الطفل الناجي «محمد» في حضن والده في المستشفى، حيث ترقد والدته.
الطفل الناجي «محمد» في حضن والده في المستشفى، حيث ترقد والدته.
-A +A
محمد السريعي (بيشة) alsreiay@
في ‏الوقت الذي ينتظر فيه حسين العبدالعظيم زوج المعلمة «بلقيس» الناجية من حادث معلمات الأمواه، موافقة وزارة الصحة لإخضاعها لعمليتين جراحيتين؛ واحدة في الفك والأخرى في الحاجب. قال لـ«عكاظ» بأن زوجته في وضع نفسي سيّئ، ولا تقوى على الكلام لإصابتها في الفك، ومع ذلك لا تكف عن السؤال عن رضيعها «بدر» وزميلتيها «صفية الغامدي وإيمان الظفيري» الذين غيبهم الموت في الحادثة الأليمة. وكانت نسيبة الغامدي قائدة ابتدائية ومتوسطة مدرسة الحمراء في الأمواه مقر عمل «صفية وبلقيس» أكدت لـ «عكاظ» أن المدرسة ذاتها شهدت قبل سنوات حادثة مماثلة راحت ضحيتها معلمة وأصيبت أخريات. وأثنت القائدة على أداء صفية وبلقيس وتميزهما على مستوى قطاع الأمواه، إذ عملت صفية معلمة للتربية الأسرية وتميزت بالمهارة في إنجاز أعمالها بجودة عالية، وأجرت دروسا نموذجية لعدد من معلمات القطاع، أما بلقيس معلمة اللغة الإنجليزية فهي فريدة من نوعها حتى إن طالباتها يتمتعن بمستويات ممتازة في المادة، ولها طرق خاصة ومختلفة عن غيرها في التعليم. وأضافت الغامدي أن عدد طالبات المدرسة لا يتجاوز 100 و21 معلمة، واحدة منهن من مركز الأمواه بينما البقية مغتربات من الرياض، مكة المكرمة، المدينة المنورة، الطائف، ينبع، الأحساء، الباحة، وبيشة. وتعيش المعلمات المغتربات حالة من القلق بسبب اغترابهن عن أسرهن وعائلاتهن، وضربت مثلا بالمعلمة صفية التي دونت اسمها في سجل الحضور ثم انهارت باكية، وعند استفسارها روت أن طفلتها البالغة من العمر 18 شهرا أضحت لا تعرف اسمها وتنادي جميع النساء بـ «ماما» بسبب غربتها عنها. ولم تكن تخفي قلقها من مخاطر الطريق خصوصا «العقبة»، وكأنها كانت تشعر بأن شيئا ما قد يحدث!. وكشفت قائدة المدرسة أن صفية استقبلت حركة النقل بحالة من الحزن لتجاوزها برغم أنها عملت 3 سنوات في قطاع الأمواه، «سقطت مغشية عليها وأمضت يوما كاملا بلا طعام حزنا لعدم نقلها». أما بلقيس -طبقا للقائدة- فكانت تعيش أنواعا من المعاناة؛ إذ إن اثنين من أبنائها يعيشان مع والدهما في الأحساء، بينما تصطحب معها محمد وبدر في سفرها ويسكنان معها في الأمواه.

وكانت المعلمات الثلاث تعرضن إلى حادثة سير على طريق خميس مشيط الرياض، وأسفر ذلك عن رحيل معلمتين والسائق ورضيع وإصابة زميلتهما.