«مت.. قاعد».. جملة تهكمية تكونت من كلمة متقاعد، تختزل حال كثير من المتقاعدين في بلادنا، بعد ترجلهم عن صهوة الوظيفة، بينما في الدول المتقدمة يبدأ أفراد تلك الفئة بتركهم الوظيفة حياة جديدة حافلة بالعطاء والإنجاز، إذ يتعاملون معهم هناك كخبراء، يحاولون الاستفادة من قدراتهم وتجاربهم الثرية التي اكتسبوها على مدى سني عملهم في الوظيفة.
وشريحة المتقاعدين في بلادنا التي تنمو عاما بعد آخر، تعد طاقات مهدرة، لم توظف كما يجب، خصوصا أن عددا كبيرا منهم ما زالوا قادرين على العطاء والإنجاز، في العديد من المجالات المختلفة، ورغم أن الجمعية الوطنية للمتقاعدين لدينا ترفع شعار «المتقاعدون خبرات تراكمية يحتاجها الوطن»، إلا أننا لم نلمس لهذا الشعار أي أثر على أرض الواقع، فما إن يترك أحدهم الوظيفة، حتى تجتاحه الأمراض النفسية، نتيجة الفراغ الذي يعانيه، وعدم قدرته على تفريغ طاقاته في ما هو مفيد، لعدم توافر البرامج المعدة له، إذ يجد نفسه خارج نطاق الحياة الفاعلة في المجتمع، ما يؤثر عليه سلبا، ويقسم علماء النفس المتقاعدين إلى فئات خمس، وهي؛ الواقعيون: وهم من يتقبلون التقاعد على أنه من سنن الحياة، ويتكيفون معه. وهناك الباحثون عن الراحة: وأطلق العلماء على هذا النمط أصحاب «المقعد الهزاز»، وهم من يجدون في التقاعد فرصة للراحة والاسترخاء بعد رحلة عملهم الشاقة. والصنف الثالث: المستمتعون بالعمل، ويطلق عليه العلماء «أصحاب الدروع»، وهؤلاء يرفضون الراحة، ويوجدون لأنفسهم عملاً آخر ويستمتعون به. والفريق الرابع: هم الغاضبون الذين يرفضون الواقع ولا يعترفون بتقدم العمر، وهؤلاء يعيشون أزمة حقيقية بسبب عدم تكيفهم مع الواقع الجديد، فتجدهم كثيري التذمر ويلقون باللائمة على الآخرين. والنوع الأخير: هم الكارهون للذات، يجلدون ذواتهم ويعذبونها ولا يشعرون بأي سبب للسعادة بعد الخروج لسن التقاعد. ولذا يجب على الجهات المختصة وفي مقدمتها الجمعية الوطنية للمتقاعدين أن تلتفت لهذه الشريحة، وتعمل على الاستفادة من خبراتها المتراكمة على مدى سنين عدة، ومن واقع عملي في الخطوط السعودية عاصرت كثيرا من الكفاءات الفذة التي تقاعدت واختفت دون الاستفادة منها، منهم على سبيل المثال مساعد المدير العام للخطوط السعودية للشؤون الدولية السابق هاني منصور عارف الذي شغل أيضا منصب مدير عام الخطوط اليمنية، وهناك مدير عام مزايا وخدمات الموظفين في الخطوط الجوية السعودية طلال محمود خضري، فهاتان الشخصيتان مدرستان في المهنية والكفاءة والأخلاق الراقية، ينهل منهما النشء ويتعلم، وغيرهما الكثير في مختلف القطاعات التي توارت عن الأنظار بمجرد تقاعدها، رغم أنه كان بالإمكان الاستفادة منها.
وشريحة المتقاعدين في بلادنا التي تنمو عاما بعد آخر، تعد طاقات مهدرة، لم توظف كما يجب، خصوصا أن عددا كبيرا منهم ما زالوا قادرين على العطاء والإنجاز، في العديد من المجالات المختلفة، ورغم أن الجمعية الوطنية للمتقاعدين لدينا ترفع شعار «المتقاعدون خبرات تراكمية يحتاجها الوطن»، إلا أننا لم نلمس لهذا الشعار أي أثر على أرض الواقع، فما إن يترك أحدهم الوظيفة، حتى تجتاحه الأمراض النفسية، نتيجة الفراغ الذي يعانيه، وعدم قدرته على تفريغ طاقاته في ما هو مفيد، لعدم توافر البرامج المعدة له، إذ يجد نفسه خارج نطاق الحياة الفاعلة في المجتمع، ما يؤثر عليه سلبا، ويقسم علماء النفس المتقاعدين إلى فئات خمس، وهي؛ الواقعيون: وهم من يتقبلون التقاعد على أنه من سنن الحياة، ويتكيفون معه. وهناك الباحثون عن الراحة: وأطلق العلماء على هذا النمط أصحاب «المقعد الهزاز»، وهم من يجدون في التقاعد فرصة للراحة والاسترخاء بعد رحلة عملهم الشاقة. والصنف الثالث: المستمتعون بالعمل، ويطلق عليه العلماء «أصحاب الدروع»، وهؤلاء يرفضون الراحة، ويوجدون لأنفسهم عملاً آخر ويستمتعون به. والفريق الرابع: هم الغاضبون الذين يرفضون الواقع ولا يعترفون بتقدم العمر، وهؤلاء يعيشون أزمة حقيقية بسبب عدم تكيفهم مع الواقع الجديد، فتجدهم كثيري التذمر ويلقون باللائمة على الآخرين. والنوع الأخير: هم الكارهون للذات، يجلدون ذواتهم ويعذبونها ولا يشعرون بأي سبب للسعادة بعد الخروج لسن التقاعد. ولذا يجب على الجهات المختصة وفي مقدمتها الجمعية الوطنية للمتقاعدين أن تلتفت لهذه الشريحة، وتعمل على الاستفادة من خبراتها المتراكمة على مدى سنين عدة، ومن واقع عملي في الخطوط السعودية عاصرت كثيرا من الكفاءات الفذة التي تقاعدت واختفت دون الاستفادة منها، منهم على سبيل المثال مساعد المدير العام للخطوط السعودية للشؤون الدولية السابق هاني منصور عارف الذي شغل أيضا منصب مدير عام الخطوط اليمنية، وهناك مدير عام مزايا وخدمات الموظفين في الخطوط الجوية السعودية طلال محمود خضري، فهاتان الشخصيتان مدرستان في المهنية والكفاءة والأخلاق الراقية، ينهل منهما النشء ويتعلم، وغيرهما الكثير في مختلف القطاعات التي توارت عن الأنظار بمجرد تقاعدها، رغم أنه كان بالإمكان الاستفادة منها.