المقاتل الفرنسي هوفر
المقاتل الفرنسي هوفر
-A +A
عبدالله الغضوي (سورية)
وصل الفرنسي هوفر قبل 3 أعوام إلى سورية، في ذروة قتال تنظيم داعش، بعد أن قرر التحالف الأمريكي الوقوف إلى جانب وحدات حماية الشعب YPG، ليكون هوفر ورفاقه شهود عيان على حرب التنظيم الذي لم يوفر بلاده أيضا من هجمات إرهابية أرعبت الشارع الفرنسي.

وقد حصل هوفر على خبرات واسعة في القتال بعد أن شارك في عدد من المعارك، الشدادي، منبج، جرابلس، الطبقة، الرقة، دير الزور والدشيشة، وهو الآن مستعد للحملة الجديدة على التنظيم في آخر معاقله في البوكمال.


التقت «عكاظ» المقاتل الفرنسي هوفر ليحدثنا عن مسيرته في صفوف وحدات حماية الشعب، وكيف ستتعامل بلاده فرنسا معه حين يعود إلى أرض الوطن، متحفظا على ذكر أسماء رفاق السلاح الفرنسيين.

يقول هوفر: جئت إلى شمال شرق سورية بمفردي منذ نحو 3 سنوات من أجل الانضمام إلى «وحدات حماية الشعب»، وصحيح أن هناك العديد من المقاتلين الفرنسيين، إلا أنني لا أستطيع أن أخبرك عن عددهم ليس فقط من الفرنسيين وإنما من جميع دول العالم.

وحول محاسبة بلاده له حين يعود، ذلك أنه قرر المجيء بمفرده دون إذن السلطات الفرنسية، يقول هوفر: كل بلد لديه قوانين مختلفة في أوروبا، البعض منهم متشدد جدا تجاه المتطوعين، مثل إسبانيا أو المملكة المتحدة أو ألمانيا، وبعضهم أكثر مرونة مثل إيطاليا أو السويد، ولم تكن فرنسا متشددة إلى ذلك الحد حتى الآن في حال عدم خرق المتطوعين أي قوانين فرنسية، ولكن بشكل عام يعتمد ذلك بشكل أساسي على الدوافع.

ويتابع: إذا انضم جندي سابق إلى «وحدات حماية الشعب» لمجرد محاربة داعش، فلن يواجه أي مقاضاة، ولكن إذا انضم أحد أعضاء ميليشيا الجناح اليساري لأسباب آيديولوجية، فقد يواجه المزيد من التشدد، على الأقل يبقى مشتبها به من قبل المخابرات الفرنسية.

ويضيف: لدى المجتمع الفرنسي نظرة إيجابية للغاية حول الناس الذين يقاتلون هنا بسبب هجمات باريس، وربما كان هذا أحد الأسباب التي تجعلنا لا نواجه ملاحقة شرسة في الوطن، حتى لو بقيت الشرطة تراقبنا فإنه عادة ما تصادر جوازات سفرنا لمنعنا من المغادرة مرة أخرى.

حدثنا هوفر عن طبيعة الفصائل العسكرية الأوروبية في «وحدات حماية الشعب»، مشيرا إلى أنه في السابق كان هناك العديد من التنظيمات الدولية التي انضمت إلى «وحدات حماية الشعب» مثل وحدة طابور الحرية الدولية، الوحدة الطبية التكتيكية. أما في الوقت الحالي، فهناك وحدة أممية واحدة تقاتل فقط، وهي «وحدة الطابور الدولي» التي كانت تعرف سابقاً باسم «وحدة تابيف الدولية» التي تضم العديد من الجنسيات من جميع أنحاء العالم، إلا أنه من المستحيل أن أفصح عن عدد هؤلاء المقاتلين في الوقت الحالي. فمنذ بداية الحرب، انضم نحو بضعة آلاف من المتطوعين إلى YPG-YPJ. ولم يكن لدي مثل معظم المتطوعين هنا أي خبرة عسكرية أو قتالية، وحدة طابور المقاتلين الدوليين تتكون من أجانب فقط، وبالتالي فإن قائدها أجنبي، لكن كوحدة عسكرية، وتعتبر جزءا من هيكل «وحدات حماية الشعب» الكردية والعربية، وتحت قيادتها.