تنفذ جامعة الطائف مبادرة لنشر ثقافة البرمجة بين جميع منسوبي ومنسوبات وطلاب وطالبات الجامعة، والتوعية بأهمية البرمجة وأثرها في شتى نواحي الحياة، باعتبارها أحد المتطلبات الأساسية لوظائف القرن الـ21. وتهدف مبادرة (جامعة الطائف تبرمج TU Codes) التي أطلقها مدير الجامعة الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان، مؤخراً إلى نشر الوعي البرمجي والثقافة الرقمية داخل الجامعة، من خلال المحاضرات التعريفية بمفاهيم البرمجة والتفكير المنطقي وحل المشكلات. وأوضح عميد كلية الحاسبات وتقنية المعلومات الدكتور هشام الحمياني، أن المبادرة تسعى إلى تأهيل مبرمجين لديهم القدرة على تصميم برامج بسيطة من خلال لغات البرمجة (Java Script) و(Python) و(HTML) و(Arduino لبرمجة الهاردوير.
وبيّن الدكتور الحمياني أن المبادرة تعمل على خلق بيئة تفاعلية تجمع بين المتخصصين وغير المتخصصين في مجال البرمجة، وتشجعهم على تعلم البرمجة ومعرفة مجالات استخدامها. وذكر عميد كلية الحاسبات وتقنية المعلومات أن الفئات المستهدفة من المبادرة التي تنفذها الكلية تشمل طلاب وطالبات ومنسوبي ومنسوبات الجامعة من الكليات والإدارات كافة (متخصصين وغير متخصصين).
واستعرض الدكتور الحمياني محتوى المبادرة، مشيراً إلى أنها تتضمن عدداً من الأنشطة والفعاليات، منها البرنامج التدريبي (ورش العمل)، ويتمثل في عقد ورش عمل في التفكير المنطقي وتعليم أساسيات البرمجة للغات (Java Script) و(Python) و(HTML) و(Arduino لبرمجة الهاردوير). وذكر أن مدة البرنامج التدريبي تستمر لنحو أسبوعين، وتتضمن محاضرتين مدتها أربع ساعات لكل مسار في الأسبوع الأول، ويتم تكرارها في الأسبوع الثاني، ويقام البرنامج معامل كلية الحاسبات وتقنية المعلومات.
وأشار إلى أن المبادرة تتضمن أيضاً فعالية (#أنا_أبرمج #I_Code)، ويتم تقديم هذه الفعالية المشتركة لشطري الطلاب والطالبات، عبر طرح مجموعة مشكلات، لحلها باستخدام إحدى لغات البرمجة المدرجة في البرنامج التدريبي، تحت إشراف متخصصين في البرمجة، ويتم تقويم أفضل المشاركات في نهاية اليوم، وتكريم منفذيها في حفل المبادرة.
ولفت عميد كلية الحاسبات وتقنية المعلومات إلى أن فعالية (#أنا_أبرمج #I_Code) تستهدف من له خلفية وإلمام بمهارات البرمجة (طلاب وطالبات السنتين الأولى والثانية في كلية الحاسبات)، ومدتها يوم واحد، وتقام في الصالة الرياضية بعمادة شؤون الطلاب. كما تطرق إلى إنشاء (نادي البرمجة) للطلاب والطالبات ومنسوبي ومنسوبات الجامعة، بهدف إيجاد بيئة محفزة تجمع الأشخاص من فئات ذات مستويات متعددة، ويتم تقديم المحاضرات وورش العمل فيه من قبل المتخصصين بشكل دوري.
وأفاد الدكتور الحمياني بأن النادي يضم فئات عدة، هي: فئة المبتدئين وهواة البرمجة، وفئة المتوسطين من طلاب وطالبات المراحل الأولى في كلية الحاسبات، وفئة المحترفين من أعضاء هيئة التدريس بكلية الحاسبات والطلبة الخريجين أو كل من لديه المهارة البرمجية في تصميم وتنفيذ مشاريع تقنية.
وذكر أن المبادرة تشمل كذلك إطلاق بوابة (جامعة الطائف تبرمج TU_Codes)، تحتوي علي معلومات عن المبادرة بكافة أنشطتها وفعالياتها، ونماذج الاشتراك والتسجيل في فعاليات المبادرة، إضافة إلى خدمة مستشارك البرمجي، وهي خدمة إلكترونية تهدف إلى تقديم الاستشارات البرمجية بشكل مجاني للطلبة ومنسوبي الجامعة، والإجابة على استفسارات من لديه مشروع تقني أو ما شابه.
ونوه الدكتور الحمياني إلى التخطيط إلى إقامة ركن للتعريف بالمبادرة تحت عنوان: "جامعة الطائف تبرمج"، في أحد الأسواق، وعرض مفاهيم البرمجة بشكل مبسط للعامة (من خلال بروشورات وبنرات وأجهزة لعرض مفاهيم البرمجة)، وتقدم هذه الفعالية بالتعاون مع مبادرة المبرمجين الصغار (Tiny Coders).
وكشف عميد كلية الحاسبات وتقنية المعلومات عن توجه لإضافة مقرر "البرمجة لغير المتخصصين" كمقرر اختياري، وهو أحد المقررات التي تم إعدادها بالتنسيق مع عمادة الدراسات المساندة ويستهدف طلاب وطالبات الجامعة غير المتخصصين، إذ يقوم بتعليمهم أساسيات التفكير المنطقي ولغات البرمجة الأساسية.
وأشار الدكتور الحمياني إلى حرص المبادرة على دعوة الطلاب والطالبات ومنسوبي الجامعة للمشاركة في مبادرة (#السعودية_تبرمج#Saudi_codes)، من خلال الإعلان في القنوات الرسمية كموقع الجامعة وحسابات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر (بالشراكة مع مسك الخيرية الراعية لمبادرة السعودية تبرمج)، وكذلك دعوة ممثلين من مبادرة "السعودية تبرمج"، لعرض فكرة المبادرة والاستفادة من رصيد تجربتهم في هذا المجال.
ونوه عميد كلية الحاسبات وتقنية المعلومات إلى المستهدفات العددية للمبادرة، مشيراً إلى أنها تشمل اجتياز 320 متدرباً ومتدربة للورش التدريبية (الفترة الأولى فقط)، واشتراك 200 مستفيد في النشاط المقدم لفعالية أنا أبرمج (#I_Code)، وتسجيل ألف مستفيد من خدمة مستشارك البرمجي وكذلك تسجيل ألف مشترك في نادي البرمجة مع نهاية السنة الأولى من المبادرة، إضافة إلى إقامة معرض للتعريف بالمبادرة في أحد المراكز التجارية بمحافظة الطائف، يستهدف ألف شخص على الأقل.
وعن خطط التطوير المستقبلية للمبادرة، أشار الدكتور الحمياني إلى إمكانية الاستفادة من الكفاءات البرمجية في تشكيل فريق من المبرمجين المحترفين يعملون تحت منظمة إدارة مشاريع (Projectized Organization)، وقادرين على تقديم حلول برمجية لجهات خارجية حكومية وخاصة. كما أشار إلى الترتيب لتقديم محاضرات عامة مصاحبة للمبادرة تتناول موضوعات المدن الذكية، الذكاء الاصطناعي، إلى جانب بعض الأنشطة المستمرة كنادي البرمجة.