من النادر أن يجري تكريم أديب وقاص في وطننا العربي في حياته، ولم يحظ بذلك إلاّ القليل، وتكريم الأديب والقاص السعودي الحائلي (سعود الجراد) واحدةٌ من هذه الحالات النادرة، إذ جرت العادة أن يحتفى بالأدباء والشعراء والعلماء في ذكرى وفاتهم أو بعد مرور مدّة على ذلك.
فالوفاء عند الحائليون رجلاً يمشي على قدميه بل خلقية أحفاد حاتم الطائي حيث رعى وكيل إمارة منطقة حائل المستشار عادل بن صالح آل الشيخ حفل تكريم الأديب والقاص سعود الجراد ضمن فعاليات الأسبوع التكريمي (وفاء) الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة وذلك بالمركز الثقافي بحائل في أمسية رائعة أكد من خلالها مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل خضير الشريهي، سعادته بالاحتفاء بأحد أبناء منطقة حائل الذين أخلصوا العمل وجدوا لخدمتها طيلة سنوات مضت، مثمناً دعم أمير منطقة حائل وسمو نائبه لبرامج وفعاليات الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون التي وضعت من بين أهدافها العناية بالمبدعين والمثقفين وإبراز دورهم في المجتمع، عاداً تكريم الأديب والقاص سعود الجراد مواصلة لنهج الجمعية لتكريم الأدباء منذ تأسيسها، كما ثمن رعاية وكيل إمارة المنطقة لهذه المناسبة، مشيراً إلى أن الجمعية أطلقت مؤخرًا بقيادة رئيس مجلس الإدارة الدكتور عمر السيف برامج عدة منها البرنامج الثقافي، وبرنامج الفنون الأدائية، وبرنامج الفنون البصرية، وبرنامج السينما، كما تبنى البرنامج الثقافي خطة لتكريم المبدعين.
ثم ألقى رئيس فرع البرنامج الثقافي بحائل الدكتور جزاع الشمري كلمةً بيّن فيها أعمال البرنامج الثقافي بالمنطقة التي نفذت بمختلف الاتجاهات الثقافية، ومن ضمنها تكريم الأدباء والفنانين على مستوى المملكة.
بعد ذلك قدم عرض مرئي لأعمال فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل منذ تأسيسها، ثم عرض فيلم وثائقي قصير عن الأديب سعود الجراد.
وفي ختام الحفل كرم وكيل إمارة منطقة حائل المكلف الأستاذ عادل بن صالح آل الشيخ الأديب والقاص سعود الجراد، ثم شاركت عدد من الجهات والمثقفين بتكريم المحتفى به، ثم تسلم آل الشيخ درعاً تذكارياً بهذه المناسبة قدمه مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل.
ويعد سعود الجراد المولود في عام 1960 كاتب القصة قصيرة، وله مجموعة قصصية بعنوان:«بورتريه للسيد مطيع» وله مجموعة قصصية جاهزة للطبع بعنوان أوراق المريض شارك في أمسيات وملتقيات ثقافية ونشر في العديد من الصحف العربية والمحلية، يكتب زاوية أسبوعية في جريدة عكاظ سابقا بعنوان "فضاء" وعمل مديراً لفرع جمعية الثقافة والفنون وعضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي سابقاً.
وقال الجراد في أحد قصصه: «أنا إنسان محب للعدل، إلى درجة بأني أطلقت اسم ( عادل ) على إبني الأكبر، بمعنى أنني لا أقبل الظلم للآخرين»، وله نصوص متعددة في القصة منها "أحلام مائية" والتي قال لصديقه متعب: «حتى أشاهد كل الذي يحاك خلف الأبواب والقلوب الموصدة.. وحتى أسهر مساء الأربعاء في القاهرة، وأعود في ذات الليلة أو اللحظـة لأنام في حي المطار القديم بحائل.»
وأيضا قصة «هروب» والتي قال : " وصلت أختي الكبيرة ( موضي) إلى بيت أبي و حقيبتها معها.. و كانت تبكي، و تقول لأمي: لن أرجع إليه ثانية ! أمي لم تخبر أبي بما حدث ! لأنها تعرف رأيه الثابت والحاد في مثل هذه المواضيع: ( المرأة مالها إلا بيت زوجها ) ! وكذلك قصة وحكاية الجمل المزيون والتي يكشف من خلالها عن الكابتن هياف ناقل.