عندما تعود بِنَا الذاكرة إلى المدرسة أيّام زمان في المدينة المنورة، فإن حلول أول أيّامها يسبقه شوق وانتظار بفارغ الصبر له، ففي القلوب لهفة ورغبة للمدرسة، زملاء وفناء بعد إجازة الصيف والغياب، وكنا ننتظرها على أحر من الجمر، لرؤية الزملاء، وتتأكد الزمالة وآصرة المحبة كلما ارتقينا في المراحل، ذلك أن طلاب أيّام زمان وحتى الطالبات، يدرسون تقريبا المراحل الثلاث مع بعض من الابتدائية وحتى الثانوية؛ لأن المدارس محدودة ومعدودة وصباحية، أول يوم دراسي في أي مرحلة من المراحل بعد العودة من الإجازة يكون فيها التلاقي والترحيب عبر إذاعة المدرسة وطابور الصباح وتمارين الصباح مع مدرس الرياضة، وبعدها كلمة مدير المدرسة والانصراف للفصول وبداية عام جديد وتكون معه «التعبئة» لشراء متطلبات المدرسة: الدفاتر أبو مية، وأبو ثمانين، وأبو ستين، وأبو أربعين، ودفاتر وجه وجه، وكراسات الرسم الهندسي، وكراسة الرسم الفني، والتلوين، وعلبة الهندسة، والأقلام، والمراسم، وطلبات حصة الرياضة (البنطلون والفنيلة)، وكل فصل له لون مختلف.
وميسورو الحال هم وحدهم الذين يملكون حقائب، أما الأغلبية فيستخدمون السجاد أو المطاط للكتب والدفاتر والكثير تكون مواصلته المشي أو الدراجة الهوائية، وقليل من الطلاب من يكون لديه دراجة نارية، ونادرا من تكون عنده سيارة، إلا أن الطالبات في ذلك الزمن لهم خصوصية في المواصلات، حيث يتمتعن بحافلات خاصة من الدولة ذات لون أصفر، لنقلهن من البيت إلى المدرسة والعكس. وتبدأ الحوسة في أول يوم عودة المدارس تكون بعد صلاة العصر، حيث تزدحم المكتبات بالأهالي وأولياء الأمور لشراء الأدوات المدرسية، لأن عدد المكتبات يعد على عدد أصابع اليد الواحدة، وينشغل البيت يومها بعد العودة من شراء طلبات المدارس في تجليد الكتب والدفاتر وكتابة الأسماء وكتابة اسم كل مادة عليها، وصباحية أول يوم دراسي للطلاب الجدد في المرحلة الابتدائية يعرف الصغار طريقهم إلى المدرسة، إما مع إخوانهم الأكبر منهم أو مع عيال الحارة، فليس هناك أي داعٍ لحضور الأب ويندمج الصغير مع الجو العام المدرسي ما عدا البعض القليل الذي يستوحش ويجد أمامه باب المدرسة مفتوحا، فيتسلل للهروب منه إلى بيته، ليجد نفسه يعود مرة أخرى بصحبة والده أو أمه أو أخته الكبيرة ومع العودة للمدارس تعود الحركة للكتاب في المساجد والحرم النبوي الشريف لمدارسة القرآن الكريم واستذكار الدروس، وأتذكر جيدا مسجد أنس بن مالك في وسط المدينة حيث الأستاذ حمزة كردي -رحمه الله- نراجع معه الدروس، وتنطوي صفحات ذلك الجيل لتحل اليوم على أجياله أول أيّام للدراسة ونحن وهم في رغد من العيش نردد فيه نشيدنا الوطني الغالي: سارعي للمجد والعلياء مجدي لخالق السماء وارفعي الخفاق أخضر يحمل النور المسطر رددي الله أكبر يا موطني.
وميسورو الحال هم وحدهم الذين يملكون حقائب، أما الأغلبية فيستخدمون السجاد أو المطاط للكتب والدفاتر والكثير تكون مواصلته المشي أو الدراجة الهوائية، وقليل من الطلاب من يكون لديه دراجة نارية، ونادرا من تكون عنده سيارة، إلا أن الطالبات في ذلك الزمن لهم خصوصية في المواصلات، حيث يتمتعن بحافلات خاصة من الدولة ذات لون أصفر، لنقلهن من البيت إلى المدرسة والعكس. وتبدأ الحوسة في أول يوم عودة المدارس تكون بعد صلاة العصر، حيث تزدحم المكتبات بالأهالي وأولياء الأمور لشراء الأدوات المدرسية، لأن عدد المكتبات يعد على عدد أصابع اليد الواحدة، وينشغل البيت يومها بعد العودة من شراء طلبات المدارس في تجليد الكتب والدفاتر وكتابة الأسماء وكتابة اسم كل مادة عليها، وصباحية أول يوم دراسي للطلاب الجدد في المرحلة الابتدائية يعرف الصغار طريقهم إلى المدرسة، إما مع إخوانهم الأكبر منهم أو مع عيال الحارة، فليس هناك أي داعٍ لحضور الأب ويندمج الصغير مع الجو العام المدرسي ما عدا البعض القليل الذي يستوحش ويجد أمامه باب المدرسة مفتوحا، فيتسلل للهروب منه إلى بيته، ليجد نفسه يعود مرة أخرى بصحبة والده أو أمه أو أخته الكبيرة ومع العودة للمدارس تعود الحركة للكتاب في المساجد والحرم النبوي الشريف لمدارسة القرآن الكريم واستذكار الدروس، وأتذكر جيدا مسجد أنس بن مالك في وسط المدينة حيث الأستاذ حمزة كردي -رحمه الله- نراجع معه الدروس، وتنطوي صفحات ذلك الجيل لتحل اليوم على أجياله أول أيّام للدراسة ونحن وهم في رغد من العيش نردد فيه نشيدنا الوطني الغالي: سارعي للمجد والعلياء مجدي لخالق السماء وارفعي الخفاق أخضر يحمل النور المسطر رددي الله أكبر يا موطني.