فيما تتواصل اللقاءات بين المعارضة السودانية والمجلس العسكري للاتفاق على نقل السلطة من الجيش لحكومة مدنية ووضع خارطة طريق للمرحلة الانتقالية، اتهم «تجمع المهنيين» الذي يقود الحراك السوداني، المجلس العسكري الانتقالي بـ«الانفراد» بالسلطة والحيلولة دون تسليمها للمدنيين، واعتبر أن «الانتقالي» يسعى إلى إعادة إنتاج النظام السابق. وحذر التجمع في بيان له أمس (الأحد)، من المحاولات المتواصلة للالتفاف وسرقة مكتسبات الثورة التي قدمت قرابة الـ100 شهيد والمئات من الجرحى والمصابين. ودعا الجميع للحضور إلى ميدان القيادة العامة لمواصلة اقتلاع النظام السابق، مؤكدا أن الاعتصام مستمر حتى تحقيق كل بنود إعلان الحرية والتغيير. ورهن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان تسليم السلطة لحكومة مدنية باتفاق القوى السياسية. وقال في أول مقابلة مع التلفزيون السوداني أمس (الأحد) إن القوى السياسية قدمت أكثر من 100 رؤية، وإن اللجنة السياسية تدرس هذه الرؤى، متوقعا تسليم الردود عليها قبل نهاية الأسبوع. وأعلن البرهان استعداده تسليم مقاليد الحكم «غداً» إذا اتفقت الساحة السياسية، مؤكدا أن المجلس ليس خصماً لأحد. وفضل البرهان أن تكون هناك حكومة تكنوقراط في المرحلة الانتقالية، مضيفا: «نريد الإسراع بتشكيل الحكومة، لأن كل يوم يمضي نخسر الكثير». ولفت إلى أن مؤسسات النظام السابق «نخرها الفساد». ونفى أن يكون هناك أي معتقل سياسي في السودان، وقد تم إطلاقهم جميعاً بلا استثناء. وأعلن ضخ عملة صعبة في بنك السودان، «حصلنا عليها من مختلف الموارد، إضافة إلى ما وجد مع المسؤولين وتمت مصادرته»، كاشفا العثور على مبلغ 7 ملايين يورو و350 ألف دولار في قصر الضيافة، بحوزة الرئيس المقتلع عمر البشر. وأفاد بأن الولايات المتحدة طلبت وفداً لمناقشة رفع السودان من قائمة الإرهاب، وقد تم تشكيل وفد ينطلق قريباً لواشنطن. ورفض وصف ما جرى في السودان بأنه انقلاب عسكري، معتبراً إياه استجابة لمطالب الشعب. وشكر البرهان مصر على مبادرتها في الاتحاد الأفريقي، كما شكر السعودية، وروسيا.