في أعداد الحجاج القادمين بدون تصريح.
كما دأبت الحملة خلال الأعوام الماضية على تعزيز السلوكيات الإيجابية، ممثلة في احترام المكان والحدث والإنسان، واحترام الأنظمة، وسعت عبر مضامينها لتنمية إحساس الحاج والمعتمر بمسؤوليته، وتشجيعه على المبادرة بتغيير سلوكياته واستشعار دوره الإنساني المسلم المتحضر إزاء الحجاج وأداء الفريضة.
كما أن الحملة منذ أن أطلقها أمير منطقة مكة المكرمة قبل نحو 10 أعوام، حرصت على تسخير إمكاناتھا وطاقاتها البشرية والمادية لخدمة الحجيج، وفعَّلت رؤية إمارة المنطقة التي تؤكد أن الحج عبادة وسلوك حضاري.
ومن هذا المنطلق، نفَّذت الحملة برنامجاً توعوياً متكاملاً للارتقاء بتنمية إنسان المنطقة، ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن، ولتأصيل ثقافة تقديس البلد الحرام خلال موسم الحج لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة وكافة أطياف المجتمع.