-A +A
فريدة صالح شطا
أشرت في مقال سابق إلى ضرورة تنمية وعي الأجيال الجديدة بأهمية العمل التطوعي وذلك عقب انعقاد الندوة التي أقامتها جمعية أم القرى الخيرية بمكة المكرمة. وفي الأسبوع الماضي أقامت عضوات الملتقى الثقافي بجدة حفلاً لتكريم رائدات من رواد العمل التطوعي، بذلن على مدى سنوات جهداً ووقتاً ومالاً في مجال العمل الخيري، لم يردن بعملهن إلا وجه الله عز وجل. والسيدات المكرمات هن الأميرة فهدة بنت سعود، والأميرة عادلة بنت عبدالله، السيدة ليلى النعماني علي رضا، السيدة سرية إبراهيم إسلام، السيدة سلطانة علي رضا والسيدة نادية أسعد زهير.
غطت أعمالهن شتى المجالات الحياتية ومختلف شرائح وفئات المجتمع، الرعاية الصحية المنزلية، الأيتام، الأسر المحتاجة، الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم. تنوعت بذلك الخدمات التي قدمنها فكانت هناك مراكز التأهيل للتنمية كتعليم الخياطة والتطريز، والمهارات الفنية، جمع الإعانات للأسر المحتاجة، تأمين دور للأيتام وللأرامل، تنفيذ برامج الرعاية الصحية المنزلية، الانتقال من تقديم العون المادي إلى تأهيل المستفيدين من المساعدات إلى الانتاجية بتدريبهم على الأعمال والمهارات المختلفة.. وهناك العديد والعديد من الأعمال التي لن يتسع المجال لحصرها.. وقد جاءت مفصلة في السيرة الذاتية للمكرمات في تلك الأمسية الرائعة التي لامست المشاعر وخاطبت العقول.. وأعادتني إلى أيام بعيدة.. إلى بدايات العمل التطوعي الخيري.. في بلادنا.. حين قام على اكتاف سيدات فضليات في بعض المدن، منهن الأميرة عفت الثنيان رحمها الله والسيدة نفيسة نشار رحمها الله، والسيدة سعاد الجفالي حفظها الله، والسيدة خديجة الدباغ رحمها الله.. وأرجو ألا أكون مخطئة في أن السيدة الدباغ رأست جمعية اليقظة النسائية بالطائف كأول جمعية خيرية على مستوى المملكة. وكما ذكرت فقد أعادتني أجواء أمسية التكريم الأسبوع الماضي إلى نفس الأجواء السابقة وأحسست بروح جديدة تنبعث في نفوس الحاضرات. لقد عملت السيدات المكرمات في صمت سنوات طويلة، لم يسعين إلى الأضواء، فهمهن الوحيد هو مد يد العون لكل محتاج، للرعاية والعون، الدعم، لذلك أرى أن من واجبنا أن نشكر السيدات عضوات الملتقى الثقافي على هذه اللفتة الرائعة منهن بتكريم هؤلاء الرائدات.. فأولاً؛ من لم يشكر الناس لم يشكر الله. وثانياً؛ أن هذا التكريم إلى جانب تعريف المجتمع بما تقوم به المكرمات فإنه من جانب آخر عامل ودافع لتحفيز وتشجيع الجميع ليقوم كل منا بأي عمل حتى لو يراه صغيراً لكنه يسهم به في مساعدة الاخرين. إن فكرة العمل التطوعي او العطاء كما أحبت الدكتورة فاتنة شاكر تسميته قد تبدو للبعض غربية المنشأ، وربما كان معهم بعض الحق في ذلك خاصة لمن عاش فترة طويلة في الغرب وشاهد وتعلم إعلاء قيمة العطاء لديهم.. لذلك فإن من واجبنا إدراج هذه المعاني النبيلة ضمن مقررات الدين في المدارس لا كنصوص تحفظ بل كسلوك يطبق.. وهنا لابد أن أشير إلى أن كلية دار الحكمة جعلت العمل التطوعي أحد متطلبات الدراسة فيها، أيضاً ما تقوم به بروفيسور ابتسام حلواني من تخصيص جزء من متطلبات الدراسة لدى طالباتها ما يقمن به من أعمال تطوعية. "إن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه"، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"، "الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة".

أخيراً، أقول أسعدني ما رأيته في هذه الأمسية، والأمسيات الأخرى في الأسابيع الماضية التي أشرت إليها في الموضوع السابق الوعي والأمل. وبالتأكيد فإنني سعيدة جداً بالجوانب المشرقة التي تضمنتها مواضيعي مؤخراً والتي غيرت ليس فقط من انطباع القارئ عني بل ما كاد يصبح انطباعي عن نفسي وبأن كل ما كتبته يدور فقط حول السلبيات، لذلك لا بد من أن أحمد الله على أية بارقة تنير لنا الطريق وتزرع في نفوسنا الأمل بغدٍ أفضل.
اقدم اعتذاري للدكتورة فاتنة شاكر على ما اعتبرته بترا واعتبرته بترا وجهلا مني في ما اقتطفته من فقرات من ملزمة ورشة العمل (بناء الوعي)، وعذري او خطئي انني اوردت فقط العبارات التي اعتقدت صلتها بالموضوع، اضافة الى انني لا يمكن بأية حال أن أكون قادرة على فهم واستيعاب كل طرح من بستان فكرها. السماح منك ياغالية.