بمجرد ذكر الموسيقار الدكتور (طلال) تتهادى إلى ذاكرتنا صور الفن الأصيل، الفن الذي يزداد تألقه كلما تقادمت عليه الأيام، وتوالت السنون، شبيهاً بالذهب والذكريات، وكالوطن في عيون المنفيين والمهاجرين. طلال لا يقدم ألحانه للفنانين الذين يشدون بسمفونياته، بل يقدم نفسه، ويصنع شخصيته التي لا تدل إلا عليه، وهذا ما يلاحظه كثير من المهتمين بالشأن الفني في السعودية والخليج، فما إن تسمع أغنية بتوقيعه، إلا وتقول هذه للموسيقار طلال، حتى ولو لم تعرف ملحنها من قبل. هذه هي البصمة الحقيقية للملحن، مثلما هي العلامة الفارقة للكاتب والشاعر والمفكر والروائي.
في يوم من الأيام قال الشاعر الكبير الراحل «نزار قباني» عن نفسه: «لو أن لي قصيدة فقدتها في الطريق وليست مذيلة باسمي، لأعادها لي أول قارئ لها. يريد صاحب «في مدخل الحمراء كان لقاؤنا» أن يقول إن أسلوبي ولغتي لا تدل إلا عليَّ! غير أن الموسيقار طلال نحن من نقول عنه هذا الشيء ونحن محبوه الذين نعرفه كما تعرف القوافل طريقها في الصحراء، ومثلما تستدل الطيور على أعشاشها صباحاً ومساءً.
أجل نحن من نقول ذلك، وليس طلال.
ذلك أن هذا الموسيقار لا يعلن عن نفسه، ولا يسوِّق إبداعاته بطريقة لا تليق بالفن وأهله كما يفعل غير واحد في ساحتنا الفنية عربياً وخليجياً. إنه يقدم عمله وحسب، شبيهاً بجدنا المتنبي الذي يقول:
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
اللافت في تجربة الموسيقار طلال أنه تعامل مع أهم الأسماء الشعرية في الوطن العربي، ومع أشهر كتاب الأغنية من المحيط للخليج؛ بداية من نزار قباني، ومروراً بعبدالرحمن الأبنودي، وحسين السيد، وقامات محلية وخليجية؛ كفايق عبدالجليل، وفهد عافت، وبدر بن عبدالمحسن، وثريا قابل، والقائمة تطول.
كل هؤلاء وغيرهم على اختلاف تجاربهم ولغتهم وجملتهم الشعرية، كانت موهبة وعبقرية طلال تستوعبهم وتعيد إنتاج قصائدهم روائع تملأ الدنيا بهجةً وخلوداً، وثمة أغانٍ، إن لم نقل جلها، كانت ملاحم أسطورية لا تدل إلا على أسطورة ورمز موسيقي يقف خلفها اسمه «طلال»، للدرجة التي بلغ فيها إبداعه حالة من التفرد، حيث إن أي أغنية ممهورة باسم الملحن طلال، تغدو ماركة مسجلة وعلامة فنية لا تشبه سواها، هكذا هو الحال، فإننا إذا ما وجدنا عملاً يحمل توقيع الموسيقار (طلال)، نذهب طواعية لاقتنائه، والإنصات إليه، ونحن على ثقة ويقين أن هذا اللحن لن يجد سبيله إلا في سجل الفن العربي الخالد، ويضاف إلى مدونة الموسيقى العربية منذ سلامة حجازي والشيخ زكريا.
قلت من قبل، وأكررها، إن هذا الموسيقار مدرسة موسيقية لا تشبه إلا نفسها، ولا تنتمي إلا لهذا الوطن العظيم الذي ما فتئ يقدم عمالقة ورموزاً فنية وفكرية وثقافية في شتى الاتجاهات وعبر كل الأزمنة.
في يوم من الأيام قال الشاعر الكبير الراحل «نزار قباني» عن نفسه: «لو أن لي قصيدة فقدتها في الطريق وليست مذيلة باسمي، لأعادها لي أول قارئ لها. يريد صاحب «في مدخل الحمراء كان لقاؤنا» أن يقول إن أسلوبي ولغتي لا تدل إلا عليَّ! غير أن الموسيقار طلال نحن من نقول عنه هذا الشيء ونحن محبوه الذين نعرفه كما تعرف القوافل طريقها في الصحراء، ومثلما تستدل الطيور على أعشاشها صباحاً ومساءً.
أجل نحن من نقول ذلك، وليس طلال.
ذلك أن هذا الموسيقار لا يعلن عن نفسه، ولا يسوِّق إبداعاته بطريقة لا تليق بالفن وأهله كما يفعل غير واحد في ساحتنا الفنية عربياً وخليجياً. إنه يقدم عمله وحسب، شبيهاً بجدنا المتنبي الذي يقول:
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
اللافت في تجربة الموسيقار طلال أنه تعامل مع أهم الأسماء الشعرية في الوطن العربي، ومع أشهر كتاب الأغنية من المحيط للخليج؛ بداية من نزار قباني، ومروراً بعبدالرحمن الأبنودي، وحسين السيد، وقامات محلية وخليجية؛ كفايق عبدالجليل، وفهد عافت، وبدر بن عبدالمحسن، وثريا قابل، والقائمة تطول.
كل هؤلاء وغيرهم على اختلاف تجاربهم ولغتهم وجملتهم الشعرية، كانت موهبة وعبقرية طلال تستوعبهم وتعيد إنتاج قصائدهم روائع تملأ الدنيا بهجةً وخلوداً، وثمة أغانٍ، إن لم نقل جلها، كانت ملاحم أسطورية لا تدل إلا على أسطورة ورمز موسيقي يقف خلفها اسمه «طلال»، للدرجة التي بلغ فيها إبداعه حالة من التفرد، حيث إن أي أغنية ممهورة باسم الملحن طلال، تغدو ماركة مسجلة وعلامة فنية لا تشبه سواها، هكذا هو الحال، فإننا إذا ما وجدنا عملاً يحمل توقيع الموسيقار (طلال)، نذهب طواعية لاقتنائه، والإنصات إليه، ونحن على ثقة ويقين أن هذا اللحن لن يجد سبيله إلا في سجل الفن العربي الخالد، ويضاف إلى مدونة الموسيقى العربية منذ سلامة حجازي والشيخ زكريا.
قلت من قبل، وأكررها، إن هذا الموسيقار مدرسة موسيقية لا تشبه إلا نفسها، ولا تنتمي إلا لهذا الوطن العظيم الذي ما فتئ يقدم عمالقة ورموزاً فنية وفكرية وثقافية في شتى الاتجاهات وعبر كل الأزمنة.