في خطوة بروتوكولية اعتيادية، أعلنت الدوحة عن تلقيها دعوة لأمير قطر تميم بن حمد من قبل الرياض لحضور القمم الثلاث الطارئة لجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول الإسلامية في مكة المكرمة في 30 مايو الحالي، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء القطرية "قنا"، والتي أفادت بأن نائب رئيس مجلس الوزراء القطري، وزير الخارجية، محمد بن عبدالرحمن بن جاسم، تسلم خطاب الدعوة أمس (الأحد) من الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني، خلال استقباله في الدوحة.
فيما تناولت بعض وسائل الإعلام تلك الدعوة، بتأويلات "غير واقعية" حول حلحلة أزمة مقاطعة قطر من قبل دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) الداعي لمكافحة الإرهاب والتي قطعت علاقاتها مع الدوحة منذ يونيو 2017 بسبب دعمها للإرهاب ومحاولة التدخل في شؤون دول المنطقة، فهي مسألة لا علاقة لها بتوجيه الدعوة إلى قطر لحضور قمم مكة الثلاث، حيث تتم الدعوة وفقا لبروتوكول الجامعة العربية إلى جميع الدول الأعضاء بشكل إلزامي، وذات الأمر ينطبق على سياسات أمانة مجلس التعاون الخليجي والتي تقوم بدعوة جميع الدول الخليجية الست.
ولأن المملكة هى الدولة المستضيفة فهي تقوم بتوجيه الدعوات لجميع الأعضاء، وقطر لا تزال عضواً فى مجلس التعاون الخليجى، ودعوتها ليست سوى مسألة "شكلية"، وليست لها علاقة بالأزمة مع قطر، وقد سبق وأن تلقت الدوحة في ديسمبر الماضي دعوة مماثلة لحضور قمّة مجلس التعاون الخليجي في الرياض.
وبالتالي، فإن دعوة قطر لا تعني التراجع عن المطالب الـ13 التى اتفق عليها الرباعي العربي لعودة العلاقات مع قطر، ولا تزال على موقفها المتمسك بالمطالب الخاصة بوقف الدوحة لدعم التطرف والتدخل فى الشئون الداخلية لدول المنطقة، ولن تجد الدوحة حلا عمليا لهذه الأزمة إلا من خلال الرياض.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية في قطر، سلطان بن سعد المريخي، قال إن "بلاده معزولة عن جيرانها، ولم تتلق دعوة لحضور قمم مكة الطارئة"، لتصدر جامعة الدول العربية بياناً، قالت فيه إنها "عممت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لعقد قمة طارئة في مكة".
فيما تتواصل الاستعدادات لاستضافة القمم الطارئة الثلاث في العاصمة المقدسة، لبحث أزمة تصاعد "التدخلات الإيرانية" في المنطقة ودعمها للمليشيات الإرهابية، وحالة التصعيد القائم بين واشنطن وطهران، وتداعياتها على أمن المنطقة.