حضرت في الرياض يوم الإثنين الماضي مراسم جنازة أخي وصديقي الشيخ سليمان الثنيان رئيس محاكم مكة المكرمة رحمه الله تعالى، وصادف ذلك اليوم وفاة العلامة الدكتور سعيد بن وهف القحطاني صاحب كتاب حصن المسلم المشهور الذي لا يكاد يخلو بيت مسلم منه، وله مؤلفات أخرى وهو من طلاب الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى، وكان من ضمن الجنائز شيخ داعية معروف في الرياض اسمه عبدالله النصبان دائماً يلقي الدروس والمحاضرات، وجاء في ذهني أن الله شاء وأراد سبحانه وتعالى أن يقبض هؤلاء الصالحين المباركين في يوم فضيل، وبنفس الداء والمرض لحكمة يعلمها سبحانه وحده، والذي أعلمه أنهم قدموا لله وللإسلام أشياء عظيمة يجمعها العلم والصدقة، وتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها»، ولأزيدكم بياناً فإن الشيخ سليمان الثنيان رحمه الله شيد بيتاً في حفر الباطن (وقد زاملته هناك) بمبلغ يقدر بستة ملايين ريال، وحينما انتقل لرئاسة محاكم مكة المكرمة تبرع بذلك المنزل لجمعية تحفيظ القرآن الكريم، وسكن في شقة متواضعة بالإيجار في جدة.
دخلت الجامع الأضخم في المملكة جامع الراجحي وقد امتلأ كله وفي كل طوابقه ومرافقه الخارجية، وحضر العلماء والمشايخ وأطياف من البشر وتعطلت حركة المرور من الزحام.. فتذكرت قول إمام السنة الإمام أحمد: «قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائز»، وقد ذكر المؤرخون أن جنازته حضرها قرابة مليون مصلٍّ، وبعد تسليمة الإمام من صلاة العصر ضج المسجد بالتكبير والتهليل وكأنه صوت موج هادر يزلزل القلوب رهبة وخشوعاً، رجعت لنفسي مطرقاً رأسي خجلاً من حياتي كلها، ماذا قدمت لآخرتي؟!
تساءلت ماذا يفعلون الآن في الحياة الأخرى وهم أرواح تتنقل دون أجساد؟
هل يا ترى إذا دنت منيتي وموتي سأكون على استعداد للسفر إلى دار المقر؟
يا عقلاء تنبهوا من الغفلة واستعدوا لنقلة، فإذا لم نقدم شيئاً معتبراً لله تعالى فلا أقل من أن نكف شر ألسنتنا وأيدينا عن الناس وأعراضهم، فهي الهلاك والإفلاس.. قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: «تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك». متفق عليه.
اللهم أحسن خاتمتنا وتوفنا وأنت راضٍ عنا يا أرحم الراحمين.
turkey071@gmail.com
دخلت الجامع الأضخم في المملكة جامع الراجحي وقد امتلأ كله وفي كل طوابقه ومرافقه الخارجية، وحضر العلماء والمشايخ وأطياف من البشر وتعطلت حركة المرور من الزحام.. فتذكرت قول إمام السنة الإمام أحمد: «قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائز»، وقد ذكر المؤرخون أن جنازته حضرها قرابة مليون مصلٍّ، وبعد تسليمة الإمام من صلاة العصر ضج المسجد بالتكبير والتهليل وكأنه صوت موج هادر يزلزل القلوب رهبة وخشوعاً، رجعت لنفسي مطرقاً رأسي خجلاً من حياتي كلها، ماذا قدمت لآخرتي؟!
تساءلت ماذا يفعلون الآن في الحياة الأخرى وهم أرواح تتنقل دون أجساد؟
هل يا ترى إذا دنت منيتي وموتي سأكون على استعداد للسفر إلى دار المقر؟
يا عقلاء تنبهوا من الغفلة واستعدوا لنقلة، فإذا لم نقدم شيئاً معتبراً لله تعالى فلا أقل من أن نكف شر ألسنتنا وأيدينا عن الناس وأعراضهم، فهي الهلاك والإفلاس.. قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: «تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك». متفق عليه.
اللهم أحسن خاتمتنا وتوفنا وأنت راضٍ عنا يا أرحم الراحمين.
turkey071@gmail.com