-A +A
فريدة صالح شطا
غمرتنا السعادة ونحن نقرأ أمر خادم الحرمين الشريفين بفتح أبواب المسجد النبوي طوال الأربع وعشرين ساعة وزيادة أوقات زيارة النساء للروضة الشريفة , وكلما ذهب أشخاص لزيارة المدينة المنورة كنا ننتظر عودتهم لنعرف منهم ما تمتعوا به في تلك الزيارة .. وبالتحديد ما يخص زيارة النساء للروضة الشريفة وسلامهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواجهة للقبر الشريف .. ولم نسمع إلا أن أوقات الزيارة زيدت لساعتين بعد صلاة العشاء , أما عن الوصول إلى المواجهة الشريفة فلم يؤكد لنا أحد ذلك .. وظللت أنتظر وأمني النفس بأنني سأحظى بهذا الشرف عندما تأتي المشيئة وتسمح ظروفي بزيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم , إلا انني واجهت حين ذهبت واقعاً مختلفاً عما تصورته ,وتحديدا في الجزئية التي انتظرتها سنوات طوال , لأن المسؤولين في الحرم المدني الشريف نفذوا قرار خادم الحرمين الشريفين بفتح أبواب الحرم الشريف طوال الأربع والعشرين ساعة , أما زيارة قبر الرسول والسلام عليه فقصروها على الرجال فقط دون النساء .. زد على ذلك ما رأيته من الإمعان في عزل النساء , فالحواجز الخشبية التي ذكرتها في مقال سابق ازدادت ارتفاعاً إلى حوالي المترين والنصف , وبدلاً من وضعها السابق كحواجز متحركة فإنها ثبتت في حواجز حجرية وصلت بين قواعد الأعمدة الرخامية , مما جعلها أشد احكاماً .. وأكثر عزلاً .. وزيارة النساء التي وإن زادت أوقاتها إلا أن المساحة المتاحة ظلت كما هي , فلا يزال المنع للنساء بتجاوز الجانب الشمالي للروضة الشريفة قائماً.. فهناك تقوم حواجز صلبة تحول عن رؤية المواجهة! حزنت وبكيت وسلمت أمري لله وخرجت من الباب لأجد الباب المؤدي للمواجهة مفتوحاً,امام البقيع والمنطقة هادئة لأن مجال الأربع وعشرين ساعة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين أوجد انسيابية في حركة الرجال للزيارة .. فتوجهت نحو الباب لأقف على بعد 4 أمتار تقريبا منه لأحظى برؤية القبر الشريف والسلام على ساكنه صلى الله عليه وسلم ولو من بعيد.. وإذا بأحدهم ينزل من أعتاب الحجرة ويتوجه نحوي غاضباً ثائراً وكأنه يكاد يطير من سرعته كأنه رأى شيطانا يأمرني بلهجة حادة بالابتعاد , قلت له اطمئن لن أدخل , أنا أقف هنا فقط للسلام على رسول الله.. فأخذ يردد: زيارة القبور حرااااام , اذهبي تفقهي في الدين .. إلخ , رجعت وأنا كلي ألم.. وحيرة لماذا لم تحرم زيارة النساء للمواجهة الشريفة منذ عهد الرسول عليه السلام؟ كيف أصبحت حراماً فجأة ؟ صفوف النساء كانت تلي صفوف الرجال دونما حواجز ودونما تداخل ! نزور الروضة الشريفة والمواجهة الشريفة مع ذوينا من الرجال .. لم نسمع يومها من يقول لنا حرام .. ماالذي تغير ؟ هل ظهر الآن أن المرأة شر لابد من ابعاده واقصائه ؟ وماذا عن الطواف والسعي ؟ هل سيتفتق الذهن يوماً عن فصل الرجال عن النساء فيهما ؟ أم هل ستخصص أوقات للطواف والسعي لكل جنس ؟ أسئلة وتساؤلات مني ومن كل امرأة .. كررناها ووجهناها مئات المرات ولم نتلق لها اجابات.. لهذا فإنني هذه المرة أتوجه بها إلى والدنا ذي القلب الكبير خادم الحرمين الشريفين لأقول له يا والدنا ..(لم يـُنفذ القرار بالكامل) .. وليس لنا بعد الله إلا قلبك الرحيم .. لينصفنا من سوء المعاملة التي نلقاها وليتاح لنا المسجد كله في اوقات الزيارة المخصصة للنساء كما هو متاح للرجال اليوم كله .. أدامك الله لنا عزاً وعوناً.