قلةٌ بين خبراء الشؤون العربية من قد يضاهي الأستاذ فؤاد مطر منهجيةً وتوالي نتاج وعمق تخصص ومخملية قلم وشمول تناول للقضايا التي أمكنه تأريخها بثقة القائل: «يمكنك القول أنني كنت هناك».. تنبع غزارة إنتاج فؤاد مطر من معاصرة الأحداث وامتلاك مخزون وثائقي ثري يعزز رؤاه ويُشبِع قراءه، مع ذاكرة وقادة تُسعف الباحثين في الوقائع المهمة وتَصِلُ الحاضر بالماضي، لكي يعتبر من يريد الاعتبار ويَزِنَ الأمور من يجيد التوازن.
بأنامل خبير بارع كشف لنا مؤخراً عما كشر للرئيس المصري الشهيد محمد أنور السادات من «أنياب»، عبر كتابٍ جديد ضمن «سلسلة أعماله الشاملة» الصادرة عن «الدار العربية للعلوم ناشرون 2018م» بعنوان «أنياب الخليفة وأنامل الجنرال.. رواية انقضاض السادات على الناصرية ومداواة السيسي للجراح الروسية».. متزامناً مع مئوية ميلاد الرئيسين السادات وكذلك جمال عبدالناصر 1918م.
الكتاب الجديد لفؤاد مطر ليس بجديد على متابعي الصحافي العربي واللبناني الكبير، من عرفوا وطالعوا «مصرياته» الناصرية أو الساداتية، بل هو ثامن كتاب له.. الجديد فيه تحديث تفاصيل وخلفيات تصرفات «خليفة» عبدالناصر في «الرئاسة» وقراراته المفاجئة بشأن العلاقات السوفيتية المصرية.
ولأن «خلافاً جذرياً» بين القادة السوفييت والرئيس السادات يتنامى، بخلفيات تشرحها مذكرات مراد غالب السفير المصري بموسكو ووزير الخارجية الأسبق، ويدركها معاصرو ودارسو تلكم المرحلة، فقد بلغ ذورته في إنهاء الوجود السوفياتي فيسجل السادات «نقطة نظام في العلاقات العربية السوفيتية»، يذهب مطر معها بالتفكير بعيداً في شأنٍ حاضر من باب كتابة «تاريخ بديل» -أو «تاريخ مرجو» على وجه الدقة- عنوانه إلغاء وصاية «روسيا على سوريا».. إخوة الحرف والحرب!