-A +A
فاطمة بنت محمد العبودي
لو دعيت عزيزي القارئ للانضمام إلى جمعية النوم فما الذي تعرفه عن هذه الجمعية؟ وهل ستنضم إليها؟ ثم ما أهدافها من وجهة نظرك؟ أما أنا فقد تبادر إلى ذهني، حال قراءتي اسم الجمعية، الكثير من الأفراد والمؤسسات الذين يمارسون النوم بطريقة سلبية أو يحرضون عليه مما يفتح المجال لهم ليكونوا أعضاء مميزين في الجمعية. كم اتمنى لو انضم إلى هذه الجمعية المعلمون الذين يدفعون تلاميذهم إلى النوم بطريقة شرحهم المملة وبعض الموظفين الذين تنام المعاملات في مكاتبهم فترة طويلة، أما بعض الجمعيات العلمية في جامعاتنا فتستحق العضوية بجدارة!!
ولا شك أن القارئ عند ذكر هذه الجمعية سيتبادر إلى ذهنه العديد من المؤهلين للحصول على عضوية هذه الجمعية حسب ما يوحي به اسمها لأول وهلة وليس حسب ما تقوم به من نشاطات تستحق التقدير.

عرفت مؤخراً بوجود جمعية علمية للنوم، ورغم أن اسم هذه الجمعية قد يبدو مثيراً للاستغراب إلا أنني بعد أن قرأت عنها وعن أهدافها وعرفت ما يتركه السهر على حياتنا، الصحية والاجتماعية والاقتصادية، آمنت بأهميتها، فقد تنامت ظاهرة السهر في مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة حتى صارت أمراً مألوفاً وصار ينظر إلى النوم المبكر على أنه حالة شاذة في السلوك.
ويبدو أن البريطانيين قد تنبهوا إلى هذه الآثار وأنشأوا قبل سنوات قليلة جمعية علمية للنوم.
فقد أنشئت جمعية النوم في بريطانيا قبل 10 سنوات وهي جمعية علمية تهدف إلى توعية المجتمع بأهمية أخذ قسط كافٍ من النوم ليلاً وأثر نقص النوم أو عدم انتظامه على الساعة البيولوجية للجسم وبالتالي على جميع وظائف الجسم وأولها الدماغ، كذلك أثر نقص النوم على القلب وعلى احتمال الإصابة بالسرطان ومرض السكري وغيرها. كذلك انخفاض كفاءة أداء المهن خاصة الأطباء مما يزيد الأخطاء الطبية، وزيادة حوادث السيارات نتيجة نقص التركيز أثناء القيادة.
وتهتم الجمعية بنشر الأبحاث والدراسات المتعلقة بالنوم وتقوم بتنظيم مؤتمر سنوي في جامعات بريطانيا المختلفة، يناقش المؤتمر مواضيع حيوية مثل، الأمراض المترتبة على نقص النوم أو النوم المضطرب نتيجة العمل في فترات متغيرة والجينات المسؤولة عن ميل بعض الأشخاص إلى السهر والنوم نهاراً وغيرها.
إنني مع الجمعية في الدعوة إلى النوم على مستوى الأفراد لكنني لست مع النوم على مستوى المؤسسات، كما أؤمن بأن النوم ليلاً هو النوم الطبيعي، حيث يقول تعالى (وهو الذي جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشوراً) (الفرقان/ 47).
واتفق مع د. نيل ستانلي، خبير النوم بمستشفى نورفوك ونوريتش الجامعي في أن "النوم شأنه شأن الوزن أو مقاس الحذاء الخاص بك: كل منا لديه المقاس الذي يناسبه، وإذا نمنا أكثر مما نحتاج أو أقل منه فسوف يؤثر ذلك على الصحة."
Fma34@yahoo.com