بوصلة الأخبار العالمية فتحت عدساتها نحو بلادنا استغلالاً لحادثة مقتل الأستاذ جمال خاشقجي، والتكثيف الإعلامي -وإن اتخذ هذه الحادثة كمتابعة إعلامية- إلاّ أن خلف الصورة استهداف الوطن كقوة إقليمية وقوة اقتصادية، وقد عبرت البلاد عشرات المواقف عبور المنتصرين..
وإذا كان مقتل الأستاذ جمال فعلاً تم فيه تجاوز الصلاحيات من قبل أفراد، فلا يمكن استخدام الحدث الفردي كعقوبة لبلد كان وظل نازعاً للشر في كل معمعة تحدث في عالمنا العربي والإسلامي.
وفي كل مرة أكتب أن المملكة مستهدفة منذ زمن، وأدوات الاستهداف تعمل على جميع المستويات وفي كل وقت، وإذا كانت أفعال الاستهداف تحدث ولا يعلم بها إلا السياسيون ويبطلون مفعول تلك الأدوات، إلا أن ذلك الإبطال يتم خفية لكي لا يشعر المواطن بأي نوع من أنواع الانزعاج أو الارتباك، وكثيرة هي الأحداث التي عبرتنا من غير شعورنا بها؛ لأن هناك صمام أمان يمنع ترشح الأحداث إلى السطح.
وعلى سبيل المثال فإن البلد كان من الدول الرئيسة المستهدفة في الثورات العربية، وبعد أن عبرتنا تلك العاصفة، اختلف السيناريو لأن تلاحم المواطنين في الذود عن وطنهم منع حدوث أي فوضى تزعزع أمان البلد، فكان سيناريو استهداف البلد من خلال حزمة اقتصادية باهظة الثمن، استطاع البلد القفز على مثل هذا الفخ الاقتصادي.
وفي زمن الثورات العربية كان المواطن يتابع ما يحدث هنا وهناك من غير الاستشعار بحجم الخطورة التي تواجه وطنه، لأن هناك من يعمل على تجنيب البلد أي نوع من أنواع الإرباك.. أقول عشرات الأحداث عصفت بالكيان العربي بينما نحن في السعودية لا نستشعر بتلك العاصفة لأن هناك من جنبنا مغبة التورط فيها، ومرت العاصفة. إلا أن الاستهداف ظل باقياً.
وكانت قضية مقتل الأستاذ جمال خاشقجي فرصة ذهبية للتأليب على البلد، فاجتمعت كل الأصوات الكارهة للبلد في صياغة هجوم إعلامي مكثف هجوماً لم يقتصر على الحادثة ولم يفرق بين حادثة فردية وبين بلد له كيانه وسيادته وشعبه، أعترف أن العجز الإعلامي أحدث فراغاً استغلته العجلة الإعلامية الضخمة وقامت بملئه بكل أنواع الدسائس محملاً بدم قميص جمال، بينما الأساس ليس ما حدث لجمال وإنما كان الهدف تمزيق البلاد بالتأليب وخلق حالة من عدم الثقة ما بين المواطن وبين قيادته.
وحادثة مقتل جمال كانت تصرفاً فردياً وحين علمت القيادة عمدت لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق مبدأ العدالة وكشف ملابسات تلك الحادثة.
* كاتب سعودي
Abdookhal2@yahoo.com
وإذا كان مقتل الأستاذ جمال فعلاً تم فيه تجاوز الصلاحيات من قبل أفراد، فلا يمكن استخدام الحدث الفردي كعقوبة لبلد كان وظل نازعاً للشر في كل معمعة تحدث في عالمنا العربي والإسلامي.
وفي كل مرة أكتب أن المملكة مستهدفة منذ زمن، وأدوات الاستهداف تعمل على جميع المستويات وفي كل وقت، وإذا كانت أفعال الاستهداف تحدث ولا يعلم بها إلا السياسيون ويبطلون مفعول تلك الأدوات، إلا أن ذلك الإبطال يتم خفية لكي لا يشعر المواطن بأي نوع من أنواع الانزعاج أو الارتباك، وكثيرة هي الأحداث التي عبرتنا من غير شعورنا بها؛ لأن هناك صمام أمان يمنع ترشح الأحداث إلى السطح.
وعلى سبيل المثال فإن البلد كان من الدول الرئيسة المستهدفة في الثورات العربية، وبعد أن عبرتنا تلك العاصفة، اختلف السيناريو لأن تلاحم المواطنين في الذود عن وطنهم منع حدوث أي فوضى تزعزع أمان البلد، فكان سيناريو استهداف البلد من خلال حزمة اقتصادية باهظة الثمن، استطاع البلد القفز على مثل هذا الفخ الاقتصادي.
وفي زمن الثورات العربية كان المواطن يتابع ما يحدث هنا وهناك من غير الاستشعار بحجم الخطورة التي تواجه وطنه، لأن هناك من يعمل على تجنيب البلد أي نوع من أنواع الإرباك.. أقول عشرات الأحداث عصفت بالكيان العربي بينما نحن في السعودية لا نستشعر بتلك العاصفة لأن هناك من جنبنا مغبة التورط فيها، ومرت العاصفة. إلا أن الاستهداف ظل باقياً.
وكانت قضية مقتل الأستاذ جمال خاشقجي فرصة ذهبية للتأليب على البلد، فاجتمعت كل الأصوات الكارهة للبلد في صياغة هجوم إعلامي مكثف هجوماً لم يقتصر على الحادثة ولم يفرق بين حادثة فردية وبين بلد له كيانه وسيادته وشعبه، أعترف أن العجز الإعلامي أحدث فراغاً استغلته العجلة الإعلامية الضخمة وقامت بملئه بكل أنواع الدسائس محملاً بدم قميص جمال، بينما الأساس ليس ما حدث لجمال وإنما كان الهدف تمزيق البلاد بالتأليب وخلق حالة من عدم الثقة ما بين المواطن وبين قيادته.
وحادثة مقتل جمال كانت تصرفاً فردياً وحين علمت القيادة عمدت لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق مبدأ العدالة وكشف ملابسات تلك الحادثة.
* كاتب سعودي
Abdookhal2@yahoo.com