-A +A
عائشة الفيفي - عبدالله النفيعي - عاصم الحضيف - احمد غلاب- الرياض
ابتعاث الطالبات السعوديات للدراسة بالخارج بلا محرم.. تحول من مجرد خيال الى فكرة.. وشكوى تنظرها لجنة حقوق الانسان. رأيان متضادان يتجاذبان الفكرة الاول مع الفكرة بلا تحفظ والاخر ضدها بدون تحفظ, وفي الوسط رأي ثالث يربط تحقيق الفكرة بوجود اشتراطات ولوازم صارمة. الطالبات والفتيات باعتبارهن محور القضية تنوعت اراؤهن بين الرفض المطلق والموافقة المشروطة بتحديد سن المبتعاث وتجميعهن في سكن موحد. وترى صاحبات هذا الرأي ان عدة مصاعب تواجه المحارم منها عدم امكانية تفرغهم من جهات اعمالهم سيما في القطاع الخاص. على النقيض من ذلك تمضي بعض الطالبات للقول ان سفر المرأة بلا محرم لاي غرض.. مناف للشرع والاعتراض على فكرة كهذه واجب شرعي.
اجازات مفتوحة للمحارم

وتقول سعاد الصالح ورنا الحربي - وهما من مؤيدات سفر المبتعثات بلا محارم وفقا لشروط معروفة ان بعض الطالبات تحيط بهن ظروف اجتماعية تمنعهن من اصطحاب المحارم بسبب انشغالهم بأعمالهم ووظائفهم وللخروج من هذا النفق اقترحت سعاد ورنا منح المحارم اجازات مفتوحة او التفرغ.. والزام القطاع الخاص بذلك.
وتؤيد الدكتورة حنان عطا الله الاستاذ المساعد في جامعة الملك سعود اقتران سفر المبتعثة بشروط معينة مثل توفير سكن مناسب وجماعي, وتحديد سن الابتعاث فوق 21 سنة.
تجربة شخصية في اليابان
الدكتورة هناء المنصوري اول طبيبة سعودية مبتعثة الى اليابان ترفض سفر الطالبة الى الخارج بلا محرم واستشهدت بتجربتها الشخصية حيث درست في اليابان مع وجود محرم لاكثر من اربع سنوات وتقول ان المرأة بطبيعة تكوينها تحتاج الى من يعينها ويشعرها بالاستقرار والأمان. وتضيف الدكتورة المنصوري ان اليابان دولة محافظة نسبيا ومع ذلك فضلت ان تبقى مع محرمها. وتعزز الدكتورة حصة المالك عميدة كلية التربية الفنية والاقتصاد والاقتصاد المنزلي بجامعة البنات بالرياض ما تناولته الدكتورة المنصوري وتؤكد بالقول: لا اؤيد سفر الطالبة بلا محرم لاخوفا من الطالبة بل خوفا عليها فالمرأة أمانة في أعناقنا، والجامعات في بلادنا كثيرة يمكن ان تستوعب الخريجات.
لاتقييد بل حماية
وتتحدث اكاديمية سعودية خاضت تجربة الابتعاث بلا محرم عن المصاعب الكبيرة التي تواجهها الطالبة ومنها الاثار النفسية برغم التسهيلات في الدول الغربية آنذاك.
وتربط الدكتورة نائلة بنت عبدالرحمن الدعيمان وكيلة جامعة الرياض ابتعاث الطالبات بالضوابط الشرعية والتقاليد المعروفة سيما وان الجهات المعنية سهلت أمر الابتعاث. وعلى ذات المنوال يرفض الدكتور عبدالعزيز الشتري استاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود فكرة ابتعاث الطالبات بلا محارم مؤكدا ان الفكرة مخالفا من الناحية الشرعية مع ان من حق المرأة ان تتلقى تعليمها في أي مكان..
واضاف ان التعليم العالي لم يشترط المحرم لتقييد تعليم المرأة بل حماية لها من اخطار الغربة. واشار الى ان السماح للفتاة بالسفر بلا محرم قد تنتج عنه مشاكل اجتماعية لاحصر لها سيما وان فترة ان فترة طويلة.
زيادة الفجوة الاسرية
ويسلط الدكتور عثمان البريكان الاكاديمي في جامعة الملك سعود الضوء على مخاطر ابتعاث الطالبات بلا محارم ويضرب مثلا بهروب الطالبات وبعض الظواهر السلبية التي تقع بالمجتمع.. ويضيف ان الفكرة تزيد الفجوة الأسرية سيما ان كثيرا من دول الابتعاث تعاني من تفككات أسرية. وانتقد البريكان ما يتردد عن ظلم واقع للمرأة بسبب سفرها بمفردها.. وقال.. المشاكل التي تعاني منها المرأة لن تحلل السماح لها بالسفر منفردة!
تحايل الفتيات
وعلى النقيض من ذلك ناشد المستشار الاعلامي محسن آل حسان وزارة التربية والتعليم بالتخلي عن شرط المحرم.. واعتبر الشرط محفزا لتحايل الفتيات وسفرهن بلا محرم!
وقال ان سفر المبتعثة بلا محرم حق من حقوقها.. لان التعليم حق للفتاة كما للرجل, وطالما هناك ثقة في خلقها وتربيتها فلا مبرر للخوف. واكد آل حسان ان تجربته الشخصية بالدراسة في الخارج لسنوات طويلة اكدت ان الفتاة السعودية مثال للخلق والمواظبة والالتزام الشرعي بل انها تتفوق احيانا على الشاب. ونصح آل حسان وزارة التعليم العالي بارسال خطابات الى جهات العمل تطلب منها السماح بتفريغ المحارم من وظائفهم لمرافقة زوجاتهم وشقيقاتهم الى الخارج.. وإلا فان اغلب الطالبات سيضطرن الى الغاء البعثة.
وتابع بالقول: الاب والزوج والأخ مرتبطون باعمالهم ولايمكن ان يضحوا بوظائفهم عاماً أو عامين ثم يدخلون في خانة البطالة ومسيرة البحث عن وظائف من جديد!
حقوق الانسان لاتتدخل بالاحكام
المتحدث الرسمي باسم هئية حقوق الانسان زهير الحارثي اكد لـ”عكاظ” ان هناك تنسيقاً مع العلماء حول دراسة وضع الفتيات الراغبات في الابتعاث الخارجي وتعثر سفرهن بسبب عدم وجود محارم وقال ان النية لاتتدخل في الاحكام الشرعية ولكنها تخاطب الجهات المختصة مثل وزارة العدل وهيئة التحقيق والادعاء العام حول بعض الاخطاء التي تشوب اجراءات بعض المعاملات والقضايا.. ومن ضمنها ملفات المرأة وقضاياها الشائكة مثل العمل والتعليم وخلافها.