-A +A
صالح عبدالعزيز الكريِّم
مواليد ما بعد عام (2010م) سيقتربون كثيراً من التشخيص الوراثي الدقيق وستضاف إلى بطاقاتهم الشخصية والبنكية بطاقة الهوية الجينية (الوراثية) التي يسجل فيها كل ما له علاقة بالناحية الوراثية مثل الفحص الوراثي ونوع وسلالة الخلايا الجذعية وفصيلة الدم والبصمة الوراثية والأمراض الوراثية المتوقعة والعمر الافتراضي لبعض خلايا الأجهزة مثل الخلايا العصبية وخلايا بيتا البنكرياسية الخاصة بالأنسولين والخلايا الكبدية للاسترشاد في كيفية التعامل معها، إن الحقيبة الوراثية للإنسان مليئة بالأسرار التي لا يعرف كنهها ولا يسبر غورها إلا الله سبحانه وتعالى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).
إن اكتشاف الجينات وكشف اللثام عن الجينوم البشري وفك رموزه والعمل الدؤوب اليوم بالبحث والتنقيب في «شفراته»، يعد عملاً واعداً بالمزيد من الأمور التي يمكن أن تضيف «خانات» جديدة في بطاقة الهوية الجينية (الوراثية).. ويبقى السؤال ما هو موقعنا من هذه الأبحاث؟

إن الحراك البحثي في المملكة ممثلاً اليوم في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وفي الجامعات العريقة والكبيرة خاصة جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فيصل وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن والجامعة البحثية الجديدة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، هي اليوم محل الأنظار في ما يخص البحوث الكونية والطبية والعلمية والهندسية، وينحصر التسابق فيما يخص البحوث البيولوجية في كل من جامعتي الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود من خلال الموافقات الكريمة في إنشاء مراكز للبحوث المتخصصة، ولأن بهما عدداً كبيراً من المتخصصين.. وقد حظيت جامعة الملك عبدالعزيز بإنشاء مركز الجينوم البشري وهي اليوم تتقدم بعطاء جديد للموافقة على مشروع وطني بنّاء يخص أبحاث الخلايا الجذعية وكلها أمل بأن يتم الدعم والمؤازرة لتدخل الجامعة في ركب التنافس العالمي ولكي تستفيد من كوادرها البحثية والعلمية خاصة الجيل الجديد الذي لم يفسده الكسل ولم تصرفه الشواغل المادية والاجتماعية والذي يجب علينا شرعاً وعقلاً أن نهيئ له الأسباب التي تجعلنا نستفيد من علمه وتخصصه خاصة أنه «طازة» قادم من معامل بحثية عالمية.