-A +A
إيمان سليمان الرحيلي Eman-s.r@hotmail.com
تفشت ظاهرة التنمر أكثر من ذي قبل وبطريقة تدعو للقلق، تبدأ من المنزل ثم مقاعد الدراسة ثم العمل ثم الأماكن وتطال المجتمعات كافة، فالمتنمرون ينتهجون أسلوباً سيئاً غير حضاري منافياً للدين، مضراً نفسياً وصحياً، سلوكهم خانق مهين تخريبي ترهيبي يصل لحد التهديد، ما يسلب الضحايا ثقتهم في أنفسهم، التنمر مهاجمة واغتيال للمواهب والطموح، تصرفات المتنمر عدوانية تتكرر على شكل مضايقات إما لفظية أو جسدية أو نفسية، وأشد خطر التنمر في أماكن التعليم من الطلاب أو المعلمين وما ينتج عنها من الإخفاق الدراسي والتدني في التحصيل العلمي ويصل الأمر لترك مقاعد الدراسة أو الانتقال إلى مدرسة أخرى أو الهجرة إلى مكان آخر، وتصل بعض الأحيان للانتحار.

ويعاني ضحايا التنمر من القلق والتوتر والاكتئاب وعدم التركيز، فيتسبب ذلك في إفساد الفرد ويؤثر على أفكاره وعلى إنتاجيته أشد التأثير، لذلك نهانا ديننا الحنيف عن القول الجارح المؤذي وعن إخافة الأشخاص وترويعهم وفي الحديث «أثقل شيء في ميزان المسلم هو حسن الخلق وإن الله ليبغض الفاحش البذيء»، فالمتنمر فاحش بذيء اللسان بذيء الأقوال بذيء الأفعال، وواجب علينا حماية أبنائنا من المتنمرين وتوعيتهم.


والتنمر جريمة يعاقب عليها القانون، ويجب على ضحيته ألا يستسلم ويعزل نفسه ويصمت عن حقه، وعليه أن يبلغ أهله أو المعلمين في المدرسة عما يتعرض له، وعلى الأهل وإدارة المدرسة أن تكافئ كل من يبلغ عن تعرضه للتنمر، وتمتدحه على جرأته وتستمع إليه جيداً عما يضايقه وتطمئنه وتمنحه الثقة في نفسه، وتتخذ الإجراءات المناسبة لإنصافه وإزالة الظلم الواقع عليه.