قضى 11 شخصاً وأصيب أكثر من 600 آخرون بجروح من جراء الإعصار «جيبي» الذي اجتاح قسماً كبيراً من أرخبيل اليابان وخلّف أيضاً أضراراً مادية جسيمة لاسيّما في مطار كانساي بمقاطعة أوساكا (غرب) حيث لا يزال آلاف المسافرين ينتظرون إجلاءهم اليوم (الأربعاء).
واجتاح الإعصار جيبي الأرخبيل من جنوب غربه حتى شماله ترافقه رياح عاتية بلغت سرعتها القصوى 216 كيلومترا في الساعة وأمطار غزيرة. وتراجعت قوة الإعصار ليصبح حالياً عاصفة.
واقتلعت الزوابع القوية أسقف منازل وأشجاراً وقلبت سيارات وشاحنات رأساً على عقب ودفعت سفينة شحن زنتها 2591 طنا كانت راسية في خليج أوساكا وجعلتها تصطدم بجسر بحري يؤدي إلى مطار كانساي الدولي المبني على جزيرة اصطناعية.
وأدى اصطدام السفينة بالجسر المؤدّي إلى المطار إلى تضرّر الجسر، كما أن المياه غمرت أقساماً عديدة من المطار مما دفع السلطات إلى إغلاقه. وأمضى الركاب ليلتهم في المطار من دون تيار كهربائي ولا تهوية بحسب ما روى شهود عيان لقناة «إن إتش كاي». وقال أحد الموظفين "بصراحة، أخاف على حياتي".
والأربعاء سيّرت السلطات عبّارات تولّت نقل المسافرين الذي احتجزوا في المطار وعددهم نحو ثلاثة آلاف إلى مطار كوبي الواقع إلى الغرب منه كي يتابعوا رحلاتهم من هناك.
وصرّح متحدث باسم المطار "لن نعرف تحديداً الوقت اللازم الذي نحتاجه لإجلاء الجميع، لكن نفعل ما بوسعنا للانتهاء من ذلك اليوم".
ووعد رئيس الحكومة شينزو آبي بـ"بذل الجهود القصوى لمعالجة الوضع وإصلاح البنى التحتية".
وبعدما ألغيت نحو 800 رحلة جوية أمس (الثلاثاء) بسبب الإعصار، أعلنت شركات الطيران أنها ستلغي (الأربعاء) 160 رحلة أخرى، بحسب أرقام جمعتها قناة "إن إتش كاي".
أما سكك الحديد التي علّقت حركة قطاراتها (الثلاثاء) تحسّباً فعاودت عملها بصورة شبه اعتيادية (الأربعاء).
وتشهد اليابان سنوياً العديد من الأعاصير خلال فصل الصيف لكن «جيبي» تميّز عن تلك الأعاصير بقوته الشديدة التي لم يشهد الأرخبيل مثيلاً لها منذ 25 عاماً، على الرّغم من أن خسائره البشرية والمادية أتت أقل مما كان يخشى كثيرون.
وفي أكتوبر 2013، قضى 43 شخصاً في الإعصار «ويفا». أما في سبتمبر 2011، فلقي 82 شخصا مصرعهم وفُقد 16 آخرون جراء الإعصار "تالاس".