رحبت وزارة التجارة الصينية الخميس بالعرض الأمريكي لإجراء مفاوضات في محاولة لوقف الحرب التجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم.
واقترح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين الأربعاء على الحكومة الصينية استئناف المفاوضات قبل مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية تهدد إدارة دونالد ترمب بفرضها على ما قيمته مئتي مليار دولار من الصادرات الصينية السنوية للولايات المتحدة.
وصرح المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية غاو فينغ للصحافيين إن "الصين تعتبر أن تصعيد النزاع التجاري ليس في صالح أي من الأطراف".
وأضاف أن "الصين تلقت بايجابية الدعوة (إلى التفاوض) من جانب الولايات المتحدة وترحب بها"، موضحا أن الجانبين يبحثان حاليا تفاصيل احتمال عقد اجتماع يمكن أن يتم في أحد البلدين.
وفرضت واشنطن في الأشهر الأخيرة رسوما جمركية عقابية على سلع صينية تمثل خمسين مليار دولار من الواردات السنوية.
وردت بكين فورا بإجراءات مضادة على صادرات أمريكية بالقيمة نفسها.
لكن الصين لن تكون قادرة على فرض رسوم على مائتي مليار دولار من السلع الأمريكية الإضافية ردا على أي إجراءات أمريكية محتملة كون وارداتها من الولايات المتحدة تقل عن صادراتها إلى هذا البلد.
وأفادت دراسة أجرتها غرفة التجارة الأمريكية في الصين ونشرت الخميس أن ستين في المائة من الشركات الأمريكية العاملة في الصين أعلنت أنها شعرت بوطأة زيادة الرسوم الجمركية التي فرضها البلدان.
وكان كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض لاري كودلو قال إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب دعت المسئولين الصينيين لاستئناف المحادثات التجارية في وقت تتأهب فيه واشنطن لمزيد من التصعيد في الحرب التجارية مع بكين بفرض رسوم جمركية على واردات صينية بقيمة 200 مليون دولار.
وقال كودلو، الذي يرأس المجلس الاقتصادي في البيت الأبيض، لشبكة فوكس بزنس إن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين أرسل دعوة لمسؤولين صينيين كبار، لكنه امتنع عن ذكر المزيد من التفاصيل.
وأضاف كودلو "هناك بعض المناقشات والمعلومات التي تلقيناها عن رغبة الحكومة الصينية، كبار المسئولين بالحكومة الصينية، في مواصلة المحادثات... لذا وجه الوزير منوتشين الذي يرأس الفريق المعني بالتفاوض مع الصين، دعوة على ما يبدو".
وذكر مصدران مطلعان أن منوتشين أرسل الدعوة لمسئولين صينيين من بينهم نائب رئيس مجلس الدولة ليو خه وكبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الصيني شي جين بينغ لإجراء محادثات في الأسابيع المقبل.
وقالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس إن الحكومة تلقت دعوة من الولايات المتحدة لإجراء محادثات وإنها ترحب بها. وأدلى المتحدث باسم الوزارة قنغ شوانغ بهذه التصريحات خلال إفادة صحفية يومية في بكين.
تأتي هذه الدعوة في ظل معارضة واسعة للرسوم الجمركية في دوائر الأعمال الغربية.
ونشرت جماعتا ضغط أمريكيتان بقطاع الأعمال، هما الغرفة التجارية الأمريكية في الصين والغرفة التجارية الأمريكية في شنغهاي، مسحا مشتركا اليوم الخميس يظهر أن الآثار السلبية الواقعة على الشركات الأمريكية جراء الرسوم الجمركية التي تتبادل واشنطن وبكين فرضها على بعضهما البعض "واضحة وواسعة النطاق".
وذكرت أكثر من 60 بالمائة من الشركات الأمريكية التي شملها المسح أن الرسوم الجمركية تؤثر على عملياتها بالفعل بينما قالت نسبة مماثلة إن الرسوم الجمركية الصينية على سلع أمريكية تؤثر على نشاطها.
وحثت جماعتا الضغط إدارة ترمب على إعادة النظر في سياستها.
ونشرت الغرفة التجارية للاتحاد الأوروبي في الصين نتائج مسحها اليوم الخميس، قائلة إن الرسوم الجمركية تسبب "اضطرابات شديدة" في سلاسل الإمداد العالمية و"تضر بشدة" الشركات غير الصينية وغير الأمريكية.
وقبل يوم أطلقت أكثر من 60 جماعة صناعة أمريكية تحالفا يحمل اسم أمريكيون من أجل التجارة الحرة لمواجهة الرسوم الجمركية علنا.
وتستعد إدارة ترمب لفرض رسوم جمركية على واردات صينية قيمتها 200 مليار دولار تؤثر على مجموعة كبيرة من منتجات تكنولوجيا الانترنت والسلع الاستهلاكية بما فيها حقائب اليد والدراجات والأثاث. ولم يتضح إن كانت المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستؤجل فرض هذه الرسوم.
وقال كودلو في وقت سابق للصحفيين خارج البيت الأبيض إن الاتصالات مع بكين "تحسنت بعض الشيء".
وأضاف "أعتقد أن معظمنا يرى من الأفضل إجراء محادثات... وأظن أن الحكومة الصينية مستعدة لإجراء المحادثات".
وردا على سؤال بشأن ما إن كانت إدارة ترمبب ترغب في إجراء المزيد من المحادثات التجارية مع الصين قال كودلو "إذا جلسوا على الطاولة بشكل جاد لتحقيق بعض النتائج الإيجابية، فنعم بالطبع. هذا ما نطلبه منذ شهور".
لكنه حذر قائلا "لا أضمن شيئا".
وقالت المصادر المطلعة إنه لم يتضح توقيت ومكان الاجتماع المقترح. وكان مسئولون أمريكيون وصينيون متوسطي المستوى أجروا محادثات لم تتمخض عن نتائج حاسمة في يومي 22 و23 أغسطس آب.
ولم يرد المتحدث باسم وزارة الخزانة على طلبات للتعقيب.