يقول جبران باسيل وزير خارجية لبنان، إن على الدول العربية احتضان لبنان مرة أخرى، طبعا هو يقصد إعادة تعويم لبنان اقتصاديا واستثماريا وسياحيا، بعدما وجد أن طهران لا ترسل لهم غير الأسلحة والموت والمخدرات والإرهابيين، اليوم يعول باسيل على الدول العربية خاصة الغنية منها لمساعدة لبنان واللبنانيين الذين يعانون أشد المعاناة وللخروج من أزمة اقتصادية وسياسية طاحنة، أهمها هروب السياحة وانعدام الاستثمار، هذا فضلا عن عدم القدرة على تشكيل وزارة قادرة على خدمة الشعب والعمل على مصالحه، التصريح جاء في معرض مؤتمر صحفي على هامش القمة الاقتصادية العربية المنعقدة في بيروت.
في الحقيقة إن هذا التصريح كان يجب أن يقال للإيرانيين وربما قبل فترة طويلة، فهم حلفاؤه وحلفاء زعيمه وحماه عون الذي زج بلبنان في أحضان إيران دون أي خط رجعة، وسلم في تحالفه مع طهران عروبة لبنان لقائم مقام إيران في لبنان حسن نصرالله، وخلال سنوات بقيت بيروت ترزح تحت أعباء هذا التحالف الذي حولها لمدينة من المزابل والمهازل السياسية.
اليوم يتحدث باسيل عن عروبة لبنان، وقبل أيام تم إنزال علم دولة ليبيا العربية دون رادع من دولة ولا قوى سياسية، ولم يتصد لا هو ولا موظفو وزارته الموقرة لذلك العمل المهين، بل لم يتجرأ حتى الإعلام اللبناني بإدانة الحادثة التي ليس لها أي مسوغ، في الوقت الذي أعلام وصور ملالي طهران تملأ الشوارع اللبنانية من شبعا جنوبا وحتى عكار شمالاً، وكأن ليبيا اليوم هي ليبيا الأمس، ويتم تحميل ومعاقبة الليبيين وزر «الصدر» الذي اختفى في عهد القذافي قبل 40 عاما.
إذا كان هذا المنطق مقبولا في السياسة ولدى زعمائها اللبنانيين، فهل نحمل لبنان وزر قتل الدبلوماسيين السعوديين بل ونحرهم ومحاصرة سفارتها خلال سنوات الحرب الأهلية وما بعدها، أو ربما نقبل أن يحملهم المجتمع الدولي عواقب قتل واختطاف الدبلوماسيين الكويتيين وتفجير الفرنسيين والأمريكان في سفاراتهم ومراكزهم، من فعل ذلك ؟.. هل هم العرب أم عملاء إيران، ألم يسأل «جبران باسيل» نفسه يوما لماذا اشترى «حماه» عون إيران وباع العرب والعروبة، أوليست دمشق والقاهرة وبغداد وعمان والرياض أقرب لبيروت من طهران، أليست العين والراء والباء أقرب إليه من الأحرف الإيرانية، عن أي عروبة تتحدث يا باسيل وشوارع لبنان لا تزال مليئة بالدماء التي أسالها حزب إيران لتنفيذ أجندة طهران، من رفيق الحريري وانتهاء بخمسة وسبعين سياسيا، ذهبوا ضحية قرار التصفية الذي وقع في الضاحية.
عند الحديث عن لبنان العربية لا بد لك أن تكون مؤمنا بها ومدافعا عنها وعن مصالحها ومنفذا استحقاقاتها، لا أن تصطف مع إيران ليلا في سراديب الضاحية وتصرح نهارا من قصر المؤتمرات بطلب المساعدات العربية.
المراهنة على فصل لبنان عن فضائها العربي وتشكيل دولة فينيقية ذات ملامح غربية ولسان فرنسي ولباس إيراني لن يسعفها، بل سيجعلها ورقة تباع وتشترى في سوق العلاقات الغربية الإيرانية، فلا الغرب سيحمي لبنان من طهران - والتجارب عديدة ومتكررة -، ولا إيران ستجامل الغرب وتساومهم أمام حلمها بإقامة دولة الإمام الغائب من طهران شرقا وحتى بيروت غربا.
* كاتب سعودي
في الحقيقة إن هذا التصريح كان يجب أن يقال للإيرانيين وربما قبل فترة طويلة، فهم حلفاؤه وحلفاء زعيمه وحماه عون الذي زج بلبنان في أحضان إيران دون أي خط رجعة، وسلم في تحالفه مع طهران عروبة لبنان لقائم مقام إيران في لبنان حسن نصرالله، وخلال سنوات بقيت بيروت ترزح تحت أعباء هذا التحالف الذي حولها لمدينة من المزابل والمهازل السياسية.
اليوم يتحدث باسيل عن عروبة لبنان، وقبل أيام تم إنزال علم دولة ليبيا العربية دون رادع من دولة ولا قوى سياسية، ولم يتصد لا هو ولا موظفو وزارته الموقرة لذلك العمل المهين، بل لم يتجرأ حتى الإعلام اللبناني بإدانة الحادثة التي ليس لها أي مسوغ، في الوقت الذي أعلام وصور ملالي طهران تملأ الشوارع اللبنانية من شبعا جنوبا وحتى عكار شمالاً، وكأن ليبيا اليوم هي ليبيا الأمس، ويتم تحميل ومعاقبة الليبيين وزر «الصدر» الذي اختفى في عهد القذافي قبل 40 عاما.
إذا كان هذا المنطق مقبولا في السياسة ولدى زعمائها اللبنانيين، فهل نحمل لبنان وزر قتل الدبلوماسيين السعوديين بل ونحرهم ومحاصرة سفارتها خلال سنوات الحرب الأهلية وما بعدها، أو ربما نقبل أن يحملهم المجتمع الدولي عواقب قتل واختطاف الدبلوماسيين الكويتيين وتفجير الفرنسيين والأمريكان في سفاراتهم ومراكزهم، من فعل ذلك ؟.. هل هم العرب أم عملاء إيران، ألم يسأل «جبران باسيل» نفسه يوما لماذا اشترى «حماه» عون إيران وباع العرب والعروبة، أوليست دمشق والقاهرة وبغداد وعمان والرياض أقرب لبيروت من طهران، أليست العين والراء والباء أقرب إليه من الأحرف الإيرانية، عن أي عروبة تتحدث يا باسيل وشوارع لبنان لا تزال مليئة بالدماء التي أسالها حزب إيران لتنفيذ أجندة طهران، من رفيق الحريري وانتهاء بخمسة وسبعين سياسيا، ذهبوا ضحية قرار التصفية الذي وقع في الضاحية.
عند الحديث عن لبنان العربية لا بد لك أن تكون مؤمنا بها ومدافعا عنها وعن مصالحها ومنفذا استحقاقاتها، لا أن تصطف مع إيران ليلا في سراديب الضاحية وتصرح نهارا من قصر المؤتمرات بطلب المساعدات العربية.
المراهنة على فصل لبنان عن فضائها العربي وتشكيل دولة فينيقية ذات ملامح غربية ولسان فرنسي ولباس إيراني لن يسعفها، بل سيجعلها ورقة تباع وتشترى في سوق العلاقات الغربية الإيرانية، فلا الغرب سيحمي لبنان من طهران - والتجارب عديدة ومتكررة -، ولا إيران ستجامل الغرب وتساومهم أمام حلمها بإقامة دولة الإمام الغائب من طهران شرقا وحتى بيروت غربا.
* كاتب سعودي