-A +A
وفاء الرشيد
هناك مجموعة خطيرة تنخر في معرض الكتاب.. شلة متكاملة المعالم والحدود تجمعها مناطقية متجذرة وخط واحد من التعاملات يتكرر في كل موسم علينا، وكأن المثقف في هذا البلد لا يرى أو بالأحرى يخاف أن ينتقدهم ثم يحاربه القائمون على هذا المعرض من (مثقفين).

كوني من الكتاب الذين لا يهمهم أن تعاقبهم الشلة من حرمانهم من الدعوات التي هي في الأصل لا توزع إلا على نفس الوجوه في كل موسم وكأنه لا توجد في كشوف الضيوف إلا تلك الأسماء المكررة منذ استلمت الإدارة المعرض، بعد ترك الدكتور عبدالعزيز السبيل انتهى الزمن الجميل وانتهى ذاك البناء الجبار للثقافة ودخلنا المغارة.. وكوني لا أطمح في الجلوس على أي من اللجان التي خصصت للأصحاب والحبايب والقبيلة فلا يهمني الحضور بينكم.. فأنا لست من القبيلة ولكني من هذا الوطن وزمن المجاملات على حسابه انتهى.. خاصة أنكم أصبحتم حديث البلد!


هل تصدقون أن لجنة جائزة الشعر لا يجلس فيها شاعر واحد! وأن رئيس اللجنة يرأس كذلك كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود منذ إنشائه علما أنه يوجد في قسم اللغة العربية دكاترة متخصصون في الأدب السعودي. ومن أهم أعضاء هذه اللجنة دكتورة هي عضوة لها حضور في كل المحافل يثير التساؤلات بوجودها المتكرر دائما بتمثيلها الأدب السعودي بالأخص! والمثير للفضول كذلك هنا أن الدكتورة لا تجيد حتى اللهجة السعودية!.. أنا هنا وللتأكيد لا أقلل منها بقدر ما أتعجب من عدم وجود كفاءات نسوية في كرسي الأدب السعودي لعضوية اللجنة! وهي بداية غير مختصة في الأدب السعودي وإن كان لديها بحوث فهذا لا يؤهلها على الاستحواذ على ما يتعلق بأدبنا وحدها دون سواها! فأين الدكتورة أمينة الجبرين المتخصصة في السرد والدكتورة منى المالكي المتخصصة في الشعر؟ وأين من لهن بحوث ودراسات في الأدب السعودي مثل الدكتورة منال العيسى والدكتورة حصة المفرح والدكتورة نورة القحطاني؟ لماذا واحدة من خارج هذه الدائرة صارت كأنها متحدثة رسمية باسم الأدب السعودي؟ ومن أعطاها الحق المطلق بتمثيلنا في الداخل والخارج وفي المنصات الإعلامية؟ وهل عرض على المتخصصات شيء مما أسند إليها ورفضنه؟

هل أكمل لكم المأساة! المدير المالي لكرسي الأدب السعودي لسنوات يدير ميزانية سرية لا يحق للأعضاء الاطلاع عليها وهو محاضر غير سعودي ملازم اسمه لكل المنشورات التي ينشرها الرئيس..

فاز أحد أعضاء اللجنة بجائزة الوزارة وسكتنا، وفاز كاتب روائي مرتين بالجائزة وسكتنا.. الإيجارات غالية والنظافة في مناطق المعرض كانت محرجة وسكتنا، والمتعاقدون من الشباب والشابات حصلوا على 1500 ريال فقط لعملهم ليل نهار لتنظيم العمل وسكتنا، ولكن هل تعلمون قرائي أن ميزانية المعرض تفوق 70 مليون ريال!

اذهبوا إلى معارض الكتاب في الشارقة وعمان والقاهرة وبيروت ولن أقول فرانكفورت وتعلموا، فلن تجدوا صدى الميكرفونات وهي تقرع بنقل المحاضرات لكل من يزور المعرض طوال اليوم لتسبب حالة من الإزعاج والاستفزاز اللاحضاري لكل من دخل لينتقي كتابا، لن تجدوا الزحمة في الممرات والكتب المتراكمة على الجانبين، ناهيك عن الكتب الكثيرة في تطبيق المعرض والتي لم تتوفر بالأصل عند الناشر..

زمن الشلة انتهى.. وزمن القبيلة انتهى.. وزمن (مساعد أجنبي للكابتن) انتهى.. وزمن الارتزاق بالحرية عند بعض النساء انتهى.. فأغلبنا نحن النساء اليوم نخالط الرجال بعملنا ونستطيع أن نسافر ونحضر محافل عالمية ولا لأحد مدخل علينا ليجعل من تقاليدنا عصاة تقريع للتقليل من كفاءاتنا.. فهناك الكثير والكثير من الاختراقات المسكوت عنها، ولكن تغير الزمان ولم يعد لا للخوف ولا للسكوت مكان.. فلن نسكت لأن الوطن للجميع ولا لأحد فضل علينا فيه.

* كاتبة سعودية

WwaaffaaA@