لأول مرة، جاء الإعلان الترويجي لمزاين الإبل في 5 فبراير متنوعا، جمع الأصالة والتراث في الإبل والصحراء إضافة إلى إدراج عنصر ثانٍ عبر شاب يعزف آلته الموسيقية بين تلال الرمال والسفوح، وخلفه مجموعة من الإبل في رمزية الفن، فيما العنصر الثالث وقوف صاحب الهوبالة فوق إحدى بنايات الرياض الشامخة في إشارة للتطور الذي صنعه الإنسان والتنمية.
وحضرت الموسيقى في ثلاثة مواقع بالمقطع الدعائي، وكان بشكل سلس ولطيف ونال المقطع اهتمام أصحاب الإبل والموروث الشعبي، وبحسب الإعلان الرسمي الترويجي للشاب الذي يعزف الموسيقى، يرتدي العازف بنطالا وربطة عنق بين الكثبان الرملية والإبل بمظهر لافت.
ويرى الباحث والأكاديمي سعد الصويان عبر المجلة العربية في تقرير سابق، أن علاقة ابن الجزيرة العربية ببعيره تفوق في كثافتها ومعناها علاقته بأي كائن آخر، فأصبحت الإبل رمزاً لكل ما هو نبيل، وشكلت وعينا اللغوي وذوقنا الأدبي وحسنا الجمالي، ولا تستطيع أن تتلمس جمالياتها إلا إذا عايشتها من قرب، وتشبعت بالأشعار التي تتغزل فيها. وحتى تفهم جمالياتها تحتاج إلى دروس عميقة مثلما يحدث في التذوق الفني والموسيقي Music appreciation لتستمتع بالموسيقي والسيمفونيات واللوحات وتتحسس جمالياتها.
والحداء غناء وطرب للراعي والإبل، والحداء (بكسر الحاء أو ضمها) أو الحدو تعرفه المعاجم اللغوية بأنه سوق الإبل والغناء لها، وواحدته "أحدية" أو "أحدوة"، تقول العرب "فلان حداء قراقريا" أي جهوري الصوت شديد النبرات يقدم إبله ويحدوها. وحداء الإبل من بحر الرجز -بفتح الراء والجيم-، سمي رجزاً نسبة إلى رجز البعير، فعندما يكون مريضاً يتقارب خطوة ويضطرب فيسمى مشيه في هذه الحالة رجزاً.