يتوجه اليوم الناخبون الروس لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين أربعة مرشحين. يُعد نائب رئيس الوزراء الحالي دمتري ميديفيديف الأوفر بين الأربعة، لأنه يحظى بدعم حزب روسيا الموحدة الحاكم، . والأهم من ذلك دعم الرئيس فلاديمير بوتن المنتهية ولايته، الذي يُعد من أكثر الزعماء الروس شعبية، في تاريخ روسيا الحديث، نظراً لإنجازاته الاقتصادية والليبرالية، وكذا توجهه القومي القوي، الذي سحب البساط من تحت الأحزاب الشيوعية والقومية الروسية، وأعاد الحياة من جديد للنعرة القومية الروسية، بعد أن تأثرت كثيراً في فترة سلفه الرئيس بوريس يلتسين الموالي بشدة للغرب. المهم في انتخابات الرئاسة الروسية: تَصَورُ ما تكون عليه روسيا والأوضاع السياسية فيها بعد عهد رئيس قوي وذي شعبية كبيرة مثل: بوتين، لم يرتو بعد من كأس السلطة، حيث يتطلع لأن يكون رئيس وزراء روسيا القادم.. وبين رئيس قادم للبلاد، كان مغموراً، لولا دفع الرئيس بوتين له للصفوف الأولى في الحزب والدولة، ليصبح نائب رئيس حكومته.. ومرشح حزبه القوي في انتخابات الغد، على وعد بأن يختار بوتين لرئاسة الوزارة، إذا فاز ميديفيديف بالرئاسة.
بوادر الصدام، إن لم نقل الصراع المتوقع بين الرجلين، جاء في تصريحات متضاربة عشية الانتخابات عندما قال ميديفيديف: إنه لا يتصور أن يكون لروسيا سوى رئيس واحد.. ورد عليه الرئيس بوتين في لهجة لا تخلو من التحدي: أن الحكومة هي أقوى مؤسسة تنفيذية في البلاد، وبالتالي: رئيس الحكومة هو الأقوى في موسكو. هذا، بالطبع مع افتراض: أن بوتين سيكون خَيَار ميديفيديف لرئاسة الوزارة، إذا ما فاز الأول في انتخابات الغد الرئاسية.
في لعبة السياسة التاريخ يقول لنا: إنه ليس هناك صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، ولكن مصالح متضاربة هي التي تغذي حركة الصراع على السلطة وتبعث الحياة في العملية السياسية. مما لا شك فيه أن الفترة الأولى للرئيس الجديد، إذا ما جاء بوتين لرئاسة الوزارة ( بتعيين من ميديفيديف) ستكون فترة اختبار للرجلين. الرئيس في الكرملين يملك صلاحيات رئاسية كبيرة، ولكنه لا يستطيع أن يمارسها خارج تعاون رئيس وزراء قوي مثل بوتين يسيطر على الحزب.. ومن خلال السيطرة على الحزب ذي الأغلبية يسيطر على الدوما.
لمؤسسة الرئاسة تاريخياً: إرث سياسي غالباً ما يطغى على شخصية الرئيس مهما بلغت الاستهانة بملكاته وإمكاناته السياسية. سيناريو لطالما تكرر، خاصة في الدول التي لا تتمتع بتراث عريق في الممارسة الديموقراطية ولم تبلغ، بعد، شأواً متقدماً في التنمية السياسية.
هل سيكتشف الرئيس بوتين، قريباً أن قراره الاستمرار في العمل السياسي بعد قصة نجاح باهرة أنجزها في فترة ولايتين متتاليتين في حكم روسيا.. أم أن رهانه بالاستمرار في العمل السياسي الرفيع العام، سيؤكد أسطورته التاريخية بأنه واحد من أقوى وأعظم "قياصرة" روسيا الجدد، أو، وهذا وارد، على الأقل نظرياً: أن لا يفي مديفيديف، إذا أصبح رئيساً، بوعده بتعيين بوتين رئيساً للوزارة...!؟ كل شيء وارد في لعبة السياسة.
بوادر الصدام، إن لم نقل الصراع المتوقع بين الرجلين، جاء في تصريحات متضاربة عشية الانتخابات عندما قال ميديفيديف: إنه لا يتصور أن يكون لروسيا سوى رئيس واحد.. ورد عليه الرئيس بوتين في لهجة لا تخلو من التحدي: أن الحكومة هي أقوى مؤسسة تنفيذية في البلاد، وبالتالي: رئيس الحكومة هو الأقوى في موسكو. هذا، بالطبع مع افتراض: أن بوتين سيكون خَيَار ميديفيديف لرئاسة الوزارة، إذا ما فاز الأول في انتخابات الغد الرئاسية.
في لعبة السياسة التاريخ يقول لنا: إنه ليس هناك صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، ولكن مصالح متضاربة هي التي تغذي حركة الصراع على السلطة وتبعث الحياة في العملية السياسية. مما لا شك فيه أن الفترة الأولى للرئيس الجديد، إذا ما جاء بوتين لرئاسة الوزارة ( بتعيين من ميديفيديف) ستكون فترة اختبار للرجلين. الرئيس في الكرملين يملك صلاحيات رئاسية كبيرة، ولكنه لا يستطيع أن يمارسها خارج تعاون رئيس وزراء قوي مثل بوتين يسيطر على الحزب.. ومن خلال السيطرة على الحزب ذي الأغلبية يسيطر على الدوما.
لمؤسسة الرئاسة تاريخياً: إرث سياسي غالباً ما يطغى على شخصية الرئيس مهما بلغت الاستهانة بملكاته وإمكاناته السياسية. سيناريو لطالما تكرر، خاصة في الدول التي لا تتمتع بتراث عريق في الممارسة الديموقراطية ولم تبلغ، بعد، شأواً متقدماً في التنمية السياسية.
هل سيكتشف الرئيس بوتين، قريباً أن قراره الاستمرار في العمل السياسي بعد قصة نجاح باهرة أنجزها في فترة ولايتين متتاليتين في حكم روسيا.. أم أن رهانه بالاستمرار في العمل السياسي الرفيع العام، سيؤكد أسطورته التاريخية بأنه واحد من أقوى وأعظم "قياصرة" روسيا الجدد، أو، وهذا وارد، على الأقل نظرياً: أن لا يفي مديفيديف، إذا أصبح رئيساً، بوعده بتعيين بوتين رئيساً للوزارة...!؟ كل شيء وارد في لعبة السياسة.