أنا أحد مشتركي جوال الأسرة (مجاني) فجزى الله خيراً المشرفين عليه وجعل ذلك في ميزان حسناتهم، فهم يبعثون للمشترك يومياً رسائل جميلة ومفيدة فيها الدعاء وفيها الحِكم والعبر وبعض الموضوعات التي تُلامس أوضاع المجتمع، وسوف أبدأ مقالتي ببعض الرسائل التي تلقيتها الأسبوع الماضي:
* الرسالة الأولى: بعنوان العجز والكسل وإيثار الراحة والدعة: تجد بعض الصالحين ليست له هواية سوى النوم والتقلب على الفراش، لا يريد أن يعمل أو يطرق أبواباً للرزق مباحة، فيظن أن الحياة عبادة ونوم فقط لا غير وهذا اعتقاد يجب تصحيحه، بل إن هذا بعيد عن أوامر الدين كل البُعد.
* الرسالة الثانية: بعنوان الإهمال في الوظيفة وعدم إتقان العمل: تجد بعض الصالحين يتأخر عن دوامه وأحياناً يخرج من عمله بدون إذن وأحياناً أخرى لا يؤدي عمله على الوجه المطلوب مع أن كل ما سبق التزامات وعقود يجب الوفاء بها.
* الرسالة الثالثة: بعنوان الفظاظة والغلظة في التعامل: تجد من الصالحين من هو صالح في ذاته ولكنه لا يعرف ليناً ولا رقة، يُعامل أهله وأولاده بالتعسف والشدة ويقابل الآخرين بوجه مكفهر وأسلوب جاف لا يعرف ابتسامةً ولا لطفاً، ولا يخفى على السواد الأعظم ما يترتب على حسن الخلق من الأجر العظيم.
* الرسالة الرابعة: بعنوان إساءة الظن ببعض المسلمين والتسرع في إطلاق الأحكام: تجد من الصالحين من يُسيء الظن بإخوانه المسلمين ويطلق أحكام التكفير والتفسيق جزافاً دونما تثبت وتروٍ، فيُفسّق هذا لأنه يحلق لحيته ويكفر هذا لأنه لم يره في المسجد قط، وهذا أمر يجب التفطن له والإحجام عنه تماماً لشدة خطره.
* الرسالة الخامسة: بعنوان أولادنا والتلفاز: كلما تمكن القائمون على المسجد من ربط الأولاد بقيم القرآن، استطاع الأولاد أن يتحصنوا ضد الأخطار الثقافية المحيطة بهم، بل يتمكنون بعون الله وفضله أن يواجهوها مواجهة القادرين الواعين الفاعلين المنتمين لهذه الأمة، فلا يرفضونه على اعتبار أنه وسيلة إعلامية مؤثرة، ولكن يرفضون الركام الفاسد من الثقافة بكافة أشكالها وأنماطها متسلحين بسلاح التقوى.
هذه الرسائل الجميلة التي تُلامس أوضاع مجتمعنا الإسلامي بوجه عام ومجتمعنا السعودي بوجه خاص، كل رسالة منها تغني عن مقالة كاملة، ولكن أين الخلل؟؟ الخلل من وجهة نظري تتحمل مسؤوليته الأسرة أولاً والمجتمع ثانياً (الشارع والمدرسة أو الجامعة والإعلام)، لذلك أوجه رسالتي التالية للأسرة المسلمة عموماً والأسرة السعودية خصوصاً، ثم لرجال التعليم والإعلام.. لنقرأ هذا الخبر الذي نشرته جريدة الوطن يوم الخميس 21 صفر 1429هـ في الصفحة 29 وفقاً لإحصاءات حديثة صادرة عن وزارة الداخلية: التحرش بالنساء (المعاكسة) يرتفع خلال عام واحد بنسبة 215%، فقد ارتفع عدد القضايا من 1031 حالة عام 1426هـ إلى 3253 حالة عام 1427هـ، وذكر التقرير أن قضايا الاعتداء على العرض بشكل عام ارتفعت في عام 1427هـ عنها في عام 1426هـ بنسبة 25% وأن حالات الاغتصاب ارتفعت 75% فيما ارتفعت قضايا اختطاف النساء بنسبة 10%.
من جانبها قالت الباحثة الاجتماعية هدى العريني إن السبب الأول لممارسة التحرش عند الشباب هو غياب التوجيه الأسري وتراجع الأدوار التربوية الأخلاقية في قطاعاتنا التعليمية، فلم يعد أمام شبابنا، خاصة الطلاب في ظل غياب تلك المعطيات بالإضافة إلى انتشار البطالة وقلة الأماكن التي يمكن أن يرتادوها لممارسة هواياتهم المختلفة، إلا التوجه نحو الممارسات المستهترة كالمعاكسة والعنف. وطالبت العريني بتضمين المناهج الدراسية حقوق الطريق والمرافق العامة واحترام الآخرين لعلها تحد من المشكلة التي قد تصبح ظاهرة خاصة مع انتشار وسائط تبادل الرسائل عبر الجوال والقنوات الفضائية.
بعد هذه الإحصاءات المخيفة والمرعبة مضافاً إليها ما قرأناه الأسبوع الماضي أيضاً في إحدى الصحف عن زيادة عدد الفتيات الجانحات (الهاربات من بيوت أهلهن) أقول للأسرة ولرجال التربية والتعليم ورجال الإعلام:
1- الوسطية الوسطية الوسطية.. فديننا دين الوسط “وكذلك جعلناكم أمة وسطا”، “ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط”، وخير الأمور أوسطها.
2- القدوة القدوة القدوة، لابد أن نكون قدوة لأولادنا وقدوة لطلابنا وقدوة لمجتمعنا، وإلا كيف أقول لابني لا تكذب وأنا أكذب، وأقول لتلميذي لا تتأخر عن الحصة وأنا أتأخر، وأقول في الإعلام المرئي والمقروء كن صادقاً وأميناً وأنا أنقل له الأخبار المفبركة وغير الصحيحة، وأقول للمريض (كطبيب) التدخين ضار بالصحة وأنا أدخن، ومما آلمني أن أباً زارني في عيادتي الأسبوع الماضي ومعه زوجته وابنتاه وكلهم مدخنون، وقال معلقاً على ذلك أنا أب ديمقراطي، لا بارك الله في هذه الديمقراطية.
3- ربوا الأجيال على أخلاق ديننا العظيم وسنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (الأخلاق المنسية هذه الأيام في الأسرة والمجتمع والإعلام) ربوهم على تقوى الله في السر والعلن، ربوهم على حب الخير للناس كما يحبونه لأنفسهم، ربوهم على احترام الكبير والعطف على الصغير، ربوهم على آيات المؤمن من إذا حدث صدق وإذا أؤتمن لم يخن وإذا وعد لم يخلف، وأن عكس هذا هو من آيات المنافق، ذكروهم بأخلاقيات الصحابة وأمهات المؤمنين في التعامل مع الفقراء والمساكين، علموهم كيف نعظِّم البيت الحرام ونعامل جيرانه، ذكروهم بقصة الصحابي الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة، وعندما تحرى أحد الصحابة عن السبب وجد أنه إذا وضع رأسه على فراشه بالليل لم يكن يحمل حقداً ولا حسداً ولا كرهاً لأحد.
وكلمة أخيرة لأصحاب الفضائيات العرب والمسلمين اتقوا الله في أجيالنا الحاضرة فما تبثونه مدمر للمبادئ والأخلاقيات الإسلامية ومحطم للأسرة المسلمة التي هي اللبنة الأولى والمهمة لتكوين مجتمع سعيد وصالح ومنتج، وسوف تُحاسبون عن هذا في يوم لا ينفع فيه مال ولا مكاسب، هدانا الله جميعاً لما فيه الخير والصلاح لمجتمعنا المسلم.
* الرسالة الأولى: بعنوان العجز والكسل وإيثار الراحة والدعة: تجد بعض الصالحين ليست له هواية سوى النوم والتقلب على الفراش، لا يريد أن يعمل أو يطرق أبواباً للرزق مباحة، فيظن أن الحياة عبادة ونوم فقط لا غير وهذا اعتقاد يجب تصحيحه، بل إن هذا بعيد عن أوامر الدين كل البُعد.
* الرسالة الثانية: بعنوان الإهمال في الوظيفة وعدم إتقان العمل: تجد بعض الصالحين يتأخر عن دوامه وأحياناً يخرج من عمله بدون إذن وأحياناً أخرى لا يؤدي عمله على الوجه المطلوب مع أن كل ما سبق التزامات وعقود يجب الوفاء بها.
* الرسالة الثالثة: بعنوان الفظاظة والغلظة في التعامل: تجد من الصالحين من هو صالح في ذاته ولكنه لا يعرف ليناً ولا رقة، يُعامل أهله وأولاده بالتعسف والشدة ويقابل الآخرين بوجه مكفهر وأسلوب جاف لا يعرف ابتسامةً ولا لطفاً، ولا يخفى على السواد الأعظم ما يترتب على حسن الخلق من الأجر العظيم.
* الرسالة الرابعة: بعنوان إساءة الظن ببعض المسلمين والتسرع في إطلاق الأحكام: تجد من الصالحين من يُسيء الظن بإخوانه المسلمين ويطلق أحكام التكفير والتفسيق جزافاً دونما تثبت وتروٍ، فيُفسّق هذا لأنه يحلق لحيته ويكفر هذا لأنه لم يره في المسجد قط، وهذا أمر يجب التفطن له والإحجام عنه تماماً لشدة خطره.
* الرسالة الخامسة: بعنوان أولادنا والتلفاز: كلما تمكن القائمون على المسجد من ربط الأولاد بقيم القرآن، استطاع الأولاد أن يتحصنوا ضد الأخطار الثقافية المحيطة بهم، بل يتمكنون بعون الله وفضله أن يواجهوها مواجهة القادرين الواعين الفاعلين المنتمين لهذه الأمة، فلا يرفضونه على اعتبار أنه وسيلة إعلامية مؤثرة، ولكن يرفضون الركام الفاسد من الثقافة بكافة أشكالها وأنماطها متسلحين بسلاح التقوى.
هذه الرسائل الجميلة التي تُلامس أوضاع مجتمعنا الإسلامي بوجه عام ومجتمعنا السعودي بوجه خاص، كل رسالة منها تغني عن مقالة كاملة، ولكن أين الخلل؟؟ الخلل من وجهة نظري تتحمل مسؤوليته الأسرة أولاً والمجتمع ثانياً (الشارع والمدرسة أو الجامعة والإعلام)، لذلك أوجه رسالتي التالية للأسرة المسلمة عموماً والأسرة السعودية خصوصاً، ثم لرجال التعليم والإعلام.. لنقرأ هذا الخبر الذي نشرته جريدة الوطن يوم الخميس 21 صفر 1429هـ في الصفحة 29 وفقاً لإحصاءات حديثة صادرة عن وزارة الداخلية: التحرش بالنساء (المعاكسة) يرتفع خلال عام واحد بنسبة 215%، فقد ارتفع عدد القضايا من 1031 حالة عام 1426هـ إلى 3253 حالة عام 1427هـ، وذكر التقرير أن قضايا الاعتداء على العرض بشكل عام ارتفعت في عام 1427هـ عنها في عام 1426هـ بنسبة 25% وأن حالات الاغتصاب ارتفعت 75% فيما ارتفعت قضايا اختطاف النساء بنسبة 10%.
من جانبها قالت الباحثة الاجتماعية هدى العريني إن السبب الأول لممارسة التحرش عند الشباب هو غياب التوجيه الأسري وتراجع الأدوار التربوية الأخلاقية في قطاعاتنا التعليمية، فلم يعد أمام شبابنا، خاصة الطلاب في ظل غياب تلك المعطيات بالإضافة إلى انتشار البطالة وقلة الأماكن التي يمكن أن يرتادوها لممارسة هواياتهم المختلفة، إلا التوجه نحو الممارسات المستهترة كالمعاكسة والعنف. وطالبت العريني بتضمين المناهج الدراسية حقوق الطريق والمرافق العامة واحترام الآخرين لعلها تحد من المشكلة التي قد تصبح ظاهرة خاصة مع انتشار وسائط تبادل الرسائل عبر الجوال والقنوات الفضائية.
بعد هذه الإحصاءات المخيفة والمرعبة مضافاً إليها ما قرأناه الأسبوع الماضي أيضاً في إحدى الصحف عن زيادة عدد الفتيات الجانحات (الهاربات من بيوت أهلهن) أقول للأسرة ولرجال التربية والتعليم ورجال الإعلام:
1- الوسطية الوسطية الوسطية.. فديننا دين الوسط “وكذلك جعلناكم أمة وسطا”، “ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط”، وخير الأمور أوسطها.
2- القدوة القدوة القدوة، لابد أن نكون قدوة لأولادنا وقدوة لطلابنا وقدوة لمجتمعنا، وإلا كيف أقول لابني لا تكذب وأنا أكذب، وأقول لتلميذي لا تتأخر عن الحصة وأنا أتأخر، وأقول في الإعلام المرئي والمقروء كن صادقاً وأميناً وأنا أنقل له الأخبار المفبركة وغير الصحيحة، وأقول للمريض (كطبيب) التدخين ضار بالصحة وأنا أدخن، ومما آلمني أن أباً زارني في عيادتي الأسبوع الماضي ومعه زوجته وابنتاه وكلهم مدخنون، وقال معلقاً على ذلك أنا أب ديمقراطي، لا بارك الله في هذه الديمقراطية.
3- ربوا الأجيال على أخلاق ديننا العظيم وسنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (الأخلاق المنسية هذه الأيام في الأسرة والمجتمع والإعلام) ربوهم على تقوى الله في السر والعلن، ربوهم على حب الخير للناس كما يحبونه لأنفسهم، ربوهم على احترام الكبير والعطف على الصغير، ربوهم على آيات المؤمن من إذا حدث صدق وإذا أؤتمن لم يخن وإذا وعد لم يخلف، وأن عكس هذا هو من آيات المنافق، ذكروهم بأخلاقيات الصحابة وأمهات المؤمنين في التعامل مع الفقراء والمساكين، علموهم كيف نعظِّم البيت الحرام ونعامل جيرانه، ذكروهم بقصة الصحابي الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة، وعندما تحرى أحد الصحابة عن السبب وجد أنه إذا وضع رأسه على فراشه بالليل لم يكن يحمل حقداً ولا حسداً ولا كرهاً لأحد.
وكلمة أخيرة لأصحاب الفضائيات العرب والمسلمين اتقوا الله في أجيالنا الحاضرة فما تبثونه مدمر للمبادئ والأخلاقيات الإسلامية ومحطم للأسرة المسلمة التي هي اللبنة الأولى والمهمة لتكوين مجتمع سعيد وصالح ومنتج، وسوف تُحاسبون عن هذا في يوم لا ينفع فيه مال ولا مكاسب، هدانا الله جميعاً لما فيه الخير والصلاح لمجتمعنا المسلم.