-A +A
تركي العسيري
ما أن ينتقل مسؤول كبير أو رجل أعمال إلى جوار ربه.. حتى تُذرف الدموع، وتتبارى الأقلام وتشحذ العواطف للتعبير عن مآثر الفقيد، وما قدمه لوطنه من أعمال البر والخير والصدقات.
والأمر مقبول تمشياً مع الأثر الشريف (اذكروا محاسن موتاكم)، بيد أنني أعتقد أن الإشارة الى الأعمال الخيرة التي يقدمها رجال الأعمال وهم أحياء تخفف من حجم المشاعر غير المريحة لدى المواطن البسيط الذي يعتقد أن رجال الأعمال لدينا يأخذون ولا يعطون، وبعضهم كان له دور كما يعتقد بعض الناس في ارتفاع الأسعار، لذا فإنني أرى أن الأعمال الخيّرة والجليلة التي يقدمها (بعض) رجال الأعمال لدينا وهم بحمد الله كثر تستحق أن تذكر في حياتهم حتى يعرف المواطن العادي الوجه الآخر المضيء والبهي لرجال الأعمال لدينا.. والذين نعرف أنهم لم يقدموا عطاءاتهم إلا رغبة في ما عند الله من رضا وغفران وصفح وهي لعمري التجارة الحقيقية التي لن تبور.

رجال الأعمال الخيرون الذين قدموا لوطنهم ومواطنيهم العطاءات الكبيرة يجب أن يذكروا وهم أحياء لندعو لهم بطول العمر، ولنحبهم، فمحبة الناس دليل على محبة الرب.
رجل كالفريق/ عبدالله البصيلي والذي لا أظنه أغنى رجال الأعمال في بلادنا قدم الكثير انشأ المستشفيات وجهزها، كمستشفى رجال ألمع، وأقام دوراً للرعاية، وانتشل عشرات بل مئات الأسر المعدمة من حالة الفقر والجوع والمرض.. رجل كهذا جدير بأن نحبه ونطبع على قسمات وجهه القبلات، ونرفع الأيدي إلى السماء بالدعاء له.
أعرف أن الفريق «البصيلي» ليس وحيداً في مضمار الخير والعطاء والبذل. هناك رجال آخرون نريد أن نعرفهم وهم أحياء، هناك مؤسسات وشركات تقوم بأعمال خيرية.. إلى جانب مؤسسات وشركات وبنوك تقتات على رواتب المواطنين الغلابة.. دون أن تقدم أي شيء.
ولقد أسعدني أن البنك الأهلي التجاري قد خرج عن مفهوم البنوك التي لا ترحم من خلال تقديمه المساعدات الخيرية للمحتاجين والمرضى وهو ما نرجو أن تحذو حذوه كل بنوكنا الوطنية. وأزعم أن بلادنا الخيرة قد أنجبت رجال أعمال خيرين.. يقدمون الصدقات، ويتكفلون بالأسر المحتاجة، ويقيمون المجمعات السكنية للفقراء.
والملفت أن بعض عمالقة رجال الأعمال الأجانب.. قد أوصوا بثرواتهم أو بنصفها والتي تتجاوز عشرات المليارات للجمعيات الخيرية في بلدانهم وفي العالم.. بينما لم نسمع بالمقابل عن رجل أعمال مسلم واحد قد أقدم على هذا العمل الذي يدل على تغلغل الحس الإنساني والديني والوطني في النفوس.
رجال الأعمال والميسورون الذين يقدمون عطاياهم للناس بكل أريحية «تاج في جبين الوطن» فهم الرجال الذين يداوون جراحنا، ويقيلون عثراتنا، ويزرعون البسمة تلو البسمة على شفاهنا إنهم بقية الناس الأخيار الذين نقرأ ونسمع عنهم ونحكي قصصهم لأطفالنا وأحفادنا.
لا تحرمونا من أن نبث مشاعرنا، وحبنا، ودعاءنا لهذه الشريحة المضيئة من الناس دعونا نحبهم وهم أحياء بيننا، فالكثيرون يتساءلون.. ماذا قدم رجال الأعمال السعوديون لوطنهم ولمواطنيهم. والإجابة تكمن في ذكرهم، والكشف عما قدموه.. بدلاً من أن ننتظر موتهم حتى نذرف الدموع، ونسطر المراثي..
التكريم اللائق بهذه العينة من رجال الأعمال حين يسمعوننا نقول لهم وهم أحياء: «نحن نحبكم»..!!
تلفاكس 076221413