يبالغ بعض الآباء والأمهات في مراقبة أبنائهم والتلصص عليهم وانتهاك خصوصياتهم في البحث في غرفهم وحاجاتهم الشخصية وربما وصل الأمر ببعضهم الى توصية السائق أو الخادمة بإيصال اخبارهم وما يقومون به بعيدًا عن أعين والديهم!!
جميعنا نرغب بعدم اختلاف سلوك ابنائنا في حال وجودنا معهم أو عدمه وهو أمر طبيعي لكن من غير الطبيعي أن أشعر ابني او ابنتي بعدم ثقتي فيه وأتوقع منه أن يسلك سلوكاً طبيعيًا.
قد نلتمس العذر للأهل في الحرص على أبنائهم ونحن نرى تغير المجتمع ونلمس تأثير الانفتاح على العالم عليهم وأتفق مع الآباء والأمهات على ضرورة متابعة الأبناء والقرب منهم ومعرفة تحركاتهم وأصدقائهم ولكن ما أقصده هو كيفية المتابعة وكيف نثق بأبنائنا من غير خوف من انزلاقهم أو وقوعهم في الخطأ.
ما دعاني لكتابة هذه المقدمة ما لاحظته من سلوك بعض المراهقات الصغيرات في بعض المراكز التجارية، فتجد مجموعة من الفتيات يمشين حاسرات الرؤوس ناكشات الشعر يضعن المكياج وخاصة أحمر الشفاه الصارخ ويقهقهن بصوت مرتفع وهن يحملن هواتفهن النقالة ويتغامزن مع بعض الشباب، أو في بعض المقاهي وهن يشعلن السيجارة تلو الأخرى فأتساءل عندها أين أولياء أمورهن؟ من المؤكد مهما كان الأهل متساهلين أن هذا المنظر لا يرضيهم.
كيف نزرع في أبنائنا الرقابة الذاتية ليكون سلوكهم انعكاسا لما يؤمنون به من خلق حسن وليس خوفًا من الرقابة أيًا كان نوعها من الأهل أو المدرسة؟
أعتقد أن الاعتدال في جميع الأمور مطلوب وليس تربية الأبناء استثناءً من ذلك، فالقرب من الأبناء والحديث معهم ومعرفة اهتماماتهم وأصدقائهم وإعطاؤهم مساحة من الحرية النابعة من الثقة، كفيل بجعل الأبناء مستقرين نفسيًا، وأقل عرضة للتأثر بما قد يواجهونه.
أنا لا أدعو إلى الثقة المطلقة وترك الحبل على الغارب لكنني أدعو إلى القرب والمتابعة والتوجيه بمحبة وليس التسلط والترهيب.
إن مرحلة المراهقة ليست هي المرحلة المناسبة للتربية فالفتى أو الفتاة فيها يميل إلى إثبات الذات والاستقلال ويكره التوجيه والمراقبة، ولذا فإن غرس الرقابة الذاتية يبدأ من مرحلة الطفولة، والأساس هو التربية الإيمانية منذ الصغر وغرس محبة الله في النفوس والإيمان بأنه سبحانه وتعالى يرانا وإن لم نكن نراه، وبأنه معنا أينما كنا، تلك الجرعات الإيمانية هي المخزون الذي يبقى عند انتقال الطفل إلى مرحلة المراهقة كذلك التعويد على الانضباط والالتزام، فإذا اعتاد الطفل على ذلك سهل عليه مراقبة نفسه ونهيها عن الهوى كبيرًا وقد يجنح المراهق قليلًا عن جادة الصواب لكنه حتمًا سيعود إلى ما ربي عليه منذ الصغر.
fma34@yahoo.com
جميعنا نرغب بعدم اختلاف سلوك ابنائنا في حال وجودنا معهم أو عدمه وهو أمر طبيعي لكن من غير الطبيعي أن أشعر ابني او ابنتي بعدم ثقتي فيه وأتوقع منه أن يسلك سلوكاً طبيعيًا.
قد نلتمس العذر للأهل في الحرص على أبنائهم ونحن نرى تغير المجتمع ونلمس تأثير الانفتاح على العالم عليهم وأتفق مع الآباء والأمهات على ضرورة متابعة الأبناء والقرب منهم ومعرفة تحركاتهم وأصدقائهم ولكن ما أقصده هو كيفية المتابعة وكيف نثق بأبنائنا من غير خوف من انزلاقهم أو وقوعهم في الخطأ.
ما دعاني لكتابة هذه المقدمة ما لاحظته من سلوك بعض المراهقات الصغيرات في بعض المراكز التجارية، فتجد مجموعة من الفتيات يمشين حاسرات الرؤوس ناكشات الشعر يضعن المكياج وخاصة أحمر الشفاه الصارخ ويقهقهن بصوت مرتفع وهن يحملن هواتفهن النقالة ويتغامزن مع بعض الشباب، أو في بعض المقاهي وهن يشعلن السيجارة تلو الأخرى فأتساءل عندها أين أولياء أمورهن؟ من المؤكد مهما كان الأهل متساهلين أن هذا المنظر لا يرضيهم.
كيف نزرع في أبنائنا الرقابة الذاتية ليكون سلوكهم انعكاسا لما يؤمنون به من خلق حسن وليس خوفًا من الرقابة أيًا كان نوعها من الأهل أو المدرسة؟
أعتقد أن الاعتدال في جميع الأمور مطلوب وليس تربية الأبناء استثناءً من ذلك، فالقرب من الأبناء والحديث معهم ومعرفة اهتماماتهم وأصدقائهم وإعطاؤهم مساحة من الحرية النابعة من الثقة، كفيل بجعل الأبناء مستقرين نفسيًا، وأقل عرضة للتأثر بما قد يواجهونه.
أنا لا أدعو إلى الثقة المطلقة وترك الحبل على الغارب لكنني أدعو إلى القرب والمتابعة والتوجيه بمحبة وليس التسلط والترهيب.
إن مرحلة المراهقة ليست هي المرحلة المناسبة للتربية فالفتى أو الفتاة فيها يميل إلى إثبات الذات والاستقلال ويكره التوجيه والمراقبة، ولذا فإن غرس الرقابة الذاتية يبدأ من مرحلة الطفولة، والأساس هو التربية الإيمانية منذ الصغر وغرس محبة الله في النفوس والإيمان بأنه سبحانه وتعالى يرانا وإن لم نكن نراه، وبأنه معنا أينما كنا، تلك الجرعات الإيمانية هي المخزون الذي يبقى عند انتقال الطفل إلى مرحلة المراهقة كذلك التعويد على الانضباط والالتزام، فإذا اعتاد الطفل على ذلك سهل عليه مراقبة نفسه ونهيها عن الهوى كبيرًا وقد يجنح المراهق قليلًا عن جادة الصواب لكنه حتمًا سيعود إلى ما ربي عليه منذ الصغر.
fma34@yahoo.com