خادم الحرمين الشريفين ملقيا كلمته في القمة العربية بتونس.
خادم الحرمين الشريفين ملقيا كلمته في القمة العربية بتونس.
-A +A
يوسف عبدالله (جدة)
لا يفتأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يؤكد مواقف المملكة الداعمة لكل ما يهم العرب، ويحقق لهم الرخاء والاستقرار، وهو ما تثبته كلماته الراسخة في كل محفل إقليمي وعالمي.

سطور النور التي يرسمها الملك سلمان في كلماته الخالدة، لا تحيد عن كل ما يضمن أمن الشعوب العربية، ويدفع عنهم شرور أخطار الإرهاب والتدخل في شؤون دولهم من قِبَل القوى المعادية، ولا آكد من ذلك سوى كلماته النيّرة التي صدح بها لتشنِّف مسامع قادة الدول في قمتهم على أرض تونس الخضراء، وشدد من خلالها وقوفه حصنا منيعا لحماية الوطن العربي.


كلمة خادم الحرمين الضافية، شملت تفصيلاً للمهددات التي تواجهها الدول العربية، وتحيط بها من عدة جوانب، ابتدأها بقضية فلسطين، والأزمة السورية وما تبعها من تأكيد على رفض المساس بسيادة الجولان، وكذلك الأزمة في اليمن، والوضع الأمني في ليبيا، والدعوة إلى مكافحة الإرهاب حول العالم، وبيان أن الجريمة الإرهابية في نيوزيلندا تؤكد أن الإرهاب لا دين له، وأيضا الخطر الإيراني ودعمها للإرهاب في العالم، إلا أن خادم الحرمين الشريفين أطفأ جذوة القلق بتفاؤله بـ«المستقبل الواعد» المحقق لآمال الشعوب.

وحملت كلمات الملك سلمان رسائل قوية، ورسمت خطوطا واضحة لوضع حد لكل المهددات والأخطار، بالاستناد إلى القرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية حيال قضية فلسطين، التي ستظل على رأس اهتمامات المملكة حتى حصول شعبها على جميع الحقوق المشروعة، وتعريجا على «الرفض القاطع» لأي مساس بسيادة سورية على الجلان، عطفا على تأكيد الحل السياسي للأزمة السورية بما يضمن أمنها ووحدتها وسيادتها ومنع التدخل الأجنبي.

أما اليمن، فهي في قلب سلمان دائما، وهو الذي قاد حملة الدفاع عن أمنها وحفظها من الخطر الإيراني الغاشم، مجددا التأكيد على دعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث، ومطالباً المجتمع الدولي بإلزام المليشيات الحوثية المدعومة من إيران بوقف ممارساتها العدوانية التي تسببت في معاناة الشعب اليمني وتهديد أمن واستقرار المنطقة، مشددا على استمرار المملكة في مساعداتها الإنسانية والتنموية لتخفيف معاناة الشعب اليمني العزيز.

ولم تغب ليبيا عن وجدان الملك سلمان، إذ أكد حرص المملكة على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، ودعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي يحقق أمن ليبيا واستقرارها والقضاء على الإرهاب الذي يهددها، فيما أوضح موقف المملكة العربية السعودية حيال دعمها للجهود الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف على كافة المستويات، وتشديده على أن العمل الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، يؤكد أن الإرهاب لا يرتبط بدين أو عرق أو وطن.

وحيال أبرز المهددات في المنطقة، حث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان المجتمع الدولي على القيام بمسؤولياته تجاه مواجهة السياسات العدوانية للنظام الإيراني التي تشكل انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والمبادئ الدولية، ووقف دعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم.

ورغم كل ذلك، إلا أنه وبلغة الواثق، وبحكمة كبير العرب، لم يشأ خادم الحرمين أن ينهي كلماته بمجرد كشف المهددات دون أن يعطي دفعة قوية للأمل في الوطن العربي، وهو الذي دائما ما يؤكد على النماء والرخاء قبل أي مواجهة للتحديات، ملخصا النتائج المرجوة بعبارة بسيطة في أحرفها وعميقة في معناها، إذ اختتم حديثه بقوله: «على الرغم من التحديات التي تواجه أمتنا العربية، فإننا متفائلون بمستقبل واعد يحقق آمال شعوبنا في الرفعة والريادة».