جنود هنود بجوار حطام الطائرة العسكرية التي أسقطتها باكستان في إقليم كشمير المتنازع عليه أمس. (رويترز)
جنود هنود بجوار حطام الطائرة العسكرية التي أسقطتها باكستان في إقليم كشمير المتنازع عليه أمس. (رويترز)






دخان يتصاعد من حطام الطائرة العسكرية الهندية التي أسقطت في كشمير أمس. (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من حطام الطائرة العسكرية الهندية التي أسقطت في كشمير أمس. (أ.ف.ب)
-A +A
أ.ف.ب، رويترز (إسلام أباد، نيودلهي، باريس، لندن)
تفاقمت الأزمة بين إسلام أباد ونيودلهي ، وخيم شبح الحرب على الجارتين النوويتين أمس (الأربعاء). وأعلنت كل من باكستان والهند إسقاط طائرات مقاتلة للطرف الآخر. وبهدف نزع فتيل الأزمة، دعا رئيس وزراء باكستان عمران خان أمس إلى محادثات مع الهند، محذراً من العواقب الكارثية المحتملة في حال عدم «تحكيم المنطق»، وتساءل: «هل يمكننا تحمل عواقب أي خطأ في الحسابات مع طبيعة الأسلحة التي لدينا ولديكم؟». وأعلنت باكستان أنها أسقطت مقاتلتين هنديتين في مجالها الجوي، وأسرت طيارين، لكنها شددت على أنها لا تريد «الذهاب نحو الحرب» مع جارتها. وأقرت الهند بخسارة إحدى مقاتلاتها، وإسقاط مقاتلة باكستانية في اشتباك جوي فوق كشمير المتنازع عليها.

وفي إشارة إلى عمق الأزمة، أغلقت باكستان مجالها الجوي حتى إشعار آخر. وأغلقت الهند 6 مطارات أمام الطيران المدني. وقال المتحدث العسكري الباكستاني الجنرال آصف غفور في مؤتمر صحفي: «لا نريد التصعيد، لا نريد الذهاب نحو الحرب»، داعيا إلى إجراء حوار مع نيودلهي. ولفت إلى أن أحد الطيارين الأسيرين قيد الاحتجاز، والآخر في المستشفى. وقال غفور إن المقاتلتين الهنديتين تم إسقاطهما بعد أن حلقت الطائرات الباكستانية في وقت سابق عبر خط المراقبة إلى الجانب الهندي في استعراض قوة، وضربت أهدافا غير عسكرية بينها مستودعات إمداد. وأضاف أن المقاتلتين الهنديتين عبرتا بعد ذلك خط المراقبة نحو الأجواء الباكستانية. ونفى تقارير أولية تحدثت عن إسقاط الهند طائرة باكستانية، وقال إن التقارير عن إسقاط مقاتلة إف-16 غير صحيحة، لأنه لم يتم استخدام هذا النوع من الطائرات في المواجهة.


فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الهندية راجيش كومار إصابة طائرة باكستانية شاركت في عملية «لاستهداف منشآت عسكرية في الجانب الهندي». وقال: «شاهد الجنود الطائرة الباكستانية تسقط من السماء في الجانب الباكستاني». وأضاف: «خلال الاشتباك خسرنا طائرة ميغ 21 واحدة، والطيار مفقود».

وسعت الخارجية الهندية أمس إلى التخفيف من حدة الوضع عبر التقليل من أهمية غارة الثلاثاء. وكررت بأنها كانت هجوما استباقيا ضد جماعة إرهابية. وقالت وزيرة الهند للشؤون الخارجية سوشما سوراج في الصين: «الهند لا تريد أن ترى مزيدا من التصعيد لهذا الوضع، وستواصل العمل بمسؤولية وضبط نفس».

ودوليا، دعت الولايات المتحدة مع الصين والاتحاد الأوروبي إلى أن يسود التعقل. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعد حديثه إلى نظيريه الهندي والباكستاني «نحن نشجع الهند وباكستان على ممارسة ضبط النفس، وتجنب التصعيد بأي ثمن». كما دعت فرنسا إلى التهدئة، وعبر متحدث باسم وزارة الخارجية، عن قلق باريس من تدهور الوضع. كما حضت الصين الجانبين على «ضبط النفس» والحوار.

وأعلنت الخطوط السعودية والإماراتية والبحرينية أمس، تعليق جميع الرحلات الجوية المتجهة إلى باكستان، حتى إشعار آخر.