50 مليون ريال من ولي العهد لترميم 56 مبنى في جدة التاريخية.
50 مليون ريال من ولي العهد لترميم 56 مبنى في جدة التاريخية.
-A +A
حسين هزازي (جدة) h_hzazi@
سجل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، نقطة تحول جديدة في تاريخ «جدة التاريخية» أو «جدة البلد»، لتدخل مرحلة 2030 في ثوب جديد، وذلك بعد دعمه مشروع ترميم 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط بمبلغ 50 مليونا. وتضم جدة التاريخية عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، مثل آثار سور جدة وحاراتها التاريخية: حارة المظلوم، وحارة الشام، وحارة اليمن، وحارة البحر، كما يوجد بها عدد من المساجد التاريخية أبرزها: مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، ومسجد المعمار، وجامع الحنفي، إضافة إلى الأسواق التاريخية،.

وفي 21 يونيو 2014 أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي «اليونسكو».


وأمر الملك سلمان بن عبدالعزيز في يونيو 2018 بإنشاء إدارة باسم إدارة مشروع جدة التاريخية ترتبط بوزارة الثقافة، مع تخصيص ميزانية مستقلة لها.

وبنى الأهالي بيوتهم في «المدينة التاريخية» من الحجر المنقى الذي كانوا يستخرجونه من بحيرة الأربعين ثم يعدلونه بالآلات اليدوية ليوضع فـي مواضع يناسب حجمه إلى جانب الأخشاب التي كانت ترد إليهم من المناطق المجاورة كوادي فاطمة أو ما كانوا يستوردونه من الخارج عن طريق الميناء خاصة من الهند، كما استخدموا الطين الذي كانوا يجلبونه من بحر الطين يستعملونه في تثبيت المنقبة ووضع بعضها إلى بعض وتتلخص طريقة البناء فـي رص الأحجار فـي مداميك يفصل بينها قواطع من الخشب «تكاليل» لتوزيع الأحمال على الحوائط كل متر تقريباً يشبه المبنى القديم إلى حد كبير المبنى الخرساني الحديث والأخشاب تمثل تقريباً الحوائط الخارجية للمنشأ الخرساني وذلك لتخفيف الأوزان باستعمال الخشب.

ومن أشهر وأقدم المباني الموجودة حتى الآن دار آل نصيف ودار آل جمجوم فـي حارة اليمن ودار آل باعشن وآل شيخ وآل قابل والمسجد الشافعي فـي حارة المظلوم ودار آل باناجة وآل الزاهد فـي حارة الشام ودار آل النمر في حارة البحر.

ويبلغ ارتفاع بعض هذه المباني إلى أكثر من 30 مترا، كما ظلت بعضها لمتانتها وطريقة بنائها باقية بحالة جيدة بعد مرور عشرات السنين، وتميزت هذه الدور بوجود ملاقف على كافة الغرف فـي البيت وأيضا استخدم الروشن وخاصة الرواشين بأحجام كبيرة، واستخدمت الأخشاب المزخرفة فـي الحوائط بمسطحات كبيرة ساعدت على تحريك الهواء وانتشاره فـي أرجاء الدار وإلقاء الظلال على جدران البيت لتلطيف الحرارة كما كانت الدور تقام بجوار بعضها البعض وتكون واجهاتها متكسرة لإلقاء الظلال على بعضها.

يذكر أن الصحابي الجليل سيدنا عثمان بن عفان «رضي الله عنه»، اتخذ جدة التاريخية، ميناءً لمكة المكرمة في عام 26 هـ الموافق 647م (قبل أكثر من 700 عام).