في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال بسورة البقرة: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} وقد حلت أشهر الحج في موسم شديد الحرارة، غير أن من يقضي الركن الخامس من أركان الإسلام أو حتى يجدد الحج لأكثر من مرة فلا يهمه الحر ولا البرد، لأنه سيخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وإنما يهمه ويكدر خاطره أن يجرح حجه بكلام فاحش أو غيبة أو نميمة أو خاطرة مذمومة مثل الحقد والحسد، وما سوى ذلك فعليه أن يجتهد، وأول الاجتهاد أن يحج على علم فمن الحجاج من واقع زوجته وهو محرم ويظن أن ذلك بركة وهذا أكبر مفسد للحج.
فالعلم أساس، وأول الحج النية، فلا يكفي أن تلبس لباس الإحرام، فالنية أول ركن من أركان الحج، ولا ينفع أن تقول في مسألة النية افعل ولا حرج، بل هي أول الأولويات وأن تكون من الميقات الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهل المدينة يهلون بالحج من ذي الحليفة وهذا مكان أصبح ضمن النطاق العمراني للمدينة المنورة وكذلك أهل الشام، وأيضاً كافة الحجاج الذين بدأوا رحلة الحج بزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل مصر وما إليها ميقاتهم الجحفة بالقرب من رابغ، وأهل اليمن وشرق أفريقيا وجنوبها ميقاتهم يلملم، وأهل الطائف ونجد والشرقية والخليج ميقاتهم قرن المنازل، وأفتى بعض علماء السودان أن جدة ميقات لأهل السودان، أما ميقات ذات عرق فهو ميقات أهل العراق والكويت وإيران ودول الصين وأفغانستان وأوزبكستان.. وما إليها.
ثم إذا وصل الحاج إلى البيت الحرام فإنه يطوف طواف القدوم وبعده الركن الثاني وهو سعي الحج، لكن له تأجيل السعي إذا ضاق عليه أمره، ثم الركن الأعظم وهو الوقوف بعرفة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «الحج عرفة»، وله وقت محدد من بعد زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة حتى فجر يوم العاشر، يقف الحاج هناك في ذلك اليوم جزءاً من النهار وجزءاً من الليل ولو لحظة.. وإذا فاته هذا الركن فقد فاته الحج كله، ثم يتحرك إلى مزدلفة ويقضي فيها نصف الليل، وبعد ذلك يتحرك إلى جمرة العقبة فيرميها سبع حصيات، ثم يذهب إلى البيت الحرام فيطوف طواف الإفاضة وهذا هو الركن الرابع ويسعى سعي الحج إن كان لم يفعل مع طواف القدوم، وعليه أيضاً أن يحلق شعر رأسه أو يقصره، وأما المرأة فتكتفي بتقصير شعرات من شعر رأسها.
فمن طاف ورمى وحلق أو فعل اثنتين من هذه الثلاث فإنه يحق له أن يتحلل التحلل الأول ويلبس ثيابه ويتعطر ويقلم أظافره، ويفعل المحظورات التي كانت عليه وهو محرم فيما عدا النكاح، أو الخطبة أو عقد النكاح.
وعليه أن يبيت في منى ليلتين أو ثلاث ليال، وعليه أيضا أن يرمي الجمرات الثلاث في أيام البقاء بمنى.
ونكرر أن من الواجب على كل من أراد الحج أن يتعلم أركانه وواجباته وسننه ومحظوراته، حتى يكسب الثواب العظيم ويقضي الفريضة التي افترضها الله عليه.
ولا شك أن على الحاج أن يلتزم بأنظمة الدولة السعودية ومنها الحصول على تصريح الحج ففي ذلك مصلحة عامة لكافة وفود الرحمن.
السطر الأخير:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق دم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فطيبوا بها نفساً».
* كاتب سعودي
فالعلم أساس، وأول الحج النية، فلا يكفي أن تلبس لباس الإحرام، فالنية أول ركن من أركان الحج، ولا ينفع أن تقول في مسألة النية افعل ولا حرج، بل هي أول الأولويات وأن تكون من الميقات الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهل المدينة يهلون بالحج من ذي الحليفة وهذا مكان أصبح ضمن النطاق العمراني للمدينة المنورة وكذلك أهل الشام، وأيضاً كافة الحجاج الذين بدأوا رحلة الحج بزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل مصر وما إليها ميقاتهم الجحفة بالقرب من رابغ، وأهل اليمن وشرق أفريقيا وجنوبها ميقاتهم يلملم، وأهل الطائف ونجد والشرقية والخليج ميقاتهم قرن المنازل، وأفتى بعض علماء السودان أن جدة ميقات لأهل السودان، أما ميقات ذات عرق فهو ميقات أهل العراق والكويت وإيران ودول الصين وأفغانستان وأوزبكستان.. وما إليها.
ثم إذا وصل الحاج إلى البيت الحرام فإنه يطوف طواف القدوم وبعده الركن الثاني وهو سعي الحج، لكن له تأجيل السعي إذا ضاق عليه أمره، ثم الركن الأعظم وهو الوقوف بعرفة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «الحج عرفة»، وله وقت محدد من بعد زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة حتى فجر يوم العاشر، يقف الحاج هناك في ذلك اليوم جزءاً من النهار وجزءاً من الليل ولو لحظة.. وإذا فاته هذا الركن فقد فاته الحج كله، ثم يتحرك إلى مزدلفة ويقضي فيها نصف الليل، وبعد ذلك يتحرك إلى جمرة العقبة فيرميها سبع حصيات، ثم يذهب إلى البيت الحرام فيطوف طواف الإفاضة وهذا هو الركن الرابع ويسعى سعي الحج إن كان لم يفعل مع طواف القدوم، وعليه أيضاً أن يحلق شعر رأسه أو يقصره، وأما المرأة فتكتفي بتقصير شعرات من شعر رأسها.
فمن طاف ورمى وحلق أو فعل اثنتين من هذه الثلاث فإنه يحق له أن يتحلل التحلل الأول ويلبس ثيابه ويتعطر ويقلم أظافره، ويفعل المحظورات التي كانت عليه وهو محرم فيما عدا النكاح، أو الخطبة أو عقد النكاح.
وعليه أن يبيت في منى ليلتين أو ثلاث ليال، وعليه أيضا أن يرمي الجمرات الثلاث في أيام البقاء بمنى.
ونكرر أن من الواجب على كل من أراد الحج أن يتعلم أركانه وواجباته وسننه ومحظوراته، حتى يكسب الثواب العظيم ويقضي الفريضة التي افترضها الله عليه.
ولا شك أن على الحاج أن يلتزم بأنظمة الدولة السعودية ومنها الحصول على تصريح الحج ففي ذلك مصلحة عامة لكافة وفود الرحمن.
السطر الأخير:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق دم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فطيبوا بها نفساً».
* كاتب سعودي