IMG-20190514-WA0150
IMG-20190514-WA0150
-A +A
سلمان الزبير salmannooo@
في بعض الأوساط الثقافية، تُستخدم هذه العبارة للتهكُّم بأحدهم، لا يحسن الشعر ولا قريضَهُ، ولا يتقن قراءتَهُ ولا إلقاءَهُ، ويقحم نفسه في الشعراء إقحامًا.

شخصية «مرجان أحمد مرجان» التي جسَّدها الفنان عادل إمام، ما هي إلا رمزٌ لأدعياء الثقافة، وواهمي المعرفة.


رجل أعمال واسع الثراء، لكنه عامِّيٌ جاهلٌ، يحاول بكل السُّبل أن ينتسب للعلم والفكر، ليتسجلب فخر ابنه وابنته، وليتقرَّب من أستاذتهما الجامعية، ويرتبط بها.

اليوم وبوجود كمٍّ كبير من قنوات التواصل ووسائل الإعلام، أصبحنا نرى «مرجان» في كلِّ زاويةٍ وكلِّ نادٍ. ينبري أحدهم لكتابة روايةٍ، وما أتمَّ قراءة عشرين كتابًا حياته كلِّها، في اللغة لا يفرِّق بين «البَرِّ» و«البُرِّ»، وفي النحو يجهل عملَ «كان وأخواتها»، وفي الإملاء يخلط بين الضاد والظاء، سيدي الكريم، امتلاكك لخيالٍ خصبٍ لا يؤهلك لكتابة رواية منفردًا دونما مساعدة.

أيُّ خيرٍ يُرتجى من إحداهنَّ، تعرِّف نفسها في الملف الشخصي بصفحتها في تويتر «كاتبه» بهاء مربوطة لا تاء؟ أو أي أملٍ يُنتظر من أحدهم يساهم بمقالات في صحيفة إلكترونية ويذيِّل اسمه «اعلامي» بهمزة وصل لا قطع؟

تردٍّ واضح في علوم الآلة، وقصور شديد في الإلمام بأبجدياتها، مستوىً هزيل، وإنتاجٌ ضعيف، يصيب أرباب اللغة وأهليها بالإحباط.

هذه المنابر الإعلامية المجانية التي توفر مساحات ومساحات لكل من وَهِم العلم وادَّعى الثقافة، تُفاقم المشكلة، وتُعظم المأساة، وتنذر بكوارث على المدى البعيد ستحلُّ على اللغة العربية، فهل من حلول؟